إشراقة
تعاني محافظة أبين من مشكلة النهب والبسط على المباني الحكومية على أن هذه المشكلة ليست الوحيدة، فيما تعانيه أبين من مشكلات قادت إلى حدوث كثير من التداعيات جراء حالة الانفلات التي أخذت تعيشها المحافظة منذ نحو عامين.. لكن مشكلة النهب والاستيلاء على المباني الحكومية وتحويلها إلى سكن بين يوم وليلة والتي أخذت تتفشى مؤخراً باعتبارها مسألة يسيل لها لعاب الكثيرين.. أحياناً يكون هؤلاء الباسطون من ذوي الاحتياج الذين لا توجد لديهم مساكن وأحياناً أخرى “زايد نعمة” كما يقول المثل الشعبي.. على أننا لا نبيح لمن لا يوجد لديه سكن في عاصمة المحافظة مهما كان وضعه، أن يبسط على أي مبنى حكومي، حتى وإن كان هذا المبنى غير مستفاد منه في الوقت الراهن، باعتباره ملكاً عاماً.. وسوف يأتي يوم تكون فيه الحاجة إليه ماسة.. المهم أصبح اليوم عدد غير قليل من هذه المباني “محتلة” ومستباحة من قبل البعض من جراء تحويلها إلى مساكن خاصة رغم أن عدداً منها كان يؤدي وظيفته الرسمية أي كان مستخدماً حتى يوم اقتحامه.. مثل مدرسة التعليم الأساسي في منطقة باجدار “البدو الرحل” والقسم الداخلي لكلية التربية زنجبار.. بالإضافة إلى المباني الأخرى ومنها: مجمع مدرسة أبناء البدو الرحل سابقاً بما يحويه من مبان كثيرة ومتعددة مدرسة بلال بن رباح، استراحة العمال بالمطلع، مؤسسة البناء المحلية، ساحة الشهداء وغيرها. واليوم ومع انتقال مرافق السلطة المحلية وعدد من مكاتب الوزارات إلى المبنى الجديد الذي تم افتتاحه مؤخراً، فإن لعاب كثيرين أخذ يسيل للانقضاض على مبنى المحافظة القديم “مكتب المحافظ” الذي يقع في قلب مدينة زنجبار، وقد أخذ يلوح في الأفق التسابق المحموم للاستيلاء على هذا المبنى..وسوف تكون مشكلة كبيرة إن غدا مصير هذا المبنى مثل مصير سابقاته بالرضا والقناعة بالأمر الواقع بعد احتلاله والبسط عليه، حيث أن السلطة عندها لن تقدر على إخراجهم نظراً لما يحيط بأي إجراء تقوم به لإخراج المقتحمين بالقوة، بعد أن فشلت كل محاولات الإرضاء والحوار معهم رغم ما حاولت السلطة بذله من تعويضات لهؤلاء وهي في الأساس غير مستحقة لأنهم قاموا باقتحام هذه المباني بالقوة وتحويلها إلى سكن شخصي ولم يخسروا فيها شيئاً يذكر.. ترى لماذا لا يتم تسليم مبنى المحافظة القديم لمكتب التربية مثلاً أو غيرها للاستفادة منه كمكتب نظراً لمعاناتها في ذلك.. أو هدمه وبيعه كأرضية بالمزاد العلني للاستفادة من قيمته في تنفيذ مشاريع تنموية تستفيد منها المحافظة.