أقواس
إن الإصلاح التربوي عملية بالغة الأهمية.. تتصل بميادين الحياة الإنسانية بتفاصيلها وتعددها وتنوعها باعتبار التربية معنية بإعداد الإنسان الصالح الذي يرتقي إلى مستوى التكليف الرباني له بالاستخلاف.فالواقع بالفعل أليم بين التربية والتعليم، كون الخلط القائم بينهما يؤثر سلباً على التربية والتعليم على حد سواء، فلا مؤسسات التربية تقوم بمسؤوليتها باعتبار أن ذلك من مهام مؤسسات التعليم، ولا مؤسسات التعليم أنجزت مهامها التعليمية في تخريج كوادر مؤهلة على نحو أمثل، بحجة أنها تضطلع بمهام تربوية، وهكذا وجدنا العملية التربوية - التعليمية تقع تحت طائلة الخلط، فتنتج جيلاً غير قادر على التمييز بين المسؤولية التربوية - وما يتصل بها من واجبات إلا من رحم ربي.فالذي ينظر في حال المؤسسات التربوية عامة يرى أنها لا تؤدي واجباتها التربوية على نحو أفضل، بل يرى ما هو أخطر من ذلك وهو التناقض الصارخ بين برامج هذه المؤسسات، حيث لا يجد استضافة في القاعدة والهدف بينها جميعاً.فمؤسسات الإعلام تعمل في ضوء رؤية خاصة بها، والمسجد يعمل بعيداً عن العمل المؤسسي، ويقيم عمله في ضوء اجتهاد الشخص القائم عليه في كثير من الأحيان، مما أبعد المسجد كثيراً عن مهمته التربوية، وبذات القدر من الاجتهاد نجد المدرسة تعمل تحت تأثير المنهاج الخفي الذي تقوده قناعات المعلم.ومن هنا يمكننا القول إن التربية مفهوم أوسع، ينهض بأعبائها كل المجتمع بكامل مؤسساته، والتعليم جهد يقوم به فرد أو جماعة أو مؤسسة وفقاً للفلسفة والمنهج المتبع في شؤون التعليم..فهذا بالفعل واقع التعليم..