سجلتها في إطار برنامج سري للاحتجاز والتعذيب ضد معتقلي القاعدة
واشنطن / 14 أكتوبر / راندال ميكلسون : اعترفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) أنها كانت توثق التحقيقات التي كانت تجريها لإرهابيين مشتبه بهم استخدمت خلالها وسائل وصفها منتقدون بأنها وسائل تعذيب وسجلتها على شرائط فيديو ثم عادت ودمرت هذه الشرائط. وقال مايكل هايدن مدير الوكالة للموظفين العاملين في السي.اي.ايه في رسالة ان هذه الأشرطة سجلت عام 2002 في إطار برنامج سري للاحتجاز والاستجواب بدأ بعد اعتقال أبو زبيدة أحد القادة العسكريين لتنظيم القاعدة. وصرح هايدن بأن التسجيلات توقفت في أواخر هذا العام ثم دمرت عام 2005 . وقال هايدن في رسالته لموظفي الوكالة "كانت هذه الشرائط تشكل خطرا أمنيا خطيرا. في حالة تسربها كانت ستكشف عن هوية زملائكم في (السي.اي.ايه) الذين خدموا في هذا البرنامج ويعرضهم وأسرهم للانتقام من القاعدة والمتعاطفين معها." وأوضح انه يناقش هذا البرنامج الآن بسبب التقارير الصحفية عنه. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن هذه الشرائط على موقعها على الانترنت الخميس. وجاء هذا الكشف بعد واقعة أخرى الشهر الماضي اعترفت فيها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية متأخرا انه كان بحوزتها شرائط تحقيقات كانت مطلوبة في محاكمة زكريا موسوي المتهم بالتورط في هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة. وطالب الديمقراطيون في مجلسي النواب والشيوخ بتحقيق الكونجرس في هذه المسألة. وصرح السناتور الديمقراطي جون روكفيلر رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ بأن الكونجرس لم يعلم بتدمير الشرائط حتى نوفمبر عام 2006 قبل شهرين فقط من اطلاع لجنة المخابرات التي يرأسها على برنامج التحقيقات. وقال "في الوقت الذي زودنا فيه بمعلومات محدودة للغاية عن وجود هذه الشرائط لم نستشر عن استخداماتها أو في قرار تدمير هذه الشرائط." وصرح السناتور الديمقراطي باتريك ليهي رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ بأن تدمير هذه الشرائط هو جانب آخر مثير للقلق في برنامج التحقيقات. وقال في بيان "الضرر يتضاعف حين تخفى هذه التصرفات بعيدا عن المساءلة." وقوبلت هذه الانباء بالانتقاد أيضا من الاتحاد الامريكي للحريات المدنية الذي خاض معركة قانونية للاطلاع على وثائق لوزارة العدل يقول انها تجيز وسائل الاستجواب القاسية. وقال جميل جافار مدير المشروع الأمني في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في بيان "تدمير هذه الأشرطة ينم عن عدم احترام كامل لسيادة القانون. أنها كانت محاولة صريحة لتدمير أدلة كان من الممكن استخدامها لمساءلة ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن تعذيب السجناء." وأكد الرئيس الأمريكي جورج بوش في عام 2006 وجود برنامج للاحتجاز والاستجواب خضع بموجبه الإرهابيون المشتبه بهم لوسائل استجواب قاسية منها عملية تعرف باسم الإغراق بالمحاكاة. وأدان العديد من الدول ومشرعون أمريكيون أسلوب الإغراق بالمحاكاة واعتبر تعذيب. ويعتقد ان هذا الأسلوب استخدم مع ثلاثة محتجزين "لهم أهمية كبيرة" لدى السي.اي.ايه ولم يستخدم في البرنامج منذ عام 2003 .