وصلت خسائر الجيش الامريكي إلى (2787) قتيلا
نيويورك/ وكالات:في اطار صغير يحمل عنوان "اسماء القتلى" في الصفحة العاشرة اوردت صحيفة (نيويورك تايمز) وفاة الكابتن مارك باين هذا الاسبوع اثر انفجار قنبلة على جانب الطريق بالقرب من مركبة كان يستقلها في العراق.اما الصحيفة المحلية التي تصدر حيث يقيم في كاليفورنيا وهي صحيفة (كونترا كوستا تايمز) فقد تحدثت عن وفاة باين في 700 كلمة تضمنت مقابلات مع والدته ووالده وحتى مدرسه السابق في حين تناولت صحيفة (سان فرانسيسكو كرونيكل) وفاة الكابتن في 500 كلمة.ويقول (مات بوم) استاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة كاليفورنيا بلوس انجليس ان هذه التغطية المحلية للخسائر البشرية في الجيش الامريكي "في الواقع لها تأثير على مشاعر الرأي العام يفوق المؤشرات العامة."لكن مع وصول عدد خسائر الجيش الامريكي في العراق الى 2787 قتيلا أمس الجمعة ومع وصول عدد القتلى في اكتوبر الى 73 قتيلا فانه يتبين انه الشهر الاكثر دموية بالنسبة للقوات الامريكية منذ هجوم الفلوجة قبل عامين.وقال محللون ان التغطية الاعلامية المحلية تسعى جاهدة للتغلب على ما يحدثه تزايد عدد قتلى القوات الامريكية في العراق من خدر.وقال ماكس بوت الباحث البارز في دراسات الامن القومي في مجلس العلاقات الخارجية الامريكية في نيويورك "في العراق بالتأكيد عندما كانت خسائرنا البشرية قليلة نسبيا في البداية اعتقد انها كانت صدمة كبيرة... لكن الان وبعد ان تزايدت الاعداد وتراكمت فان الامر لم يعد يشكل هذه صدمة. هذا يذكرنا (بمقولة الدكتاتور السوفيتي السابق جوزيف ستالين) ان (حالة وفاة واحدة هي مأساة في حين ان مليون حالة وفاة هي احصاء)!. هناك شيء من الحقيقة في ذلك."وقال بوت وبوم ان الاحداث الهامة مثل وصول عدد القتلى الامريكيين الى عدد كبير يشكل اهتماما اعلاميا كبيرا الا ان التركيز على العراق ربما يزداد قليلا الان بسبب اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي لاعضاء الكونجرس في السابع من نوفمبر.وقال بوم "هناك حملة انتخابية حامية مستمرة وسيسلط الكثير من المرشحين الضوء على الامر مرة تلو الاخرى... ستشهدون ترديدا واسع النطاق يفوق ما يمكن ان تشهدوه في اشهر اخرى."وقال الجيش الامريكي ان عشرة من جنوده قتلوا يوم الثلاثاء في تصاعد حاد في الهجمات على القوات الامريكية التي تقاتل العنف الطائفي.وقال بول لفينسون رئيس قسم الدراسات الاعلامية والاتصال في جامعة فوردهام "اعتقد انه صحيح انه عندما ترتفع الارقام فان الامور تتجاوز الحالات الخاصة واننا عندها نصاب بنوع من الخدر."واضاف لفينسون "وبناء على ما قيل فانا اعتقد ان الاعلام ينقل كل ما كان يحدث في العراق بنشاط كبير لدرجة ان الناس بصفة عامة على ما اعتقد ما يزالون يتابعون عن كثب ما يحدث."ويقول بوت ان قتلى القوات الامريكية في العراق ليس لهم نفس تاثير قتلى القوات في فيتنام لان جميع القوات الامريكية في العراق من المتطوعين بعكس الكثير من المقاتلين في فيتنام الذين جندوا.واضاف بوت "ولهذا فانه (في حالة فيتنام) كان للامر اثر كبير في شتى نواحي المجتمع في حين ان التأثير هنا اقل درجة لان كثيرين جدا من الجنود جاءوا من مجتمعات عسكرية تتركز في عدد قليل من الولايات."كما ان عدد القوات الامريكية الذين قتلوا في فيتنام وكوريا كان اكثر بكثير. وحسب ارقام وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) فان عدد افراد القوات المسلحة الذين قتلوا بين عامي 1963 و1973 يزيد عن 58 الفا وفي الحرب الكورية ما بين عامي 1950 و1953 زاد عدد القتلى عن 36 الفا.وقال يحيى كاماليبور رئيس قسم الاتصال في جامعة بيرديو في وست لافايت بولاية انديانا انه اذا قدم لاعلام صور فعلية للقتلى في صفوف القوات الامريكية فان ذلك سيحد من الخدر العام.واضاف كامباليبور "سواء كنا نتحدث عن خسائر في صفوف القوات الامريكية او صفوف العراقيين او صفوف الافغان فاننا لا نفكر فيهم ايا كانوا كبشر...هم مجرد ارقام فقط وهذا هو ما يبعث على القلق."