صباح الخير
تمتلك اليمن طبيعة خلابة ، وتضاريس متنوعة ومناخات متعددة ، وإذا تدخل العقل البشري وسواعد أبنائها في إعادة تهذيب هذه الطبيعة ، وتسخيرها لخدمة الإنسان ، سنجعل حياة اليمنيين أجمل وأكثر متعة وفائدة ، فصناعة الحياة الجديدة هي مهمة كل الأجيال المتعاقبة ، فمن شروط الحياة المعاصرة والحديثة أن تنتشر سكك الحديد ، والانفاق والجسور والحواجز المائية والطرقات أكثر فأكثر . وإذا عمت الكهرباء والمياه والمواصلات ووسائل الاتصالات ، سنرى كم هي اليمن رائعة ، وكم هو إنسانها عظيم ومعطاء ، وستعزز أكثر فأكثر حريتنا واستقلالنا وسيادتنا على أراضينا ، إذا استطعنا أن نحقق اكتفاءنا من الغذاء والملبس والمسكن وحاجاتنا الأخرى التي نزرعها بأدينا في أرضنا ونصنعها بأنفسنا ، ونكف عن استيراد كل شيء من خارج الوطن . وستظل طبيعة اليمن الساحرة إذا وسعنا رقعة المساحة الخضراء ، واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة ، وستبقى حتى الجبال خضراء إذا حرمنا على البعض أن تقطع أشجار الجبال لاستخدامها كوقود ، طالما أن الغاز لدينا متوفر ويعيننا من تجنبهذا السلوك المشين ، كما ينبغي سن القوانين التي تحرم البناء على المساحات الزراعية ، لنبقي على مصادر غذائنا ، وعدم جرح جمال الطبيعة وعبقها العتيق ، وتعيد لليمن السعيد اعتباره وفي الجانب الآخر يقتضي الأمر في المدن الساحلية أن نكافح التصحر وعوامل التعرية الأخرى للطبيعة ، وأن نرسخ قواعد التخطيط الحضري لكل قرانا ومدننا ونزرع كل شوارعنا ومرافقنا العامة بالأشجار الباسقة ، لتساعد بذلك على امتصاص الرطوبة الزائدة ، وتحسين المناخ في كل تلك المدن الساحلية .ويبقى كل ذلك مرهوناً بمستوى وعي كل مواطن في الحفاظ على جمال الطبيعة ، وكذا في أن تستشعر الجهات المسؤولة في الدولة مهمتها في هذا السياق ، وأن تتجلى هذه الأفكار بشكل خطط وبرامج قابلة للتنفيذ والمتابعة ، وتكتسب طابع الاستمرارية والديمومة .