سياحة
ارتبط نهر الراين على مدار العصور بالتاريخ الألماني، حتى أصبح بالنسبة للألمان بمثابة رمز وطني. كما اتخذه العديد من الشعراء والأدباء والفنانين الألمان مكاناً لاستلهام أغانيهم ورسومهم وحكاياتهم. ولا تزال ضفافه تحتفظ بجمالها الطبيعي وتجذب السياح من مختلف مناطق العالم. ويعد نهر الراين البالغ طوله 1320 كلم ويغطي مساحةتقدر 224600بـ كلم² من أهم المجاري الملاحية الداخلية في أوروبا. وينبع هذا النهر العظيم في جبال الألب السويسرية مشكلا جزءًا من الحدود الطبيعية لسويسرا والنمسا وفرنسا وألمانيا. كما يَعبُر كل من ألمانيا وهولندا قبل أن يصب في بحر الشمال.يحتل نهر الراين مكانة مهمة في التاريخ الأوروبي بوجه عام, والألماني بوجه خاص, حيث كان يشكل على مدى 400 عام الحدود الرئيسية بين بلاد الرومان والقبائل الجرمانية, كما نشأت على الجانب الغربي منه العديد من المدن الألمانية, والعديد من المدن الفرنسية على ضفافه, لذلك ظلت المناطق المحيطة به مكانا للنزاع والصراع بين ألمانيا وفرنسا, بغرض السيطرة على منافذ النهر. ظل الأمر بينهما إلى أن انتهت الحرب العالمية الثانية, واستقرت الأوضاع السياسية في العالم, وصار النهر من أهم الممرات المائية العالمية.ومن اهم المدن الواقعة على النهر مدينة كوبلنز الواقعة بين ضفتي نهري الموزل والراين ، ومدينة غيلزنكيرشن: المدينة التي انقلبت مناجمها مسارح ، ومدينة دوسلدورف لؤلؤة نهر الراين ، وباد هونيف ـ أحد أشهر مراكز الاستجمام والعلاج الطبيعي في ألمانيا ، وبون ملهمة الموسيقار بيتهوفن ، وادي الراين: قبلة السياح وملهم الادباء . مدن تاريخية عريقة وأماكن سياحية جميلة وطبيعة خلابة تبهر الزائر والمهتم بهذا البلد الأوروبي. فمن شمالها يجتذب نهر الراين الباحثين عن الذهب ، بينما تستقطب مدينة نوينبورج الواقعة على نهر الراين السياح من كافة أنحاء ألمانيا بحثا عن الذهب. ورغم أن كمية المعدن النفيس التي يمكن العثور عليها في مجرى النهر ضئيلة إلا أنها تكفي كتذكار صغير يدخل السعادة في نفوس الزائرين . و على الرغم من تلوث بعض أجزاء النهر بمخلفات السفن العابرة فيه, إلا أن هناك أجزاء أخرى لا تزال تحتفظ بجمالها الطبيعي الذي يستقطب اهتمام السياح من جميع أنحاء العالم, ولا يكاد يخلو برنامج سياحي لزيارة معالم أوروبا من رحلة نهرية عبر ضفاف الراين, كما تقع العديد من القلاع التاريخية الألمانية والفرنسية على ضفاف النهر لتؤكد أهميته كمجرى مائي.