عدن تودع الراحل الكبير د . أحمد صالح منصر الأمين العام لجامعة عدن
كتب وصور / نعمان الحكيم :أمس الأول الخميس كانت صلاة الظهر في مسجد الرحمن بالمنصورة على غير العادة .. فقد ازدحم المسجد والبهو الخارجي بالناس منذ الحادية عشرة ظهراً .. لم يتسع المكان لزحف الرجال وملبي نداء الواجب الذين اطلعوا عليه في وسائل الإعلام إيذاناً باستقبال الجثمان والصلاة عليه بعد وصوله من الأردن.اصطف الناس قبل أذان الظهر وامتلأ الشارع، والشوارع المجاورة بالسيارات، أتى الناس من كل المحافظات للوداع .. إنه الوفاء لراحل كبير وأكاديمي متمرس وأمين للجامعة لعقد من الزمن كان الجمع مهيباً، وزاد من هيبته حضور الشخصيات الاجتماعية والمجالس المحلية وعموم مواطني عدن ومحافظات أخرى من محبي الفقيد. وحضر رفاقه من منتدى (الرقي) الذي كان المرحوم يداوم على زياراته خاصة أيام الخميس .. وها نحن أيها الفقيد الغالي نودعك إلى مثواك في يوم الخميس .. ويا لها من صدمة أن نواريك الثرى، بعد أن كنا على موعد من عودتك والتخزين سوياً .. يا لها من مفارقات لا نعلم حدوثها ولكل أجل كتاب عند الله سبحانه.تحرك الجميع من المسجد باتجاه البوابة الشرقية وصادف وجود فقيد آخر أخرج من البوابة الغربية، فأفترقنا شيعاً وشيعنا هذا وذاك حتى تيقنا أن فقيدنا في الاتجاه الآخر .. لكثرة الناس وتزاحمهم في لمس وحمل الجنازة تبركاً بفعل الخير وحمل الفقيد .. فهو اليوم ونحن في الغد .. كان المرحوم بادياً للعيان، وجوه أليمة مكفهرة وأخرى تذرف الدموع، وتلك مآقيها كالدم، والشمس ترسل أشعتها مظللة الجموع، إلا من حرارة غير مؤلمة فالمقبرة بها رفاة الآلاف وتظللها رحمة الله وتضمهم قبور بعضها اندثر ولا يدري المرء أين يضع قدميه فالعشوائية بادية وليس من تنظيم يذكر أو يرى!علق أحدهم ونحن بجانب شجرة الآراك الظليلة (شجرة المساويك) (القبور للمسيحيين واليهود عندنا منظمة) إلا قبورنا نحن المسلمين مبعثرة، وكان ذلك كافياً لتبيان فداحة الأمر.أدخل النعش إلى اللحد .. ظهر الحزن .. كان المحافظ السابق / أحمد الكحلاني والمحافظ الأسبق / د . يحيى الشعيبي والمحافظ الحالي / د . عدنان الجفري بمعية الدكتور / عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن وقوفاً على حافة القبر في لحظة وداع لا تخلو من البكاء والتنهدات خاصة أسرة الفقيد وأهله الكرام.هكذا حال الدنيا .. ويرحمك الله يا ابن منصر، فإن خسرناك اليوم فإنك عند الله بأفعالك وسجاياك وستظل في قلوبنا جميعاً خاصة نحن أبناء المعلا التي شهدت ميلادك وتاريخ عطائك .. ها هم اليوم في طليعة المودعين .. وعسى أن يجمعنا الله عن قريب ولكل أجل كتاب فلك الرحمة والغفران ولنا العزاء والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون.