مرافىء
[c1]هل يكون لليمن مهرجانها الثقافي![/c]ما الذي ينقص اليمن لكي يكون لها مهرجانها الثقافي أسوة بالدول العربية التي صار لأغلبها مهرجانات سنوية تشتهر وتفتخر بها؟!سؤال يلح على ذهني،وربما أذهان كثيرين غيري كل ما رأينا مهرجاناً من تلك المهرجانات وفعالياتها في بيوتنا،بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة بسبب ثورة العلم والتكنولوجيا والاتصالات التي تفاجئنا في كل لحظة بالجديد المذهل..وبتنا نسأل ما الذي ينقصنا في اليمن لكي يكون لنا مهرجان كتلك التي تقام في البلاد العربية القريبة منا والبعيدة..الأردن يشتهر بمهرجان جرش..وسلطنة عُمان بخريف صلالة..والكويت بـ”هلا فبراير”..والسعودية بمهرجان”الجنادرية.” والإمارات بمهرجان دبي العالمي للتسوق..وبصيف دبي.وسورية بمهرجان الأغنية السورية الذي يقام في حلب.وبمهرجان دمشق السينمائي..ومصر بمهرجان الإسكندرية السينمائي وتونس بمهرجان قرطاج السينمائيوقس على ذلك العديد من الدول العربية التي أصبح لكل منها مهرجانها الثقافي الذي ارتبط أما باسمها،أو باسم مدينة من مدنها الشهيرة..وفي حين تخصصت بعض هذه المهرجانات بفن بعينه كالسينما،أو الغناء،أو المسرح.فإن البعض الأخر جمع ما بين عدة فنون.والبعض ضم إليها متعه التسوق كما هو حال مهرجان دبي العالمي،وهو ما يتفق مع طابع مدينة دبي كمدينة للتجارة الحرة،وكمركز مالي واقتصادي يجتذب اهتمام الدول والشعوب من كل العالم.فبات السؤال طبيعياً:لماذا تبقى اليمن استثناءً،وتقف على الهامش؟مع إنها تزخر بشتى أنواع الفنون،من مسرح،وغناء بكافة أنواعه،ورقص شعبي متعدد الألوان،وشعر شعبي،وغير ذلك من الفنون بالغة التنوع والثراء.!والدولة معنية قبل غيرها بالنهوض الثقافي،بل أن ذلك من واجباتها الأساسية.ونعتقد أن مهرجاناً ثقافياً من هذا النوع سيكون مجالاً خصباً لإظهار وإحياء هذه الفنون والإبداعات المرتبطة بصميم تراثنا الثقافي والفني.كما أنه فرصة متجددة لإطلاق طاقة التنافس الشريف بين أصحابها من المبدعين،ومنح الفرصة لظهور مواهب جديدة وإبداعات جديدة.ولعل كثرة وغنى الفنون وتنوعها في اليمن لا يكفي معه إقامة مهرجان واحد،بل توزيعها على كثير من المهرجانات،وقد لا تستوعبها كلها مدينة واحدة،بل نشرها على أكثر من مدينة.فيكون عندنا مهرجان للمسرح،وآخر للأغنية الذاتية،وثالث للأغنية الحديثة،ورابع للرقص الشعبي،وسادس،وسابع،وثامن..ونختار لكل فن من هذه الفنون مدينة تربط به،ويكون اختيارنا لها مدروساً من النواحي التاريخية والثقافية،والعناصر الجاذبة،وغيرها من المعايير التي تعطي لهذه المدينة أو تلك شرف إطلاق اسمها على هذا المهرجان أو ذاك.كما يمكننا أن نسمي المهرجان بـ (مهرجان اليمن الثقافي) فلا يرتبط بمدينة بعينها،بل ننقله كل سنة إلى مدينة من المدن اليمنية التي يقع الاختيار عليها لتكون (مدينة للثقافة اليمنية) وذلك بموجب مواصفات وفعاليات محددة تتنافس فيها أكثر من مدينة أن لم يكن كلها،ومن يحالفه الفوز منها يقع عليها الاختيار.أن الهدف من إقامة مهرجان ثقافي كهذا الذي نقترحه،ليس تقليداً للمدن العربية في مهرجاناتها الثقافية والفنية بل خلق مناخ ثقافي،وزحم حياتي يثري ثقافتنا وفنوننا اليمنية.والقضية ليست قضية إطلاق مهرجان للتباهي أو الفرجة أو البهرجة،بقدر ما هي قضية طرح حية ونابضة تستوعب الحراك الاجتماعي والثقافي،وفي وضع خطط وصوغ برامج تؤدي إلى تحسين ظروف الإنتاج الثقافي والفني،ورفع العوائق والأعطال التي تحول دون ظهور أعمال إبداعية جديدة.كما أن المهرجان سيكون فرصته لإنقاذ حياتنا من حالة الركود إلى حالة التفاعل،وخلق التواصل بين تراثنا الذي يزخر به اليمن في كل مدنه ومناطقه،وبينه وبين النماذج الجديدة سواء كانت على مستوى المحلي،أو العربي،أو العالمي.وباختصار فإن المهرجان سيكون مجالاً لإطلاق كل الطاقات الإبداعية،ولإبراز ما يزخر به اليمن من فنون في شتى المجالات،وما تشمل عليه من تنوع ثر،وهو في الوقت نفسه مناسبة للفرح الإنساني البهي.نضع هذا المُقترح أمام وزير الثقافة الأستاذ خالد الرويشان.ونعتقد أن التجربة التي خرج بها من عام(صنعاء عاصمة للثقافة العربية) ستكون دافعاً كبيراً يحفزه لتبني الفكرة بعد مناقشتها ودراستها مع المعنيين بالشأن الثقافي والفني،فيكون لليمن مهرجانها الثقافي،أو مهرجاناتها الثقافية كصورة من صور الاهتمام الدائم والمستمر بالثقافة والفنون اليمنية.