القاهرة /14 أكتوبر/ رويترز:يصعب على الزائر لاول مرة لمتحف فن الزجاج والنحت والعجائن المصرية بالقرب من القاهرة ذي العمارة التقليدية البسيطة أن يتخيل روعة وتنوع المعروضات الفنية التي يضمها بين جنباته.ويمتزج المتحف الذي أسسته الفنانة عايدة عبد الكريم قبل سبع سنوات في تناسق تام مع البيئة المحيطة بالمكان بالقرب من سقارة والهرم المدرج.ومع دخول المتحف تبدأ رحلة في خيال بعض من أكثر الفنانين المصريين ابداعا ممن برعوا في فن النحت الزجاجي الذي يقول القائمون على المتحف انه كان معروفا في مصر القديمة ثم أعيد احياؤه في فرنسا في القرن التاسع عشر.ويضم المتحف بصفة رئيسية أعمال الفنانة عايدة عبد الكريم وزوجها الراحل رائد فن النحت الزجاجي زكريا الخناني.وتقول عايدة عبد الكريم انها أسست المتحف الذي افتتح في الذكرى السابعة لوفاة زكريا الخناني بهدف الحفاظ على فن تشكيل ونحت الزجاج وتدريسه للاجيال القادمة.ونشأت فكرة المتحف قبل 30 عاما ولم يفتتح الا بعد وفاة صاحب الفكرة الفنان زكريا الخناني. وبعد انشاء المتحف الذي تأسس بتمويل خاص أهدته الفنانة عايدة عبد الكريم الى وزارة الثقافة المصرية ليصبح معهدا قوميا للفن.وقالت الفنانة عايدة عبد الكريم "احنا (نحن) فكرنا انه يبقى فيه متحف عشان نحافظ على الاعمال وعشان تبقى مدرسة وعشان الجيل اللي بعدنا يتعلم منها."وكان زكريا الخناني رائدا لفن تشكيل الزجاج في مصر ونقل علمه وخبراته الى زوجته الفنانة عايدة عبد الكريم. ورغم انجازات الخناني وعبد الكريم الكبيرة في المجال الفني ترى الفنانة أن فن تشكيل الزجاج لم ينل بعد المكانة التي يستحقها.وقالت "القزاز (الزجاج) لسه ما خدش (لم يأخذ بعد) في مصر وجوده كمجال الفن اللي احنا بنرجوه.. اللي نأمل فيه. فيعني كان عندنا الفكر ان احنا.. ياخد مجاله وياخد وضعه زي مثلا الخزف."ومن أبرز ملامح المتحف العلاقة الوثيقة بين الاعمال الفنية وعمارة المبنى الذي يضمها وبين الطبيعة حيث يعكس العديد من القطع الفنية المعروضة في المتحف موضوعات وأشكال مستوحاة من الطبيعة داخل مبنى تحيط به حديقة مزروعة بأشجار النخيل وتتوسطها نافورة من الزجاج. كما صمم مبنى المتحف بحيث يتدفق ضوء الشمس الى داخله على الاعمال الفنية في الداخل.وذكر الفنان طارق حواس أن الطبيعة تلعب دورا مهما في المتحف. وقال حواس "المدرسة هنا تلاقي فيها حتة... يعني بتاخد من الطبيعة. يعني لما تخش المكان هنا ح تنبهر ان الحاجة نفسها فيها.. بيئية وفيها... لو بصيت على الشجرة ح تلاقي الشجرة في القزاز (الزجاج). لو بصيت في الحيوانات تلاقيها في القزاز.. لو بصيت... يعني كل حاجة معمولة من الطبيعة."ويضم المتحف زهاء 500 عمل فني بعضها مستوحى من الفن الاسلامي والقبطي والفرعوني.وتحقيقا للجانب التعلىمي ضمن أهداف المتحف أنشأت الفنانة عايدة عبد الكريم مكتبة متصلة بشبكة الانترنت يستطيع فيها الزائرون الحصول على معلومات عن الاعمال الفنية المعروضة والاساليب المستخدمة في فن تشكيل الزجاج.وتشرح الفنانة عيادة عبد الكريم في الورشة الملحقة بالمتحف أساسيات فن تشكيل الزجاج. وتبدأ عملية تشكيل العمل الفني بصنع قالب من الطين يصب فيه الزجاج قبل أن يوضع في فرن خاص لتسويته.وتدرس أساسيات فن تشكيل الزجاج في مدرسة ملحقة بالمتحف يدرس فيها عدد محدود من التلاميذ سنويا
أخبار متعلقة