يعتبر الكاتب الروائي الفرنسي جولس فيرن بحق رائد روايات الخيال العلمي، فهو أول من بدأ كتابة هذا النوع من الروايات.ولد الروائي الفرنسي جولس فيرن في مدينة نيتس غرب فرنسا عام 1828م، ان للتاريخ هنا أهمية كبرى فقصص جولس فيرن كانت تخبر القارئ عن احداث واشياء كثيرة جداً سوف تحدث او تكتشف أو تخترع في المستقبل، بمعنى انه كان سابقاً لعصره ، فعلى سبيل المثال لا الحصر هنا غواصة كبرى في روايته الشهيرة الجزيرة الغامضة وكان فيرن قد كتبها عام 1874م في تلك الفترة كانت الغواصة قد تم اختراعها بل ان الجيش الفرنسي كانت لديه غواصة تدعى نوتيليس وكانت تتسع لثلاثة أشخاص وكانوا يحركوا دفتها باليد، ولكن الغواصة التي ذكرها فيرن في روايته الشهيرة كان عليها ان تنتظر ظهور الثورة الصناعية عند اختراع محرك البترول عام 1885م، ومن مميزات هذه الغواصة التي ذكرها فيرن في روايته بأنها كانت تسير بمحرك البترول كما كانت تحتوي على مصابيح كهربائية من ذلك النوع الذي اخترعه اديسون فيما بعد أي عام 1879م.درس فيرن القانون ولكنه اتجه لكتابة المسرحيات في عام 1862م اصدر روايته الاولى من النوع الذي برع فيه والمسمى بالخيال العلمي وكانت بعنوان خمسة اسابيع على المنطاد وقد اظهرت هذه الرواية براعة فيرن في جعل الروايات الخيالية ممتعة وكانت الرواية الاولى التي من خلالها سمي فيرن بأبي الخيال العلمي، وكانت تشكل نجاحاً كبيراً لهذا النوع من الروايات وقد سمع الناس عن هذه الرواية الرائعة ولهذا فقد ترجمت إلى العديد من اللغات منها اللغة الانكليزية عام 1869م، بعدها توالى النجاح في كتابة هذا النمط من الروايات منها:رحلة إلى مركز الأرض وكان قد كتبها عام 1864م وكذا رحلة من الأرض إلى القمر عام 1865م وفي هذه الرواية استغرقت الرحلة 97 ساعة و20 دقيقة وكتب ايضاً عشرون ألف فرسخ تحت سطح البحر كتبها عام 1869م وفيها قدم فيرن الشخصية الشريرة القبطان نيمو في غواصته النيوتيلس، كما كرر نفس الشخصية ـ القبطان نيمو ـ في روايته الجزيرة الغامضة ، كما كتب ايضاً في عام 1873م رائعته الشهيرة حول العالم في ثمانين يوماً وكانت ممزوجة بالكثير من المواقف الكوميدية اضافة إلى المغامرة والاكتشاف العلمي .لاتزال روايات الخيال العلمي لفيرن مشهورة إلى يومنا هذا، كما تم ايضاً تصوير الكثير منها في السينما ولاقت نجاحاً منقطع النظير ، وكان لنجاح رواياته قد اكسبه الكثير من المال وقد استطاع شراء قارب صيد ومن خلاله كان يبحر ويكتب مما كان يزيد في الهامه وابداعه وعندما اصبح اكثر شهرة قام بشراء قارب اكبر وابحر لمسافات أبعد وفي تلك الفترة كان قلمه ينتج كتباً عديدة.توقف فيرن عن الكتابة والابحار بالقارب وذلك عندما فقد بصره عام 1902م وتوفي عام 1905م.
