الجزائر/محيط/متابعات:أصبحت غزلان الطاسيلي التي كانت إلى وقت قريب تعمّر في صحارى الجزائر، وهي تقفز وتداعب الكثبان الرملية وسط الصحارى المفتوحة ومجاري الوديان، مهددة بالانقراض بفعل عدة عوامل يتقدمها هاجس الصيد غير المشروع. كامل الشيرازي من الجزائر: تتوفر في الجزائر في جنوبها الشرقي عدة سلالات من غزلان الصحراء جلها بات من الأصناف المهددة بالإنقراض، وبعضها لا يتواجد في شكل قطعان، ما يؤشر إلى اتجاهها نحو خط الزوال، إذا لم يتم التدخل لحمايتها.وبلهجة تعلوها حسرة، يشدّد الخبير “جلول سعدي على أنّ غزلان الريم “أداكس” تعرضت إلى ما يشبه “عملية إبادة”، ما جعل آثارها تختفي كليا من المكان المسمى “عرق أدمر” في منطقة جانت الجنوبية، ويشير سعدي إلى أنّ غزلان الريم الصحراوي في طريقها للإنقراض بعدما تعرضت لحملات صيد مفرطة في النصف الأول من القرن الماضي من لدن أصحاب المهاري، كما لا تزال هذه الغزلان تتعرض للصيد، بغرض استهلاك لحومها أو لاصطحابها بعد وضعها في أقفاص محمولة، إلا أنه سرعان ما يكون مصيرها الهلاك لنقص الغذاء الملائم وضيق الأمكنة التي توضع داخلها، ما جعل أعدادها تعرف تراجعا كبيرا منذ سنة 1980.ويشير العم “موسى” (75 عاما) الخبير بعالم الغزلان،إلى أنّ غزال الريم يعيش في المساحات الصحراوية المفتوحة وكذا في المناطق شبه الصحراوية، بينما يتواجد الأروي ذو الأكمام أو الخروف البري في شمال حظيرة الطاسيلي التابعة لمحافظة تمنراست (3200 كلم شرق) وفي عموم التضاريس الجبلية والهضاب الصحراوية التي يتسلقها بامتياز، ويقحم العم موسى الخروف البري ضمن الأصناف المهددة بالإنقراض نتيجة الصيد المفرط.وتشير دراسة حديثة إلى أنّ هناك ثلاثة أنواع من الصيد الشائع غير المشروع، تتمثل في الصيد بواسطة البنادق، الأضواء الكاشفة الطبيعية والشراك التقليدية، علما أنّ الصيد التقليدي لا يزال مسموحا به، حيث يساهم هذا الصيد الإنتقائي في اصطياد صغار الغزال دون الأنثى، بما يحافظ على التراث الحيواني.ورغم أنّ المشرّع الجزائري يدرج الغزلان ضمن مئات الأصناف المحمية، وذلك بموجب المرسوم التنفيذي المؤرخ في 20 أغسطس/آب 1983 والقرار المؤرخ في 17 يناير/ كانون الثاني 1995، إلاّ أنّ عمليات الصيد لا تزال تتنامى على نحو مقلق، وهو ما يجعل عبد الجليل، عمار، لطفي وغيرهم من أبناء الصحراء يرون في التصدي لهذا الخطر “أولوية وطنية وضرورة علمية وأخلاقية”، فيما يعلق الباحث الايكولوجي “سعيد نمّاس” أنّ المحافظة على الغزلان يندرج ضمن التوازنات الطبيعية التي يتعين إيلاؤها الأهمية على المستويين المحلي والعالمي، ذلك أن التنوع البيئي مرتبط بحياة الإنسان وديمومته، على حد قوله. ويتوعد “بوعلام تيفور” والي إيليزي باتخاذ إجراءات صارمة ضدّ محترفي الصيد غير المشروع للغزلان، وكشف المسؤول المذكور عن إنشاء نقاط مراقبة وتفتيش في حظيرة الطاسيلي الكبرى وتدعيم التأطير في ما يخص أعوان الرقابة وإنشاء فرق مختصة، حيث تقوم هذه الأخيرة بتنسيق العمل مع مختلف الشركاء سواء الإدارة المحلية أو الأسلاك الأمنية.وتعتزم السلطات - على لسان بوعلام تيفور - اتخاذ إجراءات عقابية جديدة ضدّ المخالفين، هذا فضلا عن مراجعة وتعديل النصوص القانونية المتعلقة بحماية الثروة الحيوانية وتأمينها بحزم ضدّ التدهور والنهب بفعل الصيد العشوائي. مع الإشارة إلى أنّ الصيد غير المشروع طال أيضا أنواعا أخرى من الحيوانات التي تعيش في صحراء الجزائر مثل الذئاب والثعالب والأرانب البرية والأفناك وماعز الأحراش والعقاب إلى جانب بعض أنواع الزواحف.
غزلان الطاسيلي مهددة بالانقراض في الجزائر
أخبار متعلقة