أقواس
لماذا مات المسرح في اليمن؟ في أحد الأيام وأنا جالس أمام التلفاز أشاهد برنامجا ثقافيا يشرح وضعية المسرح الخليجي والتطور المهول الذي أصابة وجعل خشبة المسرح الكويتي تحديدا تنهض وتذهب نحو الأفاق البعيدة منهية بذلك السطر الأخير من الصعوبات والذي يقول من عاصروه أن الفقرة الأخيرة التي كانت تؤثر على المسرح الخليجي برمته هيا مشكلة النص الذي بدأ يعالج من خلال ما اقاموة من معاهد معنية ليس بالمسرح فحسب وإنما في النص المسرحي ؛ فإدارة النصوص المسرحية او متعرف بمواسسة المسرح في دولة الكويت تنتج ألان ومع دخول الألفية 3 مايعادل 30 مسرحية في سنة منها الدرامية والكوميدية وغيرها من هذه الفنون ؛ ففي دولة الكويت يوجد مايقارب 20 داراً معنية بالعروض المسرحية مجهزة بأحدث الإمكانيات المتطورة من حيث الإضاءة والصوت وسعة الأمكنة المتعلقة بالحضور ؛ أيضا مما أثار إعجابي بالقفزة النوعية التي ذهب بها المسرح الكويتي والخليجي عموما هوا اهتمامه البالغ بالكوادر والمسرحيين وتوفير لهم كل المتطلبات الضرورية من حيث الدخل ،تصور إن أعلى دخل يستلمه فنان الكويت الأول الأستاذ عبد الحسين عبد الرضى مايعادل 15000دولار تقريبا وهذا المبلغ اذا صرف لفنان يمني فقد يعتبرونه من المفسدين في الأرض .قد يسال بعضنا عن الأسباب التي آدت إلى هذه القفزات وعن طبيعتها وهل توجد قاعدة أساسية انطلق منها هذا التطور ففي هذه الدول توجد مقومات المسرح الحديث ولكنها تفتقر إلى أزمة الكادر فمع هذا وذاك لازال المعنيين بهذا الموضوع يبحثون عن الكادر التمثيلي أكان داخل دول مجلس التعاون وخارجة .فالتجربة الخليجية مفعمة بالإمكانيات ولكنها تفتقر للكادر حتى انطلاقتها تشير التقارير الثقافية على أنها بدأت العمل في المسرح مع بداية السبعينات ؛ وهذا مايجعل اليمن وعدن على وجهة الخصوص في الطليعة .ففي هذا الجزء السعيد على قلوبنا سنجد الحقيقة التي بداءت ملامحها تتشكل مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تحديدا وسنشرح كذلك كيف مات هذا المسرح ومن المسؤول عن جنازتة التي لم يظهر فيها المشيعون ؛وماهي الأسباب التي جعلت بعض الدول المجاورة تنهض وترى النور بينما أصحاب الريادة جعلوا خشبات مسارحهم عرضة ( لنادبات) ففي عدن ظهر المسرح مع نهاية القرن 19 وبداية القرن العشرين الذي صور لنا أول عمل مسرحي موضوع على خشبة المسرح للفرقة الهندية التي وطأت المدينة بين الأعوام 1895-1905 م حينها كانت عدن مدينة مستعمرة من قبل بريطانيا تابعة لإدارة المستعمرات البريطانية ؛ بعد هذا التاريخ سارت الحركة المسرحية ببطى واستحيى وتمكنت من النزول إلى مرفآ النهضة الثقافية التي شهدتها مدينة عدن مع بداية الخمسينات وراحت تتشكل الفرق المسرحية وكان أولها فرقة مصافي عدن والتي تشكلت في العام 1959م ؛ من ثم جاءت فترة مابعد الاستقلال 1967م حيث راح المسرح اليمني بكامل حلته بكوادره وامكانياتة يشق طريقة ويذهب بإعمال مازالت في الذكرى حتى يومنا هذا ؛ استمر هذا التطور يدق الأبواب دون أستئذان حتى بزغ فجر الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م وراحت تطلعات ورؤى المسرحيين تنظر إلى البعيد لكن ماحصل هوا العكس فقد شددت حكومات الوحدة منذ 1990وحتى 2008م على الاهتمام بكل المجالات بينما تركت المجال الذي قد يذهب بها نحو العالمية واقصد المسرح بكل عناصره .. لماذا دارت عقارب الساعة على هذا المجال ؟سالت كثيرين عن هذه الحلقة المفقودة لكنني وجدت التخبط من اليمين واليسار هم أيضا يسالون مثلي فمنهم من حلل هذا الموضوع من وجهة نظرة فمنهم من راح ينظر إلى إستراتجية الدولة الحديثة التي لاتريد المسرح لا شكلا ولا مضمونا ومنهم من راح يسترضي الإطراف معلقا أللوم على أفقر وزارة في هرم الحكومة اليمنية وهي وزارة الثقافة ؛؛ أين الإجابة التي من خلالها يمكننا معالجة هذا الخلل الذي أصاب مسارحنا ليس في عدن فقط وإنما على مستوى اليمن ككل ؛ كوادر المسرح اليمني 50 منهم تعرضوا لعملية التعرية لااقصد الطبيعية وإنما اقصد الجبرية فمعظمهم لايظهرون بأعمالهم إلأ في المناسبات الوطنية ؛ كذلك مشاكلهم لأتعد ولا تحصى فحتى إذا حظيت بفرصة للقاء بمن تبقى منهم ستجد ظروفهم المعيشية تستغل السطر الأول من الحوار معهم .... لذا أقولها بكل صراحة إن المسؤول الحقيقي عن ذبح المسرح اليمني بدون قبلة هيا الدولة التي لانرى أعمالها سوى في المناسبات الوطنية وأعياد الثورة غيرها لانعرف شيئا ؛ لذا من حق الدول المجاورة كالسعودية ودولة الإمارات العربية التي لم تعرف النهضة المسرحية إلا مع اوئل الثمانينيات وطورت قدراتها خلال فترة زمنية محدودة وراحت كوادرها تزداد خبرة يوما بعد يوم ؛ لذى من حقي ومن حقك ان تسال لماذا مات المسرح في اليمن ؟؟