في افتتاح ندوة « قائد ووطن .. ثلاثة عقود من التحولات» بمعرض الكتاب الدولي الـ (25 )..
صنعاء/سبأ: قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور إن مضامين كتاب « قائد ووطن .. ثلاثة عقود من التحولات» تمثل الشخصية التسامحية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وما يحمله من حب تجاه كل أبناء الوطن دون استثناء.واعتبر الرصد التوثيقي المتميز الذي تضمنه الكتاب الذي صدر مؤخرا عن دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وصحيفة (26 سبتمبر) بمناسبة مرور 30 عاماً على انتخاب فخامته يمثل مرحلة مهمة من مراحل البناء والتطور في اليمن والتي أسس لها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.ولفت مجور في الندوة التي عقدت أمس بمعرض الكتاب الدولي الـ 25 بصنعاء إلى ما رصده الكتاب بإنصاف من تجربة فريدة وغنية بالإنجازات والتحولات بقيادة فخامة رئيس الجمهورية وحكمته وحنكته السياسية في مواجهة أصعب التحديات وتجاوز اشد الفترات تعقيداً بكل صبر وشجاعة، منتهجاً أسلوب الحوار الذي كان المبتدأ في فلسفته للحكم منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية ولا يزال .. مشيرا إلى هذا الأسلوب مكن فخامته من الدخول إلى قلوب كل أبناء اليمن حتى أولئك الذين كانوا يناصبونه العداء .وأضاف قائلا « تحضرني فقرة مما جاء في الكتاب الذي نحن بصدده على لسان أحد أخواننا في قيادة الجبهة الوطنية قالها بعد فترة وجيزة من تولي فخامة الرئيس المسؤولية ودعوته لقيادات الجبهة إلى الحوار، حيث كانوا يعتقدون أنه يدبر لهم مكيدة فاحتاطوا لذلك لكنهم بعد اللقاء اندهشوا لما لمسوه من سعة صدر وحرص من فخامته على أن يسود الوئام والمحبة بين أبناء الوطن الواحد فقال ذلك القيادي: « أردنا له الموت.. فأراد لنا الحياة. ونوه رئيس الوزراء بالجهد التوثيقي لقيادة دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر باعتبارها صحيفة رائدة وأصبحت تمثل واجهة مشّرفة للصحافة اليمنية .. وقال « نعتز بها ونشد على أيدي القائمين عليها لما تتميز به من احتراف مهني ومصداقية في التناول والبحث عن الحقيقة». وقال مجور « لقد تجسد تفاصيل البناء والتطور في هذه الحقبة المهمة في تاريخ اليمن من خلال ما أنجزه فخامة الرئيس من تحولات عظيمة في مجالات التنمية وبناء الإنسان ونشر الخدمات الصحية والتعليمية وإقامة شبكة واسعة من الطرقات والاتصالات العصرية المتقدمة وإنشاء مئات السدود والحواجز المائية فضلاً عن الاهتمام بمجالات الإنتاج كالزراعة والصناعة وغيرها» .. لافتا إلى ما يميز هذه الحقبة في تاريخ اليمن وما شهدته لأول مرة وهو تدفق النفط في الأرض اليمنية وتحقق حلم اليمانيين بإعادة تحقيق الوحدة الوطنية التي سعى فخامته من أجلها بكل عزم وإرادة منذ اليوم الأول لتوليه مسؤولية قيادة الوطن.واعتبر رئيس الوزراء الأصوات الناعقة بالخراب والتي تظهر بين الحين والآخر وتحاول تزييف الحقائق ونكران ما تحقق طوال العقود الثلاث الماضية من منجزات وطنية تمثل حقد دفين لقائد المسيرة وحقد متوارث من الماضي التشطيري البغيض الذي انطوت صفحاته إلى أبد الأبدين بتفجير اليمنيين ثورتهم الخالدة «26 سبتمبر و14 أكتوبر» وإعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ22 مايو 1990م.مشيرا الى ان منطق التاريخ يؤكد دائماً أن ما مضى لا يمكن أن يعود بأي حال من الأحوال وعلى الحالمين بعودة الماضي أن يرموا أوهامهم بعيداً ويتعايشوا مع العصر وأن يقرأوا التاريخ جيداً. وقال « إنني على ثقة بأن النخبة المشاركة والتي تضم كوكبة من المفكرين والباحثين والمثقفين والإعلاميين في الندوة ومن خلال عناوين أوراق العمل المقدمة سوف يضيفون المزيد والمفيد بما يعزز ما جاء في الكتاب من رصد للمسيرة الخيرة التي قادها فخامة الرئيس بكل تفانٍ وإخلاص من أجل وطنه وشعبه ليصبح اليمن في عهده دولة مؤثرة في محيطها الإقليمي والعربي والدولي ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال « .وثمن رئيس الوزراء الجهود التي تبذلها دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة (26 سبتمبر) والهيئة العامة للكتاب على الترتيب والتنظيم لهذه الندوة وكذا قيادة الهيئة العامة للكتاب على النجاح الكبير الذي حققه معرض صنعاء الدولي الـ 25 للكتاب وما شهده من فعاليات ثقافية وأدبية متنوعة ومتعددة جعلت منه تظاهرة ثقافية غير مسبوقة.وكان مدير تحرير صحيفة (26سبتمبر) أحمد الجبلي قد استعرض ما تضمنه كتاب «قائد ووطن.. ثلاثة عقود من التحولات»، وجهود دائرة التوجيه المعنوي في محاولة رصد أهم وأبرز المحطات في مسيرة فخامة الأخ رئيس الجمهورية وتضمينها في هذا الكتاب.وقال «لقد حاولنا وبما تمليه علينا مسؤوليتنا الوطنية أن نبادل الرجل الذي صنع لليمن مجده الوفاء بالوفاء ونعطيه جزءا من كم كبير من العطاء الذي قدمه وما يزال يقدمه لوطنه وشعبه».وأكد الجبلي أن هذا العمل لم يكن تزلفا ولا مدحا وانما جاء إنصافا لما حققه فخامة رئيس الجمهورية على مدى العقود الثلاثة الماضية من انجازات تاريخية شملت كل المجالات.فيما عبر رئيس الهيئة العامة للكتاب رئيس اللجنة العليا لمعرض الكتاب الدكتور فارس السقاف عن اعتزاز الهيئة العامة للكتاب في استضافة وتنظيم حفل توقيع كتاب قائد ووطن.. ثلاثة عقود من التحولات» على عتبات اليوبيل الفضي للمعرض.وقال السقاف إن احتفالنا بهذا الإصدار ليس احتفاء بشخص وفردانية وإنما هو سيرة ومسيرة, ترجمة ذاتية وتاريخ أمة وأرض».. مؤكدا أنه لا يمكن لأي باحث أو مؤرخ أن يتجاوز مرحلة الرئيس علي عبد الله صالح المتواصلة المتنامية, كما لا يمكن لأي كان من المختصين والمنشغلين بتاريخ اليمن المعاصر ألا يحتفي ويهتم بسيرة ومسيرة الرئيس علي عبدالله صالح.بعد ذلك بدأت أعمال الجلسة الأولى من الندوة برئاسة رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور فارس السقاف، قدمت خلالها أربع أوراق عمل الاولى قدمها وزير الإعلام حسن اللوزي بعنوان»شواهد التجسيد لأهداف الثورة اليمنية المباركة خلال 30 عاما».وتناولت الورقة اهم الشواهد التي تناولها الكتاب والمرتبطة بالأهداف الستة السامية للثورة اليمنية المباركة .. مشيرةً إلى أن توظيف الصور في الكتاب مثل إبداعاً فريداً يعطي القارئ والمتصفح العديد من الدلالات كالصور الخاصة بزيارة رئيس الجمهورية للمحافظات والتي تحكي المسافة بين أول زيارة لكل محافظة وتاريخها وأخر زيارة تمت والتي تدل على أهتمامات القائد بها وتؤكد جملة الصور المنشورة على الصلة الوثيقة التي ربطت رئيس الجمهورية بكافة محافظات الوطن .وأوضح وزير الإعلام في ورقته أن رئيس الجمهورية كان أول رئيس يكسر حاجز العزلة والانقطاع بين القيادة وكل أجزاء الوطن والشاهد الأعظم في ذلك مشاريع الطرق الهائلة الإستراتيجية على امتداد الوطن.وبين أن محتوى الكتاب بكاملة يزخر بالمادة الكتابية والفوتوغرافية الراصدة لجملة شواهد التغيير الاجتماعي والاقتصادي والتنموي الشامل في البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية ، ويقدم صورة كاملة عن انجازات التجسيد العملي لأهداف الثورة اليمنية المباركة .وأكد اللوزي على مايمثله الكتاب من زاد معرفي وعلمي بالغ الأهمية.. لافتا الى ان الصور الفوتوغرافية التي احتواها الكتاب توضح بجلاء حقائق الإنجازات والانتصارات العظيمة التي حققها شعبنا من اجل تجسيد أهداف الثورة الستة السامية .وأشار وزير الاعلام إلى الدور الذي لعبه فخامة رئيس الجمهورية خلال فترة حكمة بالحوار وانتهاج الديمقراطية والتوجه نحو الإحتكام لإرادة الشعب ورأيه عبر صناديق الإقتراع .. وأعتبر الكتاب في حد ذاته موسوعة تاريخية موجزة عن حقبة تطورية من المسيرة الوطنية اليمنية في ظل الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية نابضة بالقوة وزاخرة بكل ألوان العطاء والبذل والتضحية في كل الحقول والميادين في معركة التغيير الشامل والتطوير لكل مناحي الحياة في اليمن الجديد والتقدم نحو مستقبل أفضل. فيما أستعرضت ورقة العمل الثانية التي قدمها نقيب الصحفيين اليمنيين رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) رئيس التحرير نصر طه مصطفى بعنوان « شواهد الحوار .. نهج متفرد للحكم عند الرئيس علي عبدالله صالح « ملامح من نهج الحوار الذي تميز به الرئيس منذ توليه رئاسة الجمهورية عام 1978م .
وألمحت الورقة إلى ان الحوار كان الشيء النادر خلال الفترة منذ (1962 - 1978 م ) وأن اليمن لم تعرف الحوار بشكله الصحيح إلا عندما تولى فخامة رئيس الجمهورية زمام السلطة عام 1978م .. واستعرضت نماذج من محطات الحوار التي اثبت من خلالها فخامة الرئيس قدرته على تجاوز العراقيل وتجنيب اليمن كثير من الازمات منها «الحوار مع الجبهة الوطنية ، الحوار مع الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن سابقاً حول إقامة الوحدة اليمنية. وعدد نقيب الصحفيين اليمنيين في ورقته السمات الرئيسية التي تميز شخص الرئيس علي عبدالله صالح في إنتهاج الحوار والمتمثلة: « أن الحوار عنده لايخل بالثوابت الوطنية ، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة ، وتقديم التنازلات في الحوار اذا كان ينعكس لمصلحة إيجابية للوطن».فيما تناولت ورقة راشد محمد ثابت المعنونة بـ « ملاحظات عامة حول الكتاب « سردا تاريخيا لعدد من المواقف التي مثلت البداية لتواصل فخامة الرئيس مع القيادة السياسية في الجنوب بعد توليه السلطة وما أثبته من حكمة واقتدار في إدارة الحوار مع قيادة الحزب حول موضوع الوحدة في تلك الفترة.واعتبرت الحديث عن الدور الحديث الذي لعبه فخامة الرئيس في مسيرة الدولة ينطلق من حقائق التاريخ العربي والإسلامي الذي قامت كثير من احداثه بإسهام وتأثير الفرد الواحد .وأكدت أن فخامة الرئيس أثبت منذ توليه رئاسة الجمهورية أنه القائد الذي تحتاج إليه اليمن لإخراجها من المازق السياسي وتحقيق وحدة اليمن وقيام الجمهورية اليمنية.وأستعرضت ورقة العمل الرابعة المقدمة من أحمد عبدالله الصوفي الموسومة بـ«معالم تجربة القائد : التغيير التاريخي والتسامح السياسي»، المفاهيم والسمات التي اتصف بها شخص الرئيس علي عبدالله صالح والتسامح في آدائه التاريخي .وقالت الورقة :» حين ننظر إلى العقود الثلاثة الماضية من قيادة الرئيس بعمق وإنصاف فإننا لانبتكر كلاماً لم يقل ولا نرسم أسطورة غير معروفة عن تسامحه لكننا بثقة نقول : أن اليمن لم يجد منذ انهيار حضارته مكاناً للتسامح السياسي إلا خلال هذه العقود وما قدمه لم يتجاوز فكرة إعطاء اليمنيين القدوة المفتقدة لأكثر من ألف ومائة عام مضت» .ووقفت جلسة العمل الثانية برئاسة الدكتور قاسم سلام أمام عدد من أوراق العمل حيث استعرضت ورقة العمل الأولى « فلسفة الديمقراطية عند الرئيس علي عبدالله صالح قدمها الدكتور أحمد بن دغر ، فيما تناولت الورقة الثانية « إرادة الرئيس والحريات قدمها الدكتور عبد الرحمن مهيوب ، وقدم الدكتور طه الفسيل ورقة عمل بعنوان « ثلاثة عقود من التنمية الشاملة» وتناول علي عبدالله قاضي في ورقته السياسة الخارجية الإنفتاح على العالم .وأثريت الندوة بمناقشات ومداخلات الحضور من سياسيين ومثقفين وإعلاميين ومهتمين عززت موضوع الندوة في تسليط الضوء على الكتاب ومحتواه.