القاهرة / متابعات حمل الدكتور علي مبروك أستاذ فلسفة العقائد بجامعة القاهرة، رفاعة الطهطاوي، مسؤولية فهمنا الخاطئ للحداثة والذي أدى - بحسب رؤيته - إلى عدم وجود حداثة في عالمنا العربي حتى اليوم، كما وصفه بـ “المتناقض”.وقال الدكتور مبروك في الندوة التي نظمها أتيليه القاهرة للفنون تحت عنوان “العرب والحداثة بين العوائق والبدائل” إن مشروع الحداثة في العالم العربي قد بدأ معاقاً ومأزوما، مضيفا: بالرغم من أنه كانت هناك فرصة لتلافي حدوث ذلك عن طريق التعامل مع خطاب الحداثة إلا أنه لسوء الحظ لم يحدث أي تعامل نقدي جاد مع هذا الخطاب إلى الآن.ونقلت جريدة “الرأي” قول: “إننا لا يمكن أن نتحدث عن “حداثة عربية” قبل ظهور نصوص رفاعة الطهطاوي، فكتاب الطهطاوي «تخليـص الإبريز في تلخيص باريس” يلخص مشروع الطهطاوي كله، بل ان الحداثة العربية كلها ملخصة في هذا العنوان، والذي يقول: “إن الحداثة الأوروبية يمكن التمييز فيها بين الذهب وهو شيء نفيس، وهو كل ما يتعلق بالعلوم والفنون والصنائع العملية، وكذلك فيها الخسيس مثل الفلسفة”.ولفت مبروك إلى أن الطهطاوي يصف الفلسفة بأنها “حشرات ضلالية ويحذر أي مسلم من التعامل معها، وبذلك شق الطهطاوي الحداثة بين إجرائي شكلي وباطن” ، ونحن مازلنا نتعامل مع الحداثة الغربية بهذه الطريقة ولذلك عجزنا عن فهمها”.وأرجع سبب تقدم الغرب إلى أن العرب شعروا بتعادل القوى مع الغرب بعد أن سقطت القسطنطينية في يد العثمانيين وفي الجهة الأخرى سقطت غرناطة وطرد المسلمون من الأندلس، واستنام العرب على أساس هذه النتيجة، بينما تمدد الأوروبيون، واكتشفوا العالم الجديد، وفوجئ العرب بعد 300 عام بأوروبا أخرى.وأوضح أنه تم التعامل مع الحداثة في عالمنا العربي باعتبارها مشكلا سياسيا وترتب على ذلك تصور الحداثة باعتبارها نموذجا جاهزا للاستهلاك وذلك لأن السياسي ليس مشغولا الا بالجاهز وليس بالتأسيس الدقيق للأشياء.أما الروائية سلوى بكر فقد علقت قائلة: “انه لا يمكن أن نعمم فكرة الحداثة على العالم العربي لأنه عاش ضمن أنماط إنتاجية متباينة التطور وهذه الأنماط تفرز بنيتها الثقافية، والحداثة في مصر تمت ضمن جهاز الدولة على يد محمد علي فقد أراد بناء دولة حديثة، أما النهضة كمشروع فقد تبناه مجموعة من المفكرين، وأظن أن هذا المشروع يستهدف استنهاض المجتمع في المقام الأول”.وأضافت: “ان حداثة الدولة كانت سابقة على حداثة المجتمع، ولكن مشروع النهضة جاء على أرضية هذه الدولة، مشروع النهضة كان فاعلا في المجتمع لأن من قادوها جاءوا ضمن النظام التقليدي السائد في مصر في ذلك الوقت وهو الأزهر، فهذا “النظام” وحّد جميع المصريين، ولذلك نجد أن كل من خرج بمشروع للنهضة جاء من هذا النظام ولهذا نجد أن المشروع اليساري لم ينجح كثيراً لأنه لم يخرج ضمن هذا النسيج المعرفي لهذا المجتمع”.
|
ثقافة
أكاديمي يحمل الطهطاوي مسؤولية فهمنا الخاطئ للحداثة
أخبار متعلقة