عبدالقادر سعيد بصعر:مرت بضعة أعوام على رحيل القامة الصحفية السامقة ورائد الصحافة الفنية في بلادنا المغفور له بإذن الله تعالى شكيب عوض سعد .وخلال زيارتي لعدن هذه الأيام بعد سنوات طويلة تذكرت هذا الراحل الذي أدين له بالفضل في التشجيع والمؤازرة في فترة الثمانينات من القرن الماضي عندما كنت ازور عدن بصورة مستمرة ودائمة في مهمات تربوية وبعض المشاركات الفنية والمسرحية وكذا الأدبية لترسيخ تجربة جمعية الأدباء الشباب التي كانت ملء السمع والبصر وكان لدي حينها اهتمامات في الكتابة للصحافة وأول لقاء جمعني به في صحيفة 14 أكتوبر اليومية وفي مكتبه في القسم الثقافي والفني الذي كان يترأسه، كان بشوشاً يلقاك بابتسامة صافية تنم عن شخصية نبيلة كنت اعرض عليه موضوعات متنوعة اغلبها ثقافية وأدبية طالباً منه نشرها في الصحيفة التي يشرف عليها و كنت في كل زياراتي إلى عدن احرص على زيارته والقى منه التشجيع والمساندة ويعطي اهتماماً بمراجعة الموضوعات التي أسلمها إياه ، كان الأستاذ شكيب عوض رحمه الله من الأساتذة الذين اجلهم واحترمهم وله مكانة خاصة في قلبي وهو من الذين اخذوا بيدي عندما كنت أتلمس خطواتي الأولى في عالم الصحافة ،كنت لا أشعر بالخوف والرهبة لأنه يسهم في إزالتهما من خلال رفع الكلفة والتعامل بمنتهى الثقافة والحميمية. كان الأستاذ شكيب عوض في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ملء السمع والبصر إضافة إلى اشرافه على الصفحة الثقافية في صحيفة يومية ذائعة الصيت والشهرة وكانت عطاءاته وإبداعاته ملموسة في عدد من الصحف والمجلات الفنية وبالأخص مجلة (فنون) الشهرية الصادرة عن وزارة الثقافة بعد بعض البرامج لتلفزيون عدن وبالأخص برنامجه الشهير عن السينما الذي اظهر فيه قدراته وثقافته السينمائية وهو من فرسان النقد السينمائي. من تواضعه - رحمه الله - أنه زارني أكثر من مرة في فندق قصر الجزيرة بكريتر وكنا نتبادل الأحاديث عما يعتمل في حضرموت حينها من نشاط فني وثقافي كان شديد الحرص على الإلمام به كان لا يتوانى في أن نحصل على استحقاقاتنا من الإنتاج الفكري نظير مساهمتنا في الكتابة إلى الصحيفة وينجزها في فترة قياسية بضع ساعات. رحم الله استاذنا الغالي شكيب عوض الذي تذكرته في زيارتي القصيرة هذه الأيام إلى عدن فقد كان من جيل العمالقة الذين أحبوا رسالة الصحافة وهاموا بها عشقاً وقدموالها وعطاء سخياً وبلا حدود. لقد كان انساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهو قد غاب عنا جسداً منذ سنوات ولكننا لا زلنا نتذكر إبداعاته وسجاياه النبيلة والعطرة التي ستظل باقية ومثل هؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر: وما كان فينا فقده فقد واجدٍ [c1] *** [/c] ولكنه بنيان قوم تهدما.
أخبار متعلقة