* ساعتان فقط هما المدة المحددة زمنيا لانعقاد مؤتمر لندن حول اليمن الذي ستشارك فيه(21) دولة والذي أعلن عن تنظيمه وانعقاده رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون بصورة مفاجئة بعد فشل محاولة النيجيري عمر الفاروق تفجير الطائرة الأمريكية في مطار مدينة ديترويت الأمريكية يوم عيد الميلاد.ومنذ الإعلان عن هذا المؤتمر قامت الدنيا ولم تقعد فعلى المستوى المحلي تداولته وسائل الإعلام كافة كلُّ حسب توجهها ففي الوقت الذي تبنت فيه الصحف الحكومية موقف الدولة الرسمي التي رحبت به كثيراً باعتباره فرصة لمساعدة اليمن لمكافحة الإرهاب والحصول على دعم مادي يمكنها من القضاء على الفقر الذي يعد أهم المشاكل التي يعاني منها ،فان صحف المعارضة اعتبرت ذلك المؤتمر ذريعة لدخول القوات الأجنبية لليمن بحجة القضاء على تنظيم القاعدة الذي يحاول أن يجعل من الأراضي اليمنية بديلا له عن أفغانستان أو باكستان .أما على الصعيد الإقليمي والدولي فقد بدأت بريطانيا باتصالات هاتفية وزيارات لبعض الدول استعداداً لعقد هذا المؤتمر الذي حظي بتجاوب كبير لأنه سيناقش قضية الإرهاب في اليمن كما أعلن عنه وهو الخطر الذي صارت تخشى كافة الدول من أن يمتد إلى أراضيها .إن المتابع للتصريحات الصحفية التي تقال حول مؤتمر لندن يجد فيها نوعا من التناقض والتضارب في الآراء فقد ظن الجميع أن المؤتمر سيكون امنيا لأنه يتحدث عن الإرهاب وهو ما دفع البعض إلى التفكير في أن تلك ذريعة لدخول القوات الأمريكية والبريطانية إلى اليمن لذلك جاءت تصريحات المسئولين اليمنيين بان اليمن لن يقبل بأي تدخل أجنبي على أراضيه كما انه بلد ذات سيادة ويرفض الوصاية عليه وان مايحتاجه بالفعل من مؤتمر لندن هو دعم تنموي يمكنه من القضاء على الفقر إضافة إلى تدريب قواته على مكافحة عناصر الإرهاب التي ستتولى القوات اليمنية التعامل معها بعد أن اثبتث نجاحها في التعامل مع تلك الجماعات من خلال الضربات الجوية التي نفذتها ضد عنا صر تنظيم القاعدة ، هذه التصريحات جاءت متطابقة مع تصريحات الرئيس الأمريكي اوباما وقادته العسكريين الذين كرروا أكثر من مرة أن لارغبة لديهم بالتدخل العسكري في اليمن كما أن (أمريكا) رفعت سقف مساعداتها لليمن إلى (70) مليون دولار.على الجانب الآخر فان تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون قالت إن أي مساعدات ستقدم لليمن من خلال مؤتمر لندن يجب ربطها بمكافحة الإرهاب والتطرف و في الوقت ذاته فان السفير البريطاني في اليمن أكد انه لن تكون هناك أي تعهدات مالية ستقدم لليمن في المؤتمر الذي سيركز على تحليل التحديات التي يواجهها اليمن كالتطرف وعدم الاستقرار وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.تلك التناقضات الواضحة في التصريحات تصيب المتابع لها بالحيرة والارتباك وتجعله يجد صعوبة في تحليل ما قد ينتج من مؤتمر لندن وتجعله يتساءل إن كان هذا التناقض يحدث قبل عقد المؤتمر فكيف سيكون الوضع أثناء عقد المؤتمر أو بعده؟.الإرهاب والقاعدة،الحرب في صعدة والدعوات الانفصالية في الجنوب،الاقتصاد والتنمية والإصلاحات السياسية والاقتصادية تلك هي الملفات التي ستناقشها اليمن في الساعتين المخصصتين لعقد مؤتمر لندن ممثلة برئيس وزرائها فهل ستكون تلك المدة الزمنية كافية لعرض مشكلات اليمن التي يمكن القول إن كل ملف منها سيتم عرضه يحتاج إلى مؤتمر قائم بحد ذاته ناهيك عن أن اليمن لن يكون المتحدث الوحيد في المؤتمر فلاشك في إن الدولة المضيفة للمؤتمر ستتحدث كذلك وسيتم ايضاً إجراء مناقشات والخروج بقرارات وتوصيات إضافة إلى المؤتمر الصحفي الذي سيعقد عقب انتهاء المؤتمر .على أن الأهم من ذلك كله وحتى لا نتهم بالتشاؤم علينا أن نسأل أنفسنا في حال خروج المؤتمر بقرارات وتوصيات لصالح اليمن فهل سيتم تطبيقها فعلاً؟؟ أم ستصبح مجرد وعود يقطعها المشاركون بالمؤتمر كما حدث في مؤتمر الدول المانحة الذي تبنته لندن عام 2006 ؟ والذي لم تلتزم كثير من الدول بالإيفاء بتعهداتها حتى اللحظة. أظن أن كثيرين يتمنون أن يخرج المؤتمر بتوصيات وقرارات تصب في مصلحة البلد وتمكنه من الخروج من الأزمات والمشاكل التي يمر بها ومع ذلك فلا النيات ولا الدعم الذي قد نحصل عليه كافيان لحل مشاكلنا بقدر ماهية الرغبة الحقيقية المصحوبة بالعمل الجاد من قبل الأطراف المعنية لإيجاد حلول لما يعانيه اليمن.
هل تكفي اليمن ساعتان لعرض مشاكله؟؟
أخبار متعلقة