أقواس
كم هي عظيمة تلك الأشعار التي خطها قلم الشاعر الكبير،نزار قباني الذي رحل عنا تركنا تتداوله الأجيال والأقلام والمفكرون مدى الحياة..وكم هي عظيمة تلك الايحاءات والحركات الصداحة بصوت وحنجرة ذلكم العربي الذي خلد المرأة بأشعاره ووقع أسيراً لإحداهن ولم يستطيع الفكاك من براثن حضنها الدافئ..حتى الاقتران بها بواسطة رئيس يحب الشعر والحب ولم شتات الشمل..* أقول هذه الكلمات بعد أن سيطر عليّ مسلسل(نزار قباني)الذي تعرضه عدة قنوات ومنها(يمانية)العدنية-القناة الثانية أصلاً..وكم شدتني المناظر المؤثرة في مهرجان بغداد الشعري في السبعينات من القرن الماضي،عندما القى الشاعر نزار قصيدته العصماء(بغداد)..حيث كانت قمة العمل الشعري البليغ والفصيح،والتي جسد من خلالها شخوصاً لأمتنا العربية ووطننا العربي وقدم فيها دروساً للحرية والفداء والعطاء ما جعل العرب يتبوؤن مواقع متقدمة في حضارة أسست لقيام الوطن العربي اليوم من المحيط إلى الخليج..أقول لكم كان التجلي لدور نزار الذي مثله رجل اتقن الصنعة وفن الأداء بحركات وصوت وعاطفة جياشة..وفعلاً أرانا شخصية الشاعر الخفية/عاطفته وحبه الذي مر على عديد من النساء..حتى وقع في غرام تلك البغدادية(بلقيس)التي لم ينفك من اسرها حتى اقترب بها ولكن كيف؟!* عند القائه تلك القصيدة في مهرجان الشعر ببغداد استهوته إمرأة شابة عراقية مثقفة مؤدبة،جميلة وتعشق اشعاره كما تهواه هو شخصياً ولم يبدأ في(طفولة نهر والرسم بالكلمات)وعبارات العشق والهيام بل قال لها أريدك لنكون ثلاثة(أنا وأنت والشعر)..وطلب يدها من أهلها فرفض أبوها لأنها دبلوماسية وتعمل بوزارة الخارجية وهو شاعر لامستقر لحياته ومعرض للسجن في أي وقت ..لكنه لم ييأس واستنجد بالرئيس أحمد حسن البكر حينها..وقابله وكان ماكان..!*تصوروا رئيس جمهورية يتصل بوالد بلقيس طالباً منه مقابلته في مكتبة برئاسة الجمهورية ببغداد..ليكون نتيجة اللقاء زواج نزار ببلقيس،ولتبدأ معهما حياة جديدة كلها شعر وهيام ومحبة مدى الحياة..* هكذا هي حكاية من حكايات نزار الخالدة..فشكراً لمن أدى الدور في المسلسل وأجاد..وهكذا التمثيل وإلا.. فلا..وهو شكر موصول للمخرج والقاص وكل المشتغلين في هذا العمل الرائع