مقتل ثلاثة منهم ضابط بالجيش السابق على أيدي مسلحين شمال بغداد
ميلشيات عسكرية في العراق
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال نواب عراقيون أمس السبت ان واشنطن تغطي على أخطائها في العراق بتحديد معايير مصطنعة يتعين على العراقيين الوفاء بها. وقال زعماء عراقيون يشعرون بالاستياء من انتقادات الولايات المتحدة بشأن التقدم البطيء نحو تحقيق أهداف سياسية تهدف إلى تعزيز المصالحة الوطنية انه من الأفضل لواشنطن ان تدرس التقدم الذي تحققه هي في الحرب التي لا تحظى بشعبية. وقال محمود عثمان النائب الكردي "الأمريكيون دائما يحاولون ان يبعدوا المسؤولية وإلقاء اللوم على الطرف الأخر ... وان يقولوا ان المسؤولية في تصحيح الفوضى والأخطاء التي تسببوا فيها هي ليست مسؤوليتهم ... يحاولون إلقاء اللوم مرة على العراق وأخرى على سوريا وإيران." وقال "عليهم ان يوقفوا هذه المهزلة ويعترفوا ان أكثر المسؤولية تقع على عاتقهم وليس على أي طرف أخر." وفي تقرير إلى الكونجرس قال البيت الأبيض يوم الجمعة ان زعماء العراق لم يحققوا نصف الأهداف الرئيسية.
القوات الامريكية في العراق
جاء اعتراف الإدارة الأمريكية بأوجه القصور في أداء حكومة رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي التي يسودها الانقسام بعد يوم من تصريحات الرئيس جورج بوش عن تحقيق تقدم كاف يبرر سحب قوات. وخلص تقرير البيت الأبيض إلى ان الزعماء العراقيين حققوا تقدما كافيا في تسع نقاط من 18 نقطة سياسية وأمنية ولم يحققوا تقدما كافيا في سبع نقاط. وقال انه لا يمكن تحديد مدى التقدم في هدفين آخرين. وتهدف المعايير التي تشمل مشروع قانون لاقتسام إيرادات النفط إلى تعزيز المصالحة بين الجانبين المتحاربين في العراق وهما الغالبية الشيعية والأقلية السنية. وأصبحت حكومة المالكي مصابة بالشلل نتيجة للاقتتال الداخلي. وانسحب من الحكومة أكثر من عشرة وزراء من الشيعة والسنة وهددت الحركة السياسية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالانسحاب من الائتلاف. جاء تقرير البيت الأبيض بعد يومين من الشهادة التي أدلى بها الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي ريان كروكر بشأن التقدم والذي ينظر إليه على انه ربما يسبق تغييرا محتملا في السياسة الأمريكية في العراق. وأشار التقرير المنتظر منذ فترة طويلة إلى بعض التحسن الأمني لكنه وصف أيضاً المكاسب السياسية المتواضعة للغاية التي تحققت. وأيد بوش بصفة عامة توصيات بتريوس بإجراء انسحاب محدود يشمل نحو 20 ألف جندي بحلول يوليو. وقال عز الدين الدولة النائب عن جبهة التوافق "على الإدارة الأمريكية ان تصحح أخطاءها التي ارتكبتها في العراق وفي مقدمتها حل الجيش العراقي قبل ان تطالب الحكومة بان تقوم بإيجاد مخرج وحل لهذه المشاكل." وانتقد ضباط بريطانيون كبار خدموا في العراق أثناء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين في عام 2003 الخطط الأمريكية لما بعد الغزو ووصفوها بأنها تنطوي على "أخطاء قاتلة". وقال عثمان انه من الصعب تلبية المطالب الأمريكية. وقال "مرة يقولون ان ثلاثة من مجموع 18 من الأهداف تحققت ومرة يقولون ان تسعة من مجموع ثمانية عشر تحققت ... وكأنهم يصححون ورقة امتحان." وقال النائب الشيعي عباس البياتي ان العراقيين يهتمون فقط بتقرير التقدم الذي قدمه كروكر وبتريوس. وقال "هذا التقرير الأكثر دقة ... فهو يدعو الجيش إلى الاستمرار بعملهم في العراق حتى تحقيق الأمن والاستقرار." وقال نصار الربيعي رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان ان التقدم يمكن ان يتحقق فقط من خلال تحديد جدول زمني للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق. وقال الربيعي " المقياس الوحيد الذي ننظر إليه على انه تقدم على الأرض هو ... زيادة أعداد القوات العراقية حتى تستطيع ان تكون مؤهلة لاستلام الأمن بعد الانسحاب الأمريكي." ميدانياً قالت مصادر بالشرطة العراقية أمس السبت إن مسلحين يرتدون ملابس قوات الأمن العراقية ويستقلون سيارة إسعاف قاموا بفتح النار على ثلاثة أشخاص من بينهم ضابط كبير بالجيش العراقي فقتلوهم في الحال في مدينة بعقوبة شمال بغداد. وقالت المصادر إن "سيارة إسعاف توقفت قبل ظهر أمس (السبت) أمام منزل العميد بالجيش العراقي السابق خالد رشيد مطر في منطقة بعقوبة الجديدة... وترجل منها عدد من المسلحين كانوا يرتدون ملابس مغاوير الداخلية ويقودهم ضابط برتبة نقيب." وأضافت المصادر ان "المسلحين قاموا بإطلاق النار بشكل كثيف من أسلحتهم على مطر وشخصين آخرين كانوا جميعا يقفون أمام منزل مطر وقتلوهم بالحال... ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة." وقال المصدر "من بين القتلى عضو بارز في كتائب ثورة العشرين في مدينة بعقوبة." وكانت عناصر كتائب ثورة العشرين تقاتل القوات الأمريكية والعراقية حتى وقت قريب لكنها انضمت مؤخرا إلى هذه القوات في العمليات التي شهدتها مدينة بعقوبة وعدد من المدن المجاورة لها والتي استهدفت عناصر تنظيم القاعدة وأماكن وجودها في المحافظة. وشنت القوات الأمريكية عملية مسلحة قبل عدة أشهر في مدينة بعقوبة وضواحيها قالت ان أكثر من عشرة آلاف جندي أمريكي اشترك فيها إلى جانب عدد كبير أخر من القوات العراقية استهدفت معاقل لتنظيم القاعدة. وأعلن قادة الجيش الأمريكي انضمام أفراد كتائب ثورة العشرين في العمليات التي استهدفت تنظيم القاعدة. وقالت مصادر الشرطة ان حالة من التوتر تسود مدينة بعقوبة عقب مقتل الأشخاص الثلاثة حيث "انتشر مسلحون والقناصة على أسطح البنايات العالية... وان اشتباكات وقعت بشكل متقطع بين أفراد الكتائب وقوات الشرطة في المدينة."