الصين تعارض فرض العقوبات على الخرطوم ولندن ترحب بعقوبات جديدة
واشنطن/الخرطوم/رويترز/14 أكتوبر: أمر الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الثلاثاء بتشديد العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على الحكومة السودانية بسبب العنف الدائر في منطقة دارفور. وفي تصريحات مقتضبة نفذ بوش تهديدا أعلنه قبل ستة أسابيع باتخاذ إجراءات أشد ضد الحكومة السودانية التي اتهمها بالمشاركة في قصف واغتصاب مدنيين أبرياء.وطلب بوش من وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس إجراء مشاورات مع بريطانيا والحلفاء الآخرين فيما يتعلق بالسعي لاستصدار قرار بمجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات جديدة على السودان.وحث بوش الرئيس السوداني على السماح لقوة دولية لحفظ السلام بدخول دارفور. في غضون ذلك أعلنت الصين رفضها فرض عقوبات جديدة على السودان معتبرة أن هذا الإجراء سيعقد مشكلة دارفور، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن عقوبات جديدة فرضها الرئيس الأميركي جورج بوش على الخرطوم.وقال الموفد الصيني إلى دارفور ليو غيجين للصحفيين في بكين إن "مزيدا من الضغط لن يساعد على حل المشكلة". ودافع غيجين عن الاستثمارات الصينية في السودان وقال إنها ستساعد في حل أزمة دارفور. كما قال إن سبب الأزمة يرجع إلى الفقر وانعدام التنمية, معتبرا أن الاستثمارات ستحل المشكلة.من جهتها أعلنت بريطانيا دعمها قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على السودان، معتبرة أن ما يجري في الإقليم غير مقبول.وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "نرحب بأي تحرك للولايات المتحدة أو غيرها من أجل تشديد الضغط على الرئيس السوداني عمر البشير لأن ما يحصل في السودان غير مقبول بحسب المعايير الدولية". وتتضمن العقوبات الجديدة تشديد تنفيذ العقوبات الحالية ومنع المزيد من الشركات في السودان من استخدام النظام المالي الأميركي. كما تتضمن العقوبات اتخاذ إجراءات صارمة حيال الأشخاص المشتبه في ضلوعهم بالعنف في دارفور.كما تشمل العقوبات 31 شركة يتركز معظم نشاطها في مجال البترول إضافة لأربعة أفراد، ويشتبه في علاقتهم بالعنف في الإقليم المضطرب.وقد أعرب مسؤولون أميركيون عن تفاؤل حذر إزاء نجاح التدابير العقابية الجديدة في حمل الحكومة السودانية على الموافقة على نشر قوة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور وعلى "وقف دعمها مليشيات الجنجويد والسماح للمساعدة الإنسانية بالوصول إلى الإقليم".من جهة ثانية أرجع مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني التدخلات الخارجية التي تتعرض لها بلاده إلى أنها "تهدف للضغط عليها للاعتراف بإسرائيل".وقال إسماعيل في ندوة نظمها حزب المؤتمر الوطني الحاكم عن "التدخلات الخارجية وأثرها على الأمن والسلام والوحدة الوطنية" إن مسلسل التدخلات الخارجية سيتواصل وفق سيناريوهات مختلفة للضغط على السودان حتى يعترف بإسرائيل.كما اعتبر أن التدخلات الخارجية التي يتعرض لها السودان ليست وليدة اليوم "بل تعود إلى العام 1821 في محاولة للنيل من ثروات السودان وموقعه الاستراتيجي وهي أطماع دولية معروفة".واتهم مستشار الرئيس السوداني "اللوبى الصهيونى" بلعب دور في تأجيج قضية دارفور, لافتا إلى "تبني أكثر من 160 منظمة يهودية للقضية تحت ستار إنقاذ دارفور وإطلاق تهمة الإبادة الجماعية التي تكرسها الإدارة الأميركية بدارفور".كما انتقد الإدارة الأميركية وبريطانيا "اللتين تشكلان رأس الرمح في الضغوط ضد السودان للاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها". وقال إن إسرائيل التي تعد الدولة الوحيدة القائمة على أساس عرقي "تسعى إلى تقسيم القارة الأفريقية على أسس عرقية".