إسرائيل تشترط على حماس وقف الصواريخ للتوصل إلى هدنة
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: قال عاملون بمستشفى محلي إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت بالرصاص أمس الاثنين شابا فلسطينيا في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته رصدت رجلا مسلحا يتعامل مع عبوة ناسفة كان يعتزم استخدامها ضد القوة التي كانت في المنطقة وأطلقت الرصاص عليه. وذكر سكان محليون أن القوات التي كانت تشن غارة لاعتقال أفراد في رام الله مقر حكومة تسيير الأعمال من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية أطلقت النيران على الشاب عندما كان هو وآخرون يحتجون على تواجد الجنود بإلقاء حجارة عليهم. وأضافت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن في أعمال عسكرية إضافية في شتى أنحاء الضفة الغربية اعتقلت القوات 13 فلسطينيا مدرجين في القائمة الإسرائيلية للمطلوبين. والشاب البالغ من العمر 16 عاما هو ثالث فلسطيني يقتل في الضفة الغربية خلال يومين. وقتلت القوات الإسرائيلية الأحد ناشطا فلسطينيا ينتمي لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في الخليل كما قتلت ناشطا آخر من كتائب شهداء الأقصى في نابلس. في سياق أخر اشترط نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية إذا أرادت التوصل إلى اتفاق هدنة.
وأوضح فيلناي "يجب درس أي اقتراح لوقف إطلاق النار لكن ذلك غير ممكن طالما أن حماس لا توقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل وهي لا تفعل ذلك".وأكد فيلناي ضرورة اعتماد "فترة اختبار من أسبوع أو 15 يوما" لإيقاف هذه العمليات للحكم على جدية اقتراح حماس بالتهدئة.وكانت حماس أعربت أمس الأول عن احترامها للتهدئة المبرمة في نوفمبر 2006 بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، وعبرت عن مخاوفها من هجوم إسرائيلي في قطاع غزة الذي تشرف عليه ردا على إطلاق الصواريخ.وقال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو إن الحكومة "تتابع عن كثب التطورات المختلفة وتؤكد التزامها بما جاء في حكومة الوحدة الوطنية وخاصة فيما يتعلق بالتهدئة المتبادلة" بين الفلسطينيين وإسرائيل.وطلبت حماس يوم الخميس من الفصائل الفلسطينية عدم إطلاق الصواريخ -التي تعلن حركة الجهاد الإسلامي الرافضة للتهدئة المسؤولية عن معظمها- على المعابر الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل.وأوضح النونو أن غاية حماس إتاحة المجال أمام المواطنين للعيش في أمان في شهر رمضان المبارك وفتح المعابر وإدخال البضائع وتنشيط الحركة التجارية مع القطاع.غير أن تل أبيب اعتبرت هذه التصريحات "مثيرة للسخرية" جراء تواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية.في تطور آخر أعلنت قوات الاحتلال أنها أحبطت هجوما فلسطينيا على مستوطنة شافي شومروم قرب نابلس مساء أمس الأول، مشيرة إلى أن مسلحا حاول التسلل إلى المستوطنة وتبادل إطلاق النار مع الجنود الإسرائيليين.وقد بدأت قوات الاحتلال حملة تمشيط في المنطقة للعثور على الناشط الفلسطيني. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن العملية.على صعيد أخر عبرت إسرائيل عن ارتياحها لما وصفته بـ"قدرتها الرادعة" التي تزعزعت عقب عدوانها على لبنان في يوليو 2006، في إشارة إلى غارتها الأخيرة على سوريا. لكنها أعلنت أنها تأخذ تهديدات دمشق بالرد على محمل الجد. وفي حديثه للإذاعة العامة، اعتبر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يادلين أن إسرائيل استرجعت "قدرتها الرادعة" التي "لديها تأثيرها منذ الآن على سوريا وإيران".وأوضحت الإذاعة أن الجنرال -الذي كان يتحدث في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان- كان "يلمح إلى الغارة الجوية الإسرائيلية على سوريا".من جهته أوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي تساحي هانيغبي أن الحكومة تلتزم سياسة الصمت إزاء الحادث، إلا أنها تأخذ التهديدات السورية على محمل الجد.وأعرب عن اعتقاده بأنه ينبغي أن "نلتزم ضبط النفس ومن مصلحتنا ألا نقول شيئا وقد أثبتت هذه السياسة نجاعتها وخف التوتر الآن بعد 12 يوما، وكلما قللنا من الكلام كلما تقدم الوضع نحو الأفضل".وأشار إلى أن التوتر مع سوريا نتيجة مباشرة للحرب بين إسرائيل وحزب الله العام الماضي والتي اعتبر كثيرون أن تل أبيب خسرتها. وأضاف أنه "تولد انطباع لدى السوريين بأننا في حالة ضعف وبدؤوا حملة غير مسبوقة من شراء الأسلحة".يشار إلى أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أكد لوكالة الأنباء الفرنسية يوم الجمعة الماضي حق سوريا في الرد على الانتهاك الإسرائيلي، وشدد على أن بلاده لم تتعود أن تسكت عن الرد على أي انتهاكات لكنها هي "التي تختار متى وأين ترد".وكانت سوريا أعلنت في السادس من سبتمبر الجاري أن دفاعاتها الجوية تصدت لطائرات إسرائيلية انتهكت مجالها الجوي وألقت "ذخائر". ورفعت شكوى الثلاثاء أمام الأمم المتحدة بهذا الخصوص.