صباح الخير
شاب سعودي لم يتجاوز العشرين من عمره أدهش اليابانيين بإبتكاراته والتي من بينها غواصة تستطيع ارتياد الأعماق البحرية بكل يسر وسلاسة متجاوزة في نمطها الفريد الإبتكارات المتنوعة المسبوقة في هذا المجال.ولأن مثل هذه الظاهرة تبدو نادرة في مجتمعاتنا العربية إلا أن بداية الغيث قطرة كما يقولون والعقل العربي دون شك عقل نشط قادر على الابتكار خصوصاً في المجالات العلمية إذا ما توافرت له الإمكانيات اللازمة والقيمة المهنية، خصوصاً وما تعانيه من عدم وجود اهتمامات تعليمية بالعقول المتميزة من الأبناء, ما يجعل مثل هذه العقول تضيع في خضم الحياة لأفرادها الظهور إلا فيما ندر, رغم وجود الإمكانيات التي تسهم في الاهتمام بالنوابغ من الأبناء خصوصاً لدى الأشقاء في الدول النفطية.إذ بمقدورهم إنشاء مراكز تعليمية خاصة بهؤلاء وتكون قادرة على جذب العقول المتميزة سواء من داخل تلك البلدان أو البلدان الفقيرة الأخرى التي لا تتوفر لها إمكانية إنشاء مثل هذه المراكز المتميزة والمجهزة.وبذلك تكون أغنى البلدان العربية إذا ما تضافرت جهودها بهذا الاتجاه قادرة على إظهار مساهمات خلاقة في الحضارة البشرية عبر ما يمكن أن تقدم عقول الأبناء من اختراعات في شتى المجالات.وحبذا لو أن البلدان العربية بمجموعها تفكر بإنشاء مثل هذه المراكز البحثية التي ستسهم حقاً في خلق واقع جديد ووزن مختلف عن بلداننا التى ينظر إليها بعدمية من قبل شعوب الغرب باعتبارها شعوباً عقيمة رغم عدم اعتراف الغرب ذاته بفضل أجدادنا وإسهاماتهم الكبيرة في جوانب العطاء البشري بشقيه العلمي والإنساني إلا أن بكاءنا على الأطلال لا يفيد ولا يجدي والأجدر بنا أن نشير إلى ما ينفق على مثل هذه المراكز البحثية وما تنتجه عقول أبنائنا عوضاً عن حالة التبرير أو اللجوء إلى بعث ما كان لنا من ماضى لا تبدو إمكانية إظهاره ممكنه في خضم الثورة العصرية التكنولوجية العملاقة بتنوع إبتكارات بني البشر فيها وأن يكون لنا إسهام فعلي وعائد مادي حقيقي من نتاج عقولنا أمر ممكن بل وميسر ولا يحتاج إلى نفقات كبيرة ربما إنها لا تتجاوز في معدلها ربع ما يتم إنفاقه على أمور عبثية استهلاكية لا طائل منها ولا فائدة.واللافت حقاً أن مدارسنا تعج بآلاف الطلاب في مختلف مراحل التعليم إلا أن هذا الكم لا يمكن أن نشير معه إلى نبوغ العقل المبتكر رغم إنه لأذنب للأبناء فيما هو قائم فالمسألة ترتبط في نهاية المطاف بما نقدم ونبذل على هذا الصعيد حتى نفاخر بما لدينا من عقول مبتكرة فهل تشمل اتفاقيات التعامل الثنائي الأخرى بين الأشقاء هذا الجانب المهم والثروة العقلية التي لاشك إنها ستفوق في مداخيلها ما لدينا من ثروات إذا أحسنا الاستفادة.