من الادب الانجليزي
تأليف: م. ر. جيمسترجمة: طارق السقافسيبرج مدينة صغيرة مطلة على البحر الشريط الساحلي الشرقي لانكلترا وهذا الجزء من انكلترا يسمى شرق انجليا وقد ذهبت الى سيبرج عام 1919 لقضاء اجازتي بها بصحبة صديق لي يدعى هنري لونج وفي تلك السنة كان الزوار قليلين لهذه المدينة الساحلية وكان هناك زائر واحد مقيم في فندقنا يدعى باكستون وكان شاباً طويلاً ونحيفاً وغير سعيد . وبينما كنت وصديقي هنري في الفندق اتى الينا باكستون وقال " لو سمحتم اريد التحدث مع احد منك فقد حدث شيء غريب لي واريد التحدث لاحدكم بشأنه هل لي بالتكلم معكم ؟ " فقلت " بالطبع اجلس لو سمحت واخبرنا بالموضوع " قال " قبل بضعة ايام ذهبت ماشياً الى قرية فريستون وهي تبعد خمسة اميال من هنا وقد اخذت كاميرتي معي وكان بالقرية كنيسة لها باب غريب فقد اردت تصويره ولقد كان هناك ثلاثة تيجان خشبية على الباب وعندما خرج قس تلك الكنيسة سألته عن التيجان الثلاثة على الباب فأخبرني القس بقصة غريبة فقد قال " قبل عدة سنوات " كانت انجليا مملكة وقد مات اخر ملوكها قبل حوالي الف سنة وعندما مات اختفت تيجانه الثلاثة واعتقد الناس بأن هذه التيجان كانت مسحورة ودفنت في اماكن متفرقة كما اعتقدوا بأن هذه التيجان كانت الحارس الامين للساحل ضد الغزاة القادمين من البحر وقبل حوالي ثلاثمائة سنة تم العثور على احد هذه التيجان وتم بيعه سراً ولم يدر احد ما حدث للتاج بعد ذلك " سأله هنري " وماذا عن التاجين الاخرين ؟ " فرد عليه باكستون "التاج الثاني تم رميه في البحر ولم يتم العثور عليه ثانية " فسألت باكستون " وماذا عن التاج الثالث ؟ هل تم العثور عليه ؟ " رد علينا باكستون " سأخبرك عن ذلك كانت هناك عائلة تعيش تدعى اجر يعتقد الناس بأنها تحرس التاج الثالث ولقد توفى اخر فرد من عائلة آجر العام الماضي ولم يكن لديه اولاد ولقد وجدت قبره في فناء الكنيسة ودونت ما كان مكتوبا على لوحة قبره وكان كالتالي " توفي السيد وليام آجر في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1918م عن عمر يناهز الثامنة والعشرين بعدها توجهت الى مكتبه في فريستون وبالصدفه وجدت كتاباً قديماً يعود تاريخه لعام 1740م ووجدت به بعض ابيات لقصيدة تقول : ناثانيل آجر هو اسمي انا املك القلعة فوق الرمل ان مهام كل عائلة آجر نفس المهام وهي حماية التاج الذي يحمي الارض وعندما اموت وفي قبري وعندما تتحول عظامي الى رفاة .. فان اولادي سيحفظون اسمي .. ولن ينسى .. " اشتريت ذلك الكتاب وعدت الى سيبرج وقد وجدت المنزل الذي عاش به وليام آجر وكان في منتصف الطريق بين مدينتي فريستون وسيبرج وكان فوق البيت تلة وبها اشجار على قمتها ، عرفت عندها بأن هذا هو المكان المطلوب فسألته مستفسراً " المكان المطلوب لماذا ؟" وقد بدأت أنا وصديقي متعبين من هذه القصة الطويلة فأجاب " المكان الذي دفن فيه التاج " فسألته وقد بدأ الضجر يدخل نفسي " هل وجدت التاج ؟" لكن باكستون رد علي برد ادهشني وصديقي فقال " انه عندي في الغرفة تعالوا لتشاهدوه عندها يمكنكم تصديقي " لم نصدق انا وهنري قصته ولكننا قررنا الذهاب معه قادنا باكستون الى غرفته وفتح حقيبة كان بها شيئا ما مغلفا بأوراق الجرائد فتح الجرائد وكان هناك التاج الذي كان مصنوعا من الفضة دائري الشكل مرصعاً بأربع قطع من المجوهرات حاولت ان المسه لكن باكستون صرخ في قائلاً " لا تلمسه " فسألته في دهشة " لماذا ؟ لن نأخذه منك " رد باكستون وقد عاد اليه هدوئه بعض الشيء " انا اسف انه بسبب ... " نظر حوله في الغرفة نظرة غريبة وقال " منذ ان اخذت التاج لم اكن لوحدي " فقال هنري باستغراب لم تكن لوحدك ماذا تقصد ؟" بدأ باكستون باخبارنا المزيد من قصته فقال " بعد ذهابي الى منزل آجر عدت الى هنا واحضرت معي مجرفة ومصباحاً وعندما خيم الظلام عدت الى التل فوق البيت وبدأت احفر حفرة على قمة ذلك التل في المركز حول تلك الاشجار وبينما كنت احفر كنت متأكداً من ان هناك من يراقبني وللوهلة اعتقدت بأني رأيت شخصاً ما ملكني لم اكن متأكداً الا انني كنت متأكداً من شيء واحد من ان هناك شخصا ما خلفي تماماً يراقبني وفجأة شعرت بأن احداً ما قد جذب معطفي وعندما وجدت التاج في تلك اللحظة سمعت صرخة رهيبة خلفي " فسألته " صرخة من كانت ؟" رد باكستون " لم استطع رؤية أي شخص ولكني اعتقد بأني اعرف " عندها اشار الى كتاب على الطاولة بالقرب من السرير " في كل وقت عندما احضر الى غرفتي يكون الكتاب القديم مفتوحاً وفي المرة الاخيرة كان مفتوحاً على الصفحة رقم واحد ورأيت اسم وليام آجر 1890م فقلت له " اذن تعتقد بأن وليام آجر كان يراقبك ولكنه شخص ميت " فقال باكستون " انه شبح وليام آجر فهو لن يتركني لانه يريد التاج ولكنه ليس قوياً بما فيه الكفاية حتى يأخذه مني " فسألته مجدداً " وماذا ستفعل بالتاج ؟" رد علي قائلاً " سأعيده " قلت " هل تعتقد بأن شبح وليام آجر سيتركك وشأنك بعد اعادة التاج ؟ رد علي لا اعلم ولكن علي ان احاول لاحظت بأن باكستون كان خائفاً جداً فقلت " يجب علينا مساعدتك في اعادته الى ماكنه " وبينما كنت اتحدث ظهر ظل في الغرفة رآه باكستون وكان مرعوباً في تلك الليلة وعندما كنت أغادر الفندق مع صديقي هنري تحدثت مع حمال الحقائب التابع للفندق فقلت له : انها ليلة دافئة سنخرج في نزهة وقد نتأخر " فقال لنا " سأنتظر كما يا سيدي فلن اقفل باب الفندق حتى تعودان هل يبقى السيد الاخر في الفندق ؟ " فسألته " من هو السيد الاخر ؟ " فقال السيد المرافق للسيد باكستون " فأجبته بسرعة " لا " لم اكن اريد اخبار الاخرين بما قاله الحمال لكني رأيته بنفسي ايضاً عندما كنا ثلاثتنا مع بعض شعرت وكأن هناك شخصاً رابعاً معنا في الغرفة . استغرق الوصول الى بيت وليام آجر حوالي نصف ساعة فقد كان الطريق محاذياً للشاطئ وطويلاً كما كان الشاطئ خالياً من الناس في الليل ولقد رأينا التل وكان البحر هادئاً والقمر بدراً تسلقنا الى قمة التل ونسينا ان نحضر معنا مجرفة ولم يهتم باكستون بذلك وبدأ يحفر بيديه وبمجرد ان حفر الحفرة وضع باكستون التاج فيها وغطاه بالتراب وقال بصوت مسموع " لقد عاد الى مكانه هل ستتركني الان وشأني يا وليام آجر " لم نسمع شيئاً لكن باكستون استدار الينا وقال " يقول وليام آجر بأنه لن يتركني وشأني بعدها عدنا الى الفندق واثناء العودة كان باكستون صامتاً ينظر الى الارض فقلت له " لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام غداً سنضعك في القطار المتجه الى لندن وبمجرد صعودك القطار ستنسى كل شيء " قال باكستون " لن يتركني وشأني " في الصباح الباكر طرق هنري على باب غرفتي قبل الساعة السابعة وقال " لنتناول افطارنا بعدها نأخذ باكستون الى المحطة " ارتيدت ملابسي ونزلت وكان هنري بانتظاري فسألته " هل رأيت باكستون " رد علي هنري " انه ليس في غرفته اعتقدت بأنه كان معك " اسرعنا الى عامل الفندق وسألناه " هل رأيت السيد باكستون هذا الصباح ؟ " فأجاب " نعم ياسيدي لقد خرج قبل بضعة دقائق في الواقع اعتقدت بأنه قد خرج معك ياسيدي " فأجبته بدهشة " معي !!! " فأجاب مؤكداً نعم لقد اعتقدت بأنك كنت خارج الفندق فناديتك وكان الشخص مثلك تماماً ولكنني كنت اقرا جريدة لقد وقع شيء غريب لمدينة فريستون البارحة " فسألته مستفسراً " ماذا حدث ؟ " فرد علي " لقد تم فتح قبر في فناء الكنيسة ولم تكن به جثه " فسألته مجدداً " لمن ذلك القبر ؟ فقال كان لرجل يعيش هنا يدعى وليام آجر وكان غريب الاطوار بعدها خرجت انا وصديقي هنري مسرعين وكان باكستون على الساحل يمشي مسرعاً ملوحاً بيده لشخص ما لم نستطع ان نتبين لمن كان يلوح فقد كان هناك ضباب كثيف قادم من البحر وعندما ركضنا نحو باكستون زاد الضباب قوة وبعدها بثوان لم نستطع ان نرى باكستون من شدة الضباب ولكننا استطعنا ان نتبين آثار اقدامه على الرمال لقد كانت هناك آثار اخرى على الرمال لقد كانت لشخص لم يكن يلبس حذاء وكانت تلك الآثار غريبة كانت آثار اقدام بدون لحم وجلد لقد كانت لقدم هيكل عظمي لقد نادينا باكستون باسمه واعتقدنا بأنه كان ينادينا هو ايضاً بعدها سمعنا صرخة طويلة ومدوية لم ولن انسى تلك الصرخة في ذلك الضباب ما حييت عندها توقفنا وكنا خائفين لم نكن نريد مقابلة المخلوق الذي قابله باكستون وادركنا عندها بأن باكستون كان قد مات تقدمنا بعدها ببطء شديد وعلى بعد بضعة ياردات منا استطعنا رؤية جثة باكستون وكان فمه مليئاً بالماء والحجارة كما كانت رقبته مكسوره بعدها سمعنا ضحكة غريبة انبثقت من الضباب وشعرنا بأنها لم تكن ضحكة لرجل حي وقد كنت وهنري مذعورين بشدة . سألتنا الشرطة العديد من الاسئلة ولم يتمكنوا من العثور على قاتل باكستون المسكين ولم نخبر انا وهنري الشرطة بما عرفناه عن هنري فلن يصدقونا كما انني وهنري لم نعد الى ذلك المكان الرهيب بحثاً عن تاج انجليا ان التاج الآن في مكان آمن ونعرف ذلك المكان ولكننا لم نكن على استعداد للقاء شبح الحارس لهذا التاج وليام آجر . هامش : المؤلف : كاتب انجليزي المترجم : معيد في كلية التربية صبر .. جامعة عدن