البرلمان العراقي يوافق على قانون الفدرالية
واشنطن / وكالات :قال الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الاربعاء انه سيبقى دائما على استعداد لتبني أساليب جديدة لقمع العنف في العراق ولكنه أصر على ان الانسحاب المبكر استراتيجية خاطئة.وعرض عضوان بارزان في الحزب الجمهوري هما وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر وجون وورنر عضو مجلس الشيوخ تقييمين للوضع في العراق يختلفان عن تقييم بوش.وقال وورنر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بعد رحلة الى العراق بأن الوضع هناك "يسير على غير هدى".وقال بوش في مؤتمر صحفي انه يعتقد بأن الرسالة التي وجهها وورنر هي "اذا كانت الخطة المطبقة غير ناجحة فان علينا ان نعدلها."وأضاف "وأنا أوافق تماما على ذلك."وكان بيكر الذي يشارك في رئاسة لجنة حزبية مستقلة قال ان هناك بدائل عن "الثبات على الطريق والانسحاب المتعجل".وقال بوش انه حريص على الاطلاع على توصيات بيكر المتوقع صدورها بعد انتخابات السابع من نوفمبر ولكنه قال ان الولايات المتحدة ليس بمقدورها "المغادرة قبل استكمال المهمة".وتوصلت دراسة أعدها خبراء أمريكيون وعراقيون في مجال الصحة ان نحو 655 ألف عراقي توفوا نتيجة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وأعمال العنف التي نتجت عنه. ولكن بوش قال في المؤتمر الصحفي انه لا يعتقد بان هذا التقدير يتمتع بمصداقية. وافق البرلمان العراقي أمس الاربعاء على قانون يحدد آليات تشكيل مناطق فيدرالية وهي مسألة يخشى كثير من زعماء السنة من أنها قد تمزق البلاد من خلال حرب أهلية طائفية.وأقر القانون الذي دعمه بعض زعماء الاغلبية الشيعية الذين كانوا حريصين على اقامة منطقة كبيرة تتمتع بحكم ذاتي في الجنوب الغني بالنفط الذي يغلبون على سكانه في جلسة قاطعتها جبهة التوافق اكبر كتلة سنية.وكان زعماء الشيعة والسنة في الشهر الماضي قد اتفقوا على ارجاء تطبيق قانون الفيدرالية لمدة 18 شهرا على الاقل مما يؤجل اقامة أي مناطق ذات حكم ذاتي حتى عام 8002م.ويخشى السنة الذين كانوا مهيمنين ابان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين من أن يؤدي تحويل العراق الى فيدرالية الى تسليم حقول النفط في شمال وجنوب البلاد للاكراد والشيعة على التوالي ليتركهم محاصرين في ولاية صحراوية فقيرة في وسط وغرب العراق.ويقترح المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق اكبر الاحزاب الشيعية هناك دمج تسع من محافظات العراق الثماني عشرة في منطقة واحدة ذات حكم ذاتي بجنوب العراق الذي يغلب على سكانه الشيعة. ويريد السنة ادخال تعديلات على الدستور لضمان اقتسام عائدات النفط. وبخصوص الحريق الذي شب مساء أمس الاول في قاعدة أميركية تحوي مخازن للسلاح والعتاد جنوب بغداد، أعلن الجيش الأميركي أمس أن قذيفة هاون عيار 82 ملم كانت السبب في اندلاع الحريق.وكان الجيش الأميركي قد أعلن في وقت متأخر من مساء أمس الاول وقوع حريق هائل في قاعدة فالكون في منطقة الرشيد بجنوب بغداد، نتج عنه سلسلة من الانفجارات هزت العاصمة بغداد ولكنها - حسب الجيش الأميركي- لم تسفر عن وقوع إصابات.وأعلن الجيش الإسلامي وهو أحد المجموعات المسلحة المناهضة للوجود الأميركي في العراق المسؤولية عن الهجوم على مستودع الذخيرة الأميركي. . قال في بيان له على الإنترنت إن قواته الصاروخية أطلقت صاروخي كاتيوشا وثلاث قذائف هاون على أكداس للعتاد.وأقر المقدم جونثن ونغتن من فرقة المشاة الأميركية الرابعة بأن حريقا وقع في مخزن العتاد في منطقة الرشيد التي تشمل مناطق الدورة والسيدية واليوسفية جنوب العاصمة بغداد. وفي التطورات الميدانية الأخرى أعلن الجيش الأميركي أمس أن ثلاثة من جنوده قتلوا في محافظة الأنبار غربي العراق، وهو ما يرفع عدد القتلى الأميركيين منذ بداية هذا الشهر إلى 36 جنديا.كما قتل 11 شخصا وأصيب عشرات آخرون بجروح بينهم ثمانية من رجال الشرطة، في أعمال عنف بمناطق متفرقة من العراق أمسعلى صعيد اخر رفع القاضي محمد العريبي جلسة محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وستة من معاونيه في ما يعرف بقضية الأنفال إلى يوم الثلاثاء المقبل، وأدلى ثلاثة من شهود الإثبات بشهاداتهم أمام المحكمة أمس.وقد احتدم الجدل من جديد بين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وقاضي المحكمة على خلفية أحقية المتهمين في الكلام.وقال صدام موجها كلامه لقاضي المحكمة "إن أي إنسان يحترم نفسه ويحترم القانون يعرف أن ما يحدث في المحكمة هو أن صوت المشتكي والادعاء ورئيس المحكمة يُبث للعالم، فيما يُغلق الصوت على من يسمون بالمتهمين. هل في هذا عدالة؟ إن العدالة ميزان فما تضع في كفة يؤثر على الكفة الأخرى".وشدد صدام على أنه هو "رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة" والمسؤول الأول عن موضوع الأنفال وأنه بالتالي يجب أن تتاح له فرصة الكلام. وقال مخاطبا المحكمة إن الاستماع واجب على القاضي وحق للمتهم والمشتكي مثلما هو حق للدفاع والادعاء.ورد القاضي محمد العريبي على صدام بالقول إن مسألة الميكروفون مسألة تنظيمية في القاعة، وإنه لن يسمح بالدخول في متاهات السياسة. وأضاف مخاطبا صدام بخصوص جلسة أمس الاول، أول الغيث مطر فقد استهليت كلامك أمس بـ" قاتلوهم"، في إشارة إلى بدء صدام حديثه بالآية القرآنية "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وينصركم عليهم" إلى آخر الآية.وفي بداية جلسة الامس اشتكى الأمين العام السابق للحرس الجمهوري الفريق الأول حسين رشيد من تعرضه للضرب من قبل الشرطة يوم أمس الاول وقال "نشعر بأن المحكمة خصم لنا والادعاء العام والمشتكي".