أنشأت الحكومة اليمنية العديد من الجامعات التي تساهم _ بشكل مباشر _ برفد السوق اليمنية بالكفاءات العلمية في جميع المجالات فأصبح الآن من الطبيعي وفي كل الميادين أن تجد اليمني طبيباً ومهندساً وعاملاً بل أنّ العربي أو الوافد أصبح من المستغرب وجوده في ظل الزخم الهائل من العمالة الوطنية وهذه بحد ذاتها ثروة نفخر بها، ولكن السؤال هنا هل التعليم الجامعي في اليمن ينافس الدول المتقدمة حضاريًا؟ وهل الطالب الجامعي في اليمن يلقى الاهتمام والرعاية كما يتلقاها زملاؤه في جامعات العالم الرائدة؟الحقيقة أنّ هناك منغصات يعاني منها الطالب الجامعي، هذه المنغصات في العالم المتقدم تأخذ الحيز الكبير من الاهتمام، لأنّهم يعلمون أنّ نجاح هذا الطالب هو نجاح للجامعة ونجاح الجامعة هو نجاح للدولة التي وبأبنائها المبدعين ترقى إلى سلم الحضارات ويُقاس مقدار نجاح الجامعة بمقدار المنجزات العلمية وبراءات الاختراع التي يقدمها طلاب الجامعة وعلى هذا الأساس تصنف الجامعات العالمية حسب ما تقدمه للعالم من مبدعين ومخترعين، إلا أنّ الطالب الجامعي في اليمن يعاني كثيرًا وبصمت ظناً منه أنّ هذه المعاناة هي جزء من الحياة الجامعية، فطريقة التدريس الجامعي باليمن ما زالت هي الطريقة التي تستخدم منذ أربعين سنة على الرغم من دخول عالم الكمبيوتر والانترنت الذي يمكننا من استخدام تقنية التعليم الإلكتروني موفرًا للطالب وللدولة كثير من الجهد والمال وما زال التدريس بنظام الساعات شيء غريب وهناك تخوف من تطبيقه.لكن كل هذا لا يُقارن بمقدار ما تقدمه الدولة من أموال وما يحصل عليه الطالب في النهاية فالمستشفيات التعليمية باليمن كثير منها لا يمثل معهداً صحياً فما بالك بصرحٍ علمي كجامعة حكومية وعلى الرغم من كفاءة الهيئات التعليمية بالجامعات اليمنية.ففي أي مستوصف بالعالم يوجد ملف لكل مريض يحفظ في الكمبيوتر يتابع حالة المريض، غرف العمليات لا نقول نظيفة بل معقمة تعامل الكادر الصحي مع المريض معاملة ليست إنسانية فحسب، بل ترقى إلى أعلى مستويات العطف والرحمة هذه الأمور أو معظم أجزائها وأمور أخرى أهم غير متوافرة بالمستشفيات التعليمية بالتالي لا نتوقع أن يلتزم طلاب الكلية بشيءٍ لم يلمسوه في أولى لبنات حياتهم التعليمية، حيث النظام والدقة والحرص على التعقيم الجيد والمعاملة الحسنة للمرضى وغيرها من أساسيات المعرفة الطبية.أما التجاوزات من قبل إدارة الجامعة أو أحد أعضاء الهيئة التدريسية على طالب بعينه فحدث ولا حرج وعلى الطالب الرضوخ والسكوت عن الظلم والقهر، فإلى أين المشتكى؟ والجامعة في جميع الأحوال في صف الأقوى والأهم بالنسبة لها فهو إن اشتكى مصيره الرسوب وإن التزم الصمت تعرض لظلم وقهر، قد يكون أشد ظلمًا من الرسوب أو قد ينتهي به المطاف إلى ما عمل من أجل تفاديه والنتيجة إحساس بالغبن والحقد على المادة المغبون فيها والأستاذ والقسم بل الكلية التي كانت حلماً له يومًا من الأيام، إذن هو في النهاية يتخرج من قسم تشربت عروقه كرهاً فيها فكيف لهذا الشخص أن يبدع في مجال تخصصه أو أن يحترم المهنة التي تكبدت أسرته وتكبدت الدولة كثير ليتلقى هو وغيره العلم النافع منها فعلى سبيل المثال طالبة تدعى ترتيل خان، في قسم الهندسة المعمارية المستوى الرابع في جامعة عدن هذه الطالبة لم يحسب لها بحث التخرج الذي قدمته فكانت النتيجة أن رسبت نتيجة إهمال وظلم المسئولين في القسم ولأنّها فتاة جريئة لا تخفي ما تريد أن تقوله، وهناك كثير من الذين لا يعجبهم هذا الصنف من الطلاب.ومثل هذه الحالات وغيرها من الظلم والتعسف في الجامعات الحكومية والأهلية كثير والطالب وقتها ما عساه أن يفعل إلا البكاء في صمت أو الصراخ وبصمت أيضاً فلا توجد جهة تسمح أن يضيع مستقبل الطالب أمام عينه وأمام أسرته التي حرمت نفسها من أمور كثيرة لتجد النهاية فشل وخيبة أمل.وعلى الرغم من أنّ القيادة السياسية وفي كل مناسبة تعبر عن اهتمامها بطلاب العلم وخصوصًا الطالبات لحرصها على أن تخوض المرأة جميع مجالات الحياة وضمن خصوصياتنا الشرقية فالطالبات وفي كثيرٍ من الأقسام يعانين من عدم وجود أماكن خاصة بهن وهن أكثر عرضةً من أقرانهن الطلاب للوعكات الصحية التي تستوجب أماكن خاصة لهن أو حتى للأمور اليومية في الجامعة فمن غير المعقول ونحن نعلم أنّ طالباتنا وكثير منهن منتقبات لا مكان لهن إلا دورات المياه وصحراء الجامعة ليكن في مأمن من العيون المتطفلة، أما طالبات السكن الجامعي فبالإضافة إلى المشقة النفسية لكونهن بعيدات عن أسرهن فهن يعانين من الجهد اليومي لتوفير الطعام والسكون والراحة اليومية والمشاكل التي قد تحدث بين الطالبات وبين إدارة السكن التي بلا شكٍ تؤثر على مستواهن التعليمي كل هذه الأمور تحتاج إلى وقفة من قبل إدارات الجامعات وخصوصًا أنّ كثيرًا من الطالبات هربن من السكن الجامعي لعدم توافر الأجواء المناسبة لبيئة تعليمية نظيفة وللمشقة التي يلاقينها في الذهاب والرجوع من وإلى السكن كما هو الحال في سكن طالبات مدينة الشعب في محافظة عدن.وفي جامعة عدن كذلك وقسم التربية نحن نسمع عن انتقال طالبات المستوى الأول في خور مكسر إلى صبر؛ لأنّ المكان المخصص لهذا القسم سيتم الاستفادة منه من أجل الاستثمار؟الحقيقة نحن نتساءل هل امتلأت عدن بالمشاريع حتى لم يتبقَ إلا كلية التربية يطمع بها المسثتمرون؟وإن كان كذلك ألا يوجد أقرب من صبر لتسافر إليه الطالبات وهل سفر الطالبات اليومي إلى صبر عملية مؤقتة أم تستمر أبد الدهر وإن كانت مؤقتة هل وفرت الجامعة الباصات حفاظاً على سلامة الطالبات وتطميناً لأسرهن في ظل مجتمع يظل التعليم الجامعي فيه من الكماليات!!!أخيرًا الطالب الجامعي قد يُظلم قد يتعرض لمشاكل نفسية أو قد تكون عنده ضائقة مالية جميعها أمور على الجامعة أن توليها جل اهتمامها فلابد من وجود لجنة قضائية مستقلة للنظر في شكاوى الطلاب ومتظلماتهم وتفعيل صندوق الطالب ليقوم بواجبه فنحن نسمع كثير من الطلاب الذين لا يستطيعون شراء الكتب والملازم المقررة فكيف لهذا الطالب أن يتفرغ تفرغًا كاملاً للتحصيل العلمي وأن يبدع وهو يبدأ يومه بالتفكير بكيفية الحصول على المقرر وهل لديه لباس لائق بالجامعة أم لا .. كلها وغيرها أمور قد تبدو بسيطة لأناس لكنها لبعض الطلاب تشغل وتسيطر على تفكيره وتشغله عن التحصيل العلمي الذي وجدت الجامعة من أجله فطلاب وطالبات الجامعة هل الأمل الواعد لليمن فلنعطيهم كل ما نملك من جهدٍ ليعطوا اليمن كل ما يملكون من طاقة لرفعة اليمن والنهوض بها.
أمل اليمن
أخبار متعلقة