في الفترة (29 ـ31) يناير الجاري وتشمل محافظات الجمهورية كافة
حملة التحصين الوطنية في عموم الجمهورية
*شلل الأطفال مرض خطير تسبب مضاعفاته الإعاقة إذا لم يتعرض الطفل للوفاة*المناعة الكاملة لأطفالنا من المرض لا تتحقق إلا بتكرار الجرعات سبع مرات فأكثر*التأكد من حصول الأطفال على قطرات اللقاح في كل جولة هو الضمان للوقاية من المرض إعداد / بشير الحزميفي إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها بلادنا لتأمين الحماية والرعاية الصحية الكاملة لأطفالنا وتنفيذ كافة البرامج الصحية المعتمدة ووفاءً لهم بالتزاماتها وتعهداتها الدولية بأن تكون اليمن خالية من شلل الأطفال..دشنت في عموم محافظات الجمهورية الجولة الأولى من الحملة الوطنية الموسعة للتحصين ضد شلل الأطفال لهذا العام 2006م والتي تنفذها وزارة الصحة العامة للسكان لمدة ثلاثة أيام متتالية من 29 وحتى 31 يناير الجاري وتهدف إلى تحصين أربعة ملايين طفل وطفلة دون سن الخامسة في عموم محافظة الجمهورية.صحيفة 14 أكتوبر وهي تواكب هذا الحدث وتتفاعل معه تضع أمام قرائها الكرام بعض المعلومات والحقائق حول شلل الأطفال والسبل الكفيلة بحماية أطفالنا منه.يعد شلل الأطفال من أمراض العصر القديم.. وقد ظل هذا المرض عبر التاريخ مرضاً مخيفاً نجمت عنه مئات الألوف من حالات الشلل في جميع أنحاء العالم حتى تم اكتشاف لقاح ضده في خمسينيات القرن العشرين.وشلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) هو مرض فيروسي حاد تتراوح حصيلته ما بين عدوى خفية وبين مرض شللي قد يقضي إلى الوفاة إن أصاب أعصاب الجهاز التنفسي أو غيرها من أعصاب العضلات الحيوية وهو يؤدي في معظم الحالات إلى شلل رخو في أحد الساقين أو كليهما.. وهذا المرض يسببه فيروس ضاري توجد منه ثلاثة أنماط أو أنواع وهي غالباً ما تسبب شلل الأطفال، غير أن النمط الأول هو أكثر إحداثاً للشلل، وبمجرد أن يدخل هذا الفيروس إلى جسم الإنسان فإنه يتجه بصفة خاصة إلى مهاجمة الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي والدماغ مما ينتج عنه إتلافها.الملامح الوبائية للمرضتؤكد المعلومات المتاحة أن فيروس السنجابية Poliovirus لا يصيب إلا البشر فقط وهو ينتشر أساساً عن طريق وصول التلوث البرازي إلى الفم ولا سيما في المناطق التي يتدني فيها مستوى الأصحاح أما في البلدان التي يرتفع فيها مستوى الإصحاح فإن العدوى عرضة للإصابة بالمرض هم الرضع والأطفال دون السنة الخامسة من العمر، ولقد كان مرض شلل الأطفال موجوداً في جميع بلدان العالم قبل استخدام اللقاحات المضادة لشلل الأطفال ومنذ ذلك الحين أخذ المرض يختفي في البلدان التي طبقن برامج وطنية قوية للتطعيم على نطاق واسع وفي كثير من البلدان يعتبر المرض موسمياً، إذ يكون أكثر حدوثاً في موسم إرتفاع الحرارة والرطوبة وعندما يصاب أي شخص بنمط معين من فيروسات السنجابية فإنه يكتسب مناعة ضد هذا النمط تستمر طوال حياته، ولكن لا توجد مناعة تبادلية بين الأنماط المختلفة للفيروس.
مدى انتشار المرضيقدر أن ما بين عشرة وعشرين مليوناً من الأشخاص من جميع الأعمار يعيشون بشلل الأطفال في العالم ومنذ استخدام اللقاحات المضادة لشلل الأطفال أخذت الحالات في الاختفاء سريعاً في كثير من بلدان العالم التي تصل فيها التطعيمات الروتينية إلى نسب مرتفعة بين الرضع وصغار الأطفال، فلقد سجلت اخر إصابة بهذا المرض في البلدان الأمريكية عام 1991م، كما أن بلدان غرب المحيط الهادي ومن بينها الصين أصبحت الآن خالية تماماً من هذا المرض.ولكن هذا المرض لا يزال مستوطناً في بلدان كثيرة تشمل العديد من بلدان أفريقيا وشبه القارة االهندية وجنوب شرق آسيا، وفي إقليم شرق المتوسط تحررت من هذا المرض بلدان عديدة بينما لا يزال المرض يتوطن في بلدان أخرى، وتتناقص الحالات المبلغة سريعاً مع استمرار الجهود الفعالة ضد المرض في جميع أنحاء العالم.علامات المرضإن شلل الأطفال مرض خطير تكمن خطورته في مضاعفاته التي عادة ما تسبب الإعاقة للطفل المصاب، هذا إذا لم يتعرض للوفاة، وهذا المرض هو مرض فيروسي حاد يؤدي إلى التهاب سنجابية النخاع وتتراوح شدته من العدوى المستترة إلى مرض شللي والعدوى المستترة تمثل 90 إلى 95 من إجمالي الإصابات، ويصيب الأطفال لا سيما حديثي الولادة وتمتد مدة حضانة المرض من 4 إلى 14 يوماً.وللمرض ثلاث علامات سريرية هي :- النوع المجهض «الخفيف».- التهاب سنجابية النخاع اللاشللي.- التهاب سنجابية النخاع الشللي.أعراض المرضوتتمثل أعراض الإصابة بهذا المرض في النوع المجهض بغثيان ونعاس وصداع والتهاب في الحلق وفقدان للشهية مدة تتراوح من 1 - 4 أيام وقيء ونادراً إسهال.أما في النوع الثاني فيلي الأعراض المذكورة أعلاه الإلتهاب السحائي وتكون أعراضه الحمى والصداع الشديد والقيء والإمساك وآلام الأطراف والعضلات وتيبس الظهر والعنق مع عدم ظهور شلل.وفي النوع الثالث «الشللي» يعقب الأعراض السابقة شلل رخو يصيب أياً من عضلات الجسم ويحدث عادة في الأطراف السفلية.أما المضاعفات لهذا المرض فهو حدوث شلل لعضلات التنفس أو البلع وقد يؤدي للوفاة.طرق العدوىينتقل المرض من شخص مصاب إلى آخر عن طريق :- التماس المباشر مع مفرزات الحلق أو إبراز الشخص المصاب بالعدوى.- العدوى عن طريق الأدوات الملوثة ببراز الشخص المصاب بما في ذلك مياه الشرب والأطعمة الملوثة.- مخالطة طفل مصاب قبل ظهور المرض بأسبوع واحد وحتى إنقضاء أربعة أسابيع بعد فترة النقاهة حيث يكون المرض سارياً خلال هذه الفترة وتكون القابلية للعدوى عامة ولكن الإصابة بالمرض الشللي نادرة.طرق الوقايةمن الثابت أن أي شخص ليست لديه مناعة ضد هذا المرض يمكن أن تصيبه العدوى في أي وقت، ويمكن اكتساب المناعة ضد هذا المرض من خلال مقرر كامل من التطعيمات وذلك بإعطاء الأطفال دون سن الخامسة من العمر اللقاح الموهن للفيروسة السنجابية «نقطتين بالفم» في ثلاث جرعات يفصل بين كل جرعة 4 أسابيع ويعطي عند الولادة جرعة تمهيدية.ومن طرق الوقاية أيضاً الالتزام بتطبيق قواعد النظافة العامة والتخلص بطريقة سليمة من مفرزات الحلق والبراز وتطهير جميع الأدوات الملوثة، وفي حالة حدوث الشلل توفير المعالجة الفيزيائية اللازمة، إلى ذلك يجب تبليغ السلطات الصحية المحلية من وجود الإشتباه بحالة شلل الأطفال، وهذا التبليغ إجباري بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة لإتخاذ التدابير الوقائية وتحصين جميع الأطفال دون سن الخامسة من العمر المحيطين بالحالة أو عمل حملة للتطعيم باللقاح الموهن عند تفشي الإصابة.عواقب الإصابة بشلل الأطفالتعتبر معدلات الوفاة بين المصابين بشلل الأطفال منخفضة وهي عادة تكون أقل من 50 وغالباً ما تنجم الوفاة عن فشل الجهاز التنفسي، أما الشفاء من الإصابات الشللية فيوقف على تأثر العضلات، فبعد بداية المرض بستة أسابيع يختفي معظم التلف العصبي القابل للتحسن، أما العضلات التي تظل مشلولة بعد الأسابيع الستة فيرجح أنها تبقى مصابة بشلل دائم، وأي تحسن قد يحدث بعد ذلك سوف يكون طفيفاً ويعتمد على تضخم حجم العضلات وتدريبها وليس على إستعادة وظائف الخلايا العصبية.كيفية تلقيح الأطفال ضد شلل الأطفالتكتسب المناعة من شلل الأطفال عن طريق التلقيح، ومن الأهمية أن يبدأ تلقيح الطفل في أقرب وقت ممكن بعد ولادته وفي كل بلد من بلدان العالم يوجد جدول لتلقيح الأطفال وهذا الجدول يكون معتمد رسمياً من قبل السلطات الصحية فيه.ويوجد نوعان من لقاحات شلل الأطفال، اللقاح الحي الموهن (المضعف) الذي يعطي بالفم (o pv) واللقاح المقتول الذي يعطي حقناً (i p v) ، واللقاح الفموي هو النوع الذي يستعمل على نطاق واسع وهو يحضر من ذراري خاصة تختلف عن ذراري الفيروس الضاري الذي يسبب المرض.وعند إعطاء اللقاح الفموي لجميع الأطفال في نفس الوقت، كما يحدث في الحملات التي تعرف بالأيام الوطنية للتحصين، فبالإضافة إلى تحقيق الحماية الشخصية ضد المرض، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إبادة أية فيروسات ضاربة تكون سارية في المجتمع، ويقيم حائلاً فعالاً أمام انتشارها.. ولهذه الأسباب يعتبر اللقاح الفموي هو اللقاح المفضل للقضاء على شلل الأطفال.لا موانع ضد التطعيم باللقاح الفمويتكاد لا توجد أية موانع ضد التطعيم باللقاح الفموي للأطفال، وينبغي أن لا يؤجل التطعيم إلا في الحالات المرضية الشديدة التي تتطلب معالجة الطفل داخل المستشفيات.وصول التطعيمات الموصى به للتطعيم الأولى يتضمن ثلاث جرعات من اللقاح الفموي تفصل كلاً منها عن الأخرى مدة 4 - 8 أسابيع، بحيث يبدأ إعطاء اللقاح عند بلوغ الطفل 6 - 8 أسابيع من العمر، وبالإضافة إلى هذا التطعيم الأولي يوصى بإعطاء الطفل جرعات تعزيزية، وفضلاً عن ذلك يعطي جميع الأطفال دون السنة الخامسة من العمر، في الأيام الوطنيةللتطعيم، جرعتان من اللقاح تفصل بينهما 4 - 6 أسابيع، بصرف النظر عن ما سبق أن تناولوه من تطعيمات أخرى سابقة.مخاوف وأسئلة وإجابات شافية ومقنعةتظهر في كثير من الأحيان العديد من الأباء والأمهات بعض المخاوف والعديد من الأسئلة والإستفسارات ذات الصلة بعملية التحصين ضد شلل الأطفال خصوصاً خلال الحملات الوطنية الموسعة ضد شلل الأطفال والتي غالباً ما تكون بحاجة شديدة إلى توضيح وإجابات شافية ومقنعة، من ذوي الرأي والإختصاص لأنها إن لم تجد من التوضيح والإجابات ما يجلى عنها تلك المخاوف التي تؤثر سلباً على تفاعل المواطنين مع حملات التحصين وبالتالي على نجاح تلك الحملات وخلافاً لذلك فقد يكون العكس أيضاً وذلك إذا وجد ما يبدد تلك المخاوف ويزيل الغموض عن تلك الأسئلة أو الإستفسارات وذلك بالتوضيح الكامل والإجابات الصحيحة والسليمة فإنها سوف تؤثر إيجابياً على تفاعل المواطنين مع هذه الحملات وعلى نجاح التحصين.ومن تلك الأسئلة والإستفسارات التي قد تطرح نفسها عند بعض الأباء أو الأمهات حول الحملة الوطنية الموسعة ضد شلل الأطفال مثلاً ما يردده البعض (هل اللقاح ضد شلل الأطفال مأمون العواقب بالنسبة للطفل؟، ولماذا يحتاج الطفل إلى جرعات متكررة من هذا اللقاح؟، ماذا يحدث للطفل إذا أعطي قطرات كثيرة من لقاح شلل الأطفال؟، هل يتسبب لقاح شلل الأطفال في العقم؟، لماذا أصيب بعض الأطفال بشلل الأطفال مع أنه قد أعطيت لهم عدة جرعات ضد هذا المرض؟، هل هناك خوف من تحصين طفل مريض بلقاح شلل الأطفال؟)،، فلكل من يرد في ذهنه من الأباء والأمهات أحد تلك الأسئلة أو الإستفسارات نقول له بأن الإجابة على تلك الأسئلة والإستفسارات والتي جادت على لسان ذوي الرأي والاختصاص هي على النحو التالي :-بالنسبة للسؤال الأول هل اللقاح مأمون العواقب بالنسبة للطفل فإن الإجابة هي نعم أن اللقاح ضد شلل الأطفال مأمون تماماً، ففي اليمن كما هو الحال في جميع دول العالم هناك ملايين من الأطفال يتم تحصينهم كل عام ضد هذا المرض من دون آثار ضارة ولم يتأذ أي مولود من هذا اللقاح بل على العكس فهو يوفر الحماية للطفل.وعن سبب إحتياج الطفل إلى جرعات متكررة من لقاح شلل الأطفال فإنه ورداً على ذلك يقول المختصون أن الطفل يحتاج إلى جرعات متكررة حتى يكتسب الحماية الكاملة ضد الفيروس المسبب لهذا المرض، وهذا الفيروس لا يزال نشطاً لأننا لم نحصن كل الأطفال تحت سن الخامسة والذين هم أكثر الفئات عرضة لهذا الفيروس ويمكن قطعاً القضاء عليه إذا تم تحصين جميع الأطفال بجرع اللقاح ضد شلل الأطفال، ولأنه لا يزال فيروس شلل الأطفال الوافد نشطاً جداً في اليمن، فمن هنا تأتي ضرورة إعطاء الطفل عدة جرعات لأكثر من مرة ولكل طفل في اليمن.وكلما أعطى الطفل قطرات أكثر كلما كان ذلك أفضل له لبناء مقاومة أقوى ضد المرض.وعن تسبب لقاح شلل الأطفال في العقم يؤكد المختصون أنه لا يتسبب قطعاً هذا اللقاح في إحداث العقم وأن هذا اللقاح لا يحدث أي شيء مضر وأن ما يقوم به اللقاح هو حماية الطفل من الإصابة بالفيروس.وعن سبب إصابة بعض الأطفال بشلل الأطفال مع أنه قد أعطيت لهم عدة جرعات ضد هذا المرض يقول المختصون أن المناعة الكاملة لا تتحقق للطفل إلا بتكرار الجرعات لسبع مرات فأكثر، ومع هذا فإن التأكد من حصول أطفالكم على قطرات اللقاح في كل جولة يظل هو أنسب طرق الوقاية.كما أن هناك أيضاً عوامل أخرى مساعدة، أحدها مناعة أفراد المجتمع كاملاً لأنه إذا ظل هناك طفل لم يحصن ضد هذا المرض فإن هذا الطفل يعرض كل طفل اخر لخطر الإصابة.. وبالتالي فإن التحصين الروتيني يمنح الأطفال قوة إضافية كما أن التغذية والنظافة هي أيضاً من العوامل الهامة في تقوية الجهاز المناعي للطفل.أما بشأن التخوف من تحصين طفل مريض بلقاح شلل الأطفال فإنه إذا كان المرض من الأمراض الشائعة مثل الإسهال أو نزلة برد أو الحصبة.. الخ.. فليس هناك أدنى خوف من تلقيح الطفل، وليس للقاح أثر سلبي على صحة الطفل وفي حالة ظهور أعراض سلبية فهي نتيجة مرض قائم وليس بسبب لقاح شلل الأطفال.