جهاد نصر *بعيداً عن المهرجانات الحامية.. والهتافات الصاخبة.. وغير ذلك من منغِّصات أيامنا الكالحة..!؟ سهرنا بعض ليلنا مع الفنانة المصرية التائبة ( منى عبد الغني ) حيث كانت تحكي في برنامج : خليك في البيت سيرة حياتها بخشوعٍ لم نعتده عند رجال السياسة في هذا الزمان.! لقد أكدت فنانتنا القديرة أنها لم تضمن التنعم في جنان الخلد بالرغم من توبتها، و تحجبها، إلا بعد تناولها الملوخية في دار الشيخ شعراوي.! وهي لم تتردد ولو للحظة في القول: لقد شعرت بنفحة الشيخ الجليل حين أكلت الملوخية في دارته.. لقد شممت فيها روائح أزاهير الجنة فدخلت عليه بعدها وأنا كلي إيمان وثقة بما وعدنا به الرسول الكريم وأصحابه العشرة الموعودينوهكذا، وبفعل إيماني مباغت، خسرنا صوتاً جميلاً وممثلة متميزة فيما ربح الشيخ شعراوي تلميذة جديدة في مدرسته، أما أن الفنانة الجميلة _ منى - قد ربحت الجنة فهذا ما لا نستطيع تأكيده بل على العكس من ذلك فقد نتجاسر ونؤكد أنها خسرت الجنة الوحيدة التي كان بإمكانها العيش بها.نحن نحترم من دون أدنى شك كل ما يتعلق بحرية الاعتقاد للكائن البشري وبغض النظر عن هوية معتقده، فالفعل الإيماني مسألة روحية ذاتية خاصة لكن في الوقت نفسه نحزن أشد الحزن حين نخسر موهبة فنية بسبب هذا المعتقد، فنحن نرى أنه من غير المعقول أن تتسبب المعتقدات في خسائر طاقات بشرية من أي نوعٍ كانت.! لذلك، كنا ولا نزال نعتقد أن الأديان كافة لا تنحوا هذا المنحى إنما تفاسير المتخلفين من البشر الذين يحترفون مهنة التفقيه هي التي تضفي على الأديان ما ليس فيها. والأكثر حزناً لنا أن تتحول فنانة مثقفة موسيقيا إلى داعية هدفها تعليم النساء كيف يغتسلن بالماء والصابون.. وكيف يتطهرن من رجسهن.! فبحسب قولها لا تزال المرأة العربية جاهلة فهي تتزوج من غير أن تعرف آليات الاغتسال والطهارة من الحيض، وهذه الحال بنظرها معضلة نسائية عويصة وستواجه مثل هذه المرأة الجاهلة مصيراً بائساً إذا استمرت في دنسها .! أما عن حالة المرأة طيلة الحياة الدنيا فهذا ليس مهماً كما بدا من حديثها لذلك لا يجدر بفنانتنا العزيزة الانشغال في سفاسف الأمور مثل التحدث عن الأسباب التي تجعل منها كائناً ملحقاً لأن الأكثر أهمية هو تأمين وضمان الوضع في الدنيا الآخرة ولم لا وهو وضعٌ دائم وبلا نهاية في حين أن الحياة على الأرض عابرة ولأنها عابرة فقد اختارت الفنانة التائبة دمار أسرتها الصغيرة، وانفلاش حياة أطفالها، والتمسك بحجابها وكل ذلك بالطبع بعد أن تعلمت فن الوضوء الذي يخلصها من الدنس..! والمهم في الأمر كله هو ضمان الحياة الدائمة في الجنة الخالدة.!كل ما قالته الداعية الجديدة معتاد وليس فيه جديد اللهم سوى حكاية الملوخية التي أكلت منها في مضافة الشيخ شعراوي.. صحيح أن لذة الطبخ تعود لمهارة الطباخ لكن تصبح الحكاية مبتذلة إذا وصل الأمر إلى استنشاق روائح الجنة في البخار المتصاعد من ملوخية الطاهي حتى ولو كان شيخاً قديراً و شهيراً كالشعراوي رحمه الله في فسيح جنانه.! ونحن نجزم أن أسعار الملوخية ستبقى على حالها.( كاتب سوري )
الملوخية: طريقنا إلى الجنة..!؟
أخبار متعلقة