العالم العربي مستاء من الترسانة النووية المفترض وجودها في إسرائيل
بيروت / عواصم / متابعات :أثار تجدد الاهتمام العربي بالطاقة النووية مخاوف من احتمال أن يؤدي الطموح النووي الايراني الى سباق جديد للتسلح في منطقة الشرق الاوسط التي تعاني بالفعل من الاضطرابات.ولا تخفي الدول السنية في المنطقة الحليفة للولايات المتحدة قلقها ازاء تزايد النفوذ الايراني والشيعي في المنطقة الى جانب المخاوف من احتمال سعي طهران الى الحصول على أسلحة نووية.وبالرغم من أن تلك الدول ودولا عربية أخرى من المحيط الى الخليج تقول إنها لن تتبنى سوى برامج سلمية فان بعضها قد يرغب أيضا في الحصول على هذه التكنولوجيا لتصبح لديه القدرة على الرد في حالة تمكن ايران من صنع قنبلة نووية وليس مجرد بناء وتشغيل محطات الطاقة التي تقول طهران انها تسعى اليها.ويشعر العالم العربي أيضا باستياء من الترسانة النووية المفترض وجودها في اسرائيل رغم أنه ظل يتعايش مع هذا التهديد لعقود.قال دبلوماسي في فيينا على اطلاع بما يجري في الوكالة الدولية للطاقة الذرية "من الواضح بعد أن أعلنت اسرائيل امتلاكها قدرات نووية الى جانب المطامح الايرانية أن هناك مخاوف من أن تؤدي حملة عربية للطاقة النووية الى سباق للتسلح النووي في المنطقة."ولكن هناك عقبات لا يمكن الاستهانة بها مثل التكلفة والمعرفة بالتكنولوجيا واجراءات التفتيش الدولية التي ستواجه أي قوة عربية تسعى للحصول على الطاقة النووية. وكانت هناك دول عربية حاولت امتلاك قدرات نووية مثل مصر والعراق وليبيا وكلها تخلت عن تلك المحاولات.وتورد الدول العربية مبررات اقتصادية لسعيها للخيار النووي في استراتيجيات الطاقة الطويلة الامد للمحافظة على مخزون الوقود الاحفوري الاخذ في التقلص وتلبية المطلب المتزايد في وقت تنمو فيه اقتصاديات تلك الدول ويرتفع عدد السكان.وقال محمود نصر الدين المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية "هناك دول لديها نفط وربما لا تتعجل بدء برنامج لبناء محطات نووية في التو ولكنها مهتمة بدراسات الجدوى."وأضاف "من الحكمة بدء التفكير في تنويع مصادر الطاقة.. الطاقة الشمسية أو الرياح أو الطاقة النووية."ومثل هذا المنطق سليم كما يقول هانز هولجر روجنر مدير قسم التخطيط والدراسات الاقتصادية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وسينفد مخزون الوقود الاحفوري في الدول العربية يوما ما. وستتيح الطاقة النووية تصدير نصيب أكبر من النفط والغاز مما يزيد من ايرادات العملة الصعبة ويساعد في مواجهة ظاهرة ارتفاع حرارة الارض.وقال روجنر انه حتى الدول التي تصدر النفط على نطاق محدود يمكنها تدبير موارد كافية لتطوير طاقة نووية.ومضى يقول "من الامور المهمة أن الصين مستعدة للمساعدة في نقل التكنولوجيا النووية مقابل الحصول على النفط. وفيما يتعلق بالموارد المالية علينا أن نسأل ما هي تكلفة عدم امتلاك طاقة نووية" في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز والفحم.وربما يكون لهذا المنطق ما يبرره بالنسبة لمصر والدول المجاورة في شمال افريقيا ولكن يصعب تقبله بالنسبة للدول النفطية الكبيرة والتي أعلنت العام الماضي خططا لاقامة برنامج للطاقة الذرية مع شركائها.قال مارك فيتسباتريك وهو خبير في الحد من التسلح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إن فكرة "الحاجز الأمني" في مواجهة إيران يطغى على التفكير النووي العربي.ومضى يقول "الآثار المتداعية من الأسباب الرئيسية التي تدعونا جميعا للقلق بشأن حصول إيران على قدرات لإنتاج أسلحة نووية... إنه احتمال وارد جدا."ويتزامن تجدد الاهتمام العربي بالطاقة النووية مع حملة تشنها واشنطن لتعبئة كل الحلفاء من الدول العربية لمواجهة إيران بدلا من التشجيع على الحوار بهدف التوصل إلى تسوية.ومضى يقول "ليس من مصلحة الأمريكيين التوصل لمثل هذا الحل الوسط وسيريدون من العرب التصدي والاحتشاد في مواجهة الإيرانيين."ويقول محللون إن بعض الدول العربية تريد أن تضع تصورا لما يمكن أن يحدث في حالة امتلاك إيران قنبلة نووية.وقال الدبلوماسي المقيم في فيينا والمطلع على شؤون وكالة الطاقة الذرية إن خطر انتشار الأسلحة النووية قائم "عندما تنسحب العقلانية من المعادلة. ولكن سيظل من الضروري تحقيق توازن بين المخاطر الفعلية وكل المزايا الأخرى التي تصطحبها الطاقة النووية وضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي سيجري تطبيقها بصورة كاملة."وربما تصر الدول الموردة للتكنولوجيا النووية على ألا تحاكي الدول العربية إيران بتبني أنشطة ذات أغراض مزدوجة يمكن استخدامها في صنع القنابل مثل تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة.كما أنها ربما تضغط على الدول العربية للتوقيع على البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي والتي تنص على إجراء وكالة الطاقة الذرية عمليات تفتيش بعد قليل من إخطار الدول المعنية بها وذلك للتأكد من عدم وجود أي برنامج عسكري سري.ولدى مصر بالفعل عروض تعاون من الصين وروسيا وقازاخستان في المجال النووي وربما تحذو دول غربية حذو الدول الثلاث.وقال المحلل فيتسباتريك "إذا ما قبلت مصر البروتوكول الإضافي وتخلت عن حقها في التخصيب والمعالجة فإن الولايات المتحدة ستكون راغبة جدا في مد يد العون."