الدكتور/ خالد غيلان- استشاري طب الأطفال لصحيفة( 14 اكتوبر ) :
لقاء/ وهيبة العريقي البعض تروقه الخرافات والترهات الموروثة من الماضي، عليها تجدين- على محمل الظن- للتخفيف من وطأة وتبعات الإصابة بالحصبة، بينما لا علم له بالحد الأدنى مما يجب معرفته حول سبل رعاية المصابين بهذا المرض، وهو ما يفسر تدهور حالة الكثير من المصابين بالمرض نتيجة الإحجام والعزوف عن عرض المصابين بالحصبة على الأطباء لتلقي العلاج اللازم والمشورة الصحية.وعلى المحك في اللقاء الذي جمعنا بالدكتور/ خالد غيلان سعيد- استشاري طب الأطفال- توضيح ما يحب إيضاحه عن داء الحصبة الوخيم من حقائق ومعلومات أساسية وما يلزم لوقاية منه وللحد من الإصابة وكذا بيان ما يتطلبه المرض والمصابين من رعاية منزلية خاصة مع وقاية المحيطين بهم من العدوى..فإلى ما ودر في هذا اللقاء...[c1]ملامح المرض [/c]- مرض الحصبة يثير مخاوف الكثيرين وخصوصاً الآباء والأمهات خشية أن ينال أطفالهم مكروه من جراء إصابتهم بهذا الداء.. ما الذي يحتم على الجميع معرفته عن هذا المرض؟- بادئ ذي بدء يجب أن يعي الناس جيداً أن الحصبة مرض سريع العدوى يتمتع بقدرة كبيرة على الانتشار والانتقال عبر استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء المنبعث من فم أو أنف المصاب بهذا المرض بفعل العطاس أو السعال، أو عند استعمال بعض المتعلقات الشخصية للمريض، كالمناديل والمناشف وكافة الأشياء التي يقع عليها شيء من إفرازات أنف المصاب أو لعابه..وعلى إثر تلقي العدوى لا تظهر أعراض المرض مباشرة، فهناك فترة حضانة للمرض، ونعني بها الفترة الواقعة بين تلقي الإصابة وظهور الأعراض، وهي تتراوح بين (12-8 يوماً) وتصل في المتوسط إلى (10 أيام).- يتعذر على الكثيرين التعريف على أعراض الإصابة بالحصبة للتشابه بينما وبين أعراض أمراض أخرى كالحصبة الألمانية؟ميزة أعراض وعلامات الإصابة بالحصبة، ظهور الحمى والزكام والرشح واحمرار العينين والتهاب الجفون والصداع والسعال الجاف وفقدان الشهية،ومعها أيضاً يشعر المريض بالأرق والتعب، وتظهر لديه في الغشاء المخاطي المبطن لفم بقع بيضاء أشبه بحبيبات الملح.تستمر الحمى المصاحبة لأعراض الإصابة بالحصبة مدة ثلاثة أو أربعة أيام، يتبعها طفح جلدي يبدأ خلف الأذنين وفي الوجه والرقبة، ثم ينشر تدريجياً في الجسم كله.وهذا الطفح الجلدي يظهر على شكر بقع ذات لون أحمر تتجمع على شكل دوائر أو بقع محببة تتسع بمرور الوقت أكثر فأكثر مصحوبة بحمى تستمر ليومين أو ثلاثة أيام، ليبدأ بعدها التماثل للشفاء حيث تتحسن الحالة العامة للطفل، فيزول الطفح الجلدي ذو اللون الأحمر تدريجياً ويتحول إلى أو أسمر مصحوباً بقشور، كما تعود درجة حرارة الجسم إلى طبيعتها.وهذا بالطبع ينطبق على الحالات العادية التي تقف بهم الأعراض عند هذا الحد وتنتهي ولا يصل بهم الحال إلى المضاعفات.[c1]مضاعفات وانتكاسات[/c]- لدى تطور الإصابة بالحصبة إلى مرحلة المضاعفات.. ما أشكال المعاناة التي تنتج عنها عموماً؟- للحصبة مضاعفات خطيرة في حال عدم تلقي اللقاح الوافي من هذا المرض، وهي شديدة الوطأة على من هم دون السنتين من العمر، وكذا البالغين فوق سن العشرين في حال عدم تلقيهم للقاح الحصبة مسبقاً.وأبرز ما تقود إليه الإصابة بالحصبة من مضاعفات وأضرار:-- التهاب الجهاز التنفسي الحاد وما يرافقه من ضيق في التنفس والتهاب رئوي شديد (ذات الرئة).- الجفاف.- التهاب الأمعاء.- الإسهال المزمن، وسوء التغذية.غير أن بقاء الإسهال لمدة طويلة دون توقف من شانه أن يؤدي إلى إضعاف تغذية الطفل وفقد جسمه العناصر اللازمة للنمو، مثل البروتينات وبالتالي يقل وينخفض وزنه بالإضافة إلى أن هناك مضاعفات أخرى تسببها الحصبة تؤدي إلى إعاقات وهي :- التهاب القرنية والإصابة بالعمى لتسبب المرض إذا ما اشتد بنقص حاد في مخزون الجسم من فيتامين (أ) الذي يشكل عنصراً هاماً لزيادة مناعة الجسم وحماية العينين.- التهاب الأذن الوسطى المؤدي للصمم.- تأذي الدماغ.العناية بالمريض- أن يحاط المريض بالحصبة برعاية منزلية أمر إيجابي.. بما تنصح الأم أو الأب توفيره للطفل أو الأطفال المصابين بالحصبة من رعاية بالمنزل من شانها أن تساعد في تعجيل الشفاء؟ - يظل المريض بالحصبة بحاجة إلى رعاية منزلية خاصة، ويتعين على الوالدين حفه برعاية متكاملة بإعطائه المزيد من السوائل لمنع تعرضه للجفاف وسوء التغذية، وتغذيته بأغذية سليمة غنية بالفيتامينات، خصوصاً فيتامين(أ) الداعم مناعة الطفل في مقاومة المرض وغيره من الإمراض إلى جانب الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية الأخرى اللازمة لصحة ونمو الجسم. ونؤكد هنا على ضرورة إعطائه أيضاً المزيد من السوائل، كالماء والحليب والعصائر الطبيعية الطازجة لتعوض الجسم بالسوائل التي فقدها أثناء الحمى.وفي حال بقاء حرارة الجسم مرتفعة بعد ظهور الطفح الجلدي واختفائه بسبب الإصابة بالحصبة، أو إذا شكا الطفل من وجع في أذنه أو عانى من صعوبة في التنفس، أو ظهرت لديه تشنجات لزم استشارة الطبيب تلافياً لوقوع انتكاسة أو أي ضرر لا قدر الله.كما يجب إبقاء الطفل المريض معزولاً في غرفة جيدة التهوية، والاهتمام بنظافة أنفه ووجهه وعينيه باستمرار، واللجوء إلى استخدام كمادات باردة ومسكنات الحرارة عند اللزوم، حتى لا يشكل مصدر عدوى للأطفال المخالطين له ومن يعيشون بقربه.[c1]موروثات الماضي [/c]- عدم الاغتسال خوفا على المريض والمبالغة في تدفئته وإلباسه الملابس الحمراء وحجبه عن الضوء وغيرها ذلك مما توارثه الناس عن أسلافهم.. أليس فيها ما يجدي للتخفيف من آثار المرض أم أنها مجرد خرافات ليس إلآ؟- تستهوي بعض الآباء والأمهات خرافات يسترشدون بها في كيفية الوقاية من أعراض الحصبة واتقاء مضاعفاتها، ويظل من الصعب إقناع الكثيرين ببطلانها وعدم صحتها وآخرون يصرون على حرمان أطفالهم من التطعيم باللقاح المضاد للحصبة.وهناك من غلب عليه الظن بأن الماء فيه مضرة شديدة إذا ما وقع على جسم الطفل المريض بالحصبة أو إذا اغتسل به، لا يدرك أن هذا خطأ له مردود عكسي يؤثر سلباً على صحة المصاب.فنظافة الطفل مقرونة بالماء إلى جانب أن الكمادات مطلوبة، وهي تبلل بالماء البارد لخفض درجة حرارة الجسم المرتفعة (الحمى) كذلك إعطاءه السوائل بكثرة يعد ضرورة من ضرورات العلاج.والاعتقاد بأن من الضروري إلباس الطفل المريض بالحصبة ملابس حمراء وإبقاءه في غرفة مغلقة النوافذ.. سيئة ومعتمة لحجب الضوء عن المريض خشية عليه، ظناً منهم بأن الضوء يؤدي عيني المصاب بالحصبة، هم مخطئون كذلك فلا صحة لهذا التصرف لأن له مساؤئ كثيرة على الصحة. وما يراه بعض الناس أنه أمر ضروري لحماية المصاب بالحصبة، كالمبالغة في التدفئة وإحكام إغلاق الأبواب والنوافذ وتغطية المريض بأكثر من بطانية وإلباسه ملابس ثقيلة.. نجده على العكس يزيد من حدة الحمى بدلاً من خفضها، يؤدي أيضاً إلى تفاقم أعراض الحصبة ويضعف عملية التهوية والحصول على هواء نقي.[c1]التحصين للوقاية [/c]- مواكبة لحملة التكميلية ضد مرض الحصبة في بعض المحافظات التي تقرر تنفيذها في الأيام القليلة القادمة خلال الفترة من (29-24 يناير 2008م) للأطفال من (9 أشهر-5أعوام).. ما فحوى الرسالة التي تقدمها في هذا الإطار؟- تأمين الوقاية للأطفال من الإصابة بالحصبة نقطة حاسمة لحمايتهم من الإصابة بالمرض، ويتعين على الإباء والأمهات خلال الحملة التكميلية نحو القضاء على مرض الحصبة أن يكونوا حريصين غاية الحرص على تطعيم أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين (9أشهر- 5أعوام) حتى من سبق تحصينه ضد هذا المرض: فالحملة هذه- على حد علمي -لن تكون من منزل إلى منزل وإنما يأتي تنفيذها في المدارس عموماً والمرافق الصحية والمواقع المختلفة التي تعلن عنها وزارة الصحة العامة والسكان بمحافظات (الحديدة- حضرموت الساحل- حضرموت الوادي والصحراء - صعدة - المهرة).