مدريد / متابعات : صدر عن داري دون كيشوت و بيسيون نت للنشر و التوزيع رواية «المنبوذ» باللغة الاسبانية للكاتب عبدالله زايد، وترجمة الكاتبة والمترجمة ملك مصطفى.وقد كتبت المقدمة الروائية الإسبانية الشهيرة روسا ريغاس، والناقد والكاتب الصحفي الاسباني توماس نافارو، وقالت مديرة الدار والمترجمة السيدة ملك مصطفى، في كلمة لها بهذه المناسبة: إن الروائي عبد الله زايد يشبه الكتاب الذين سماهم James Joyce المرآة العاكسة الصافية التي تعكس الخبرة العميقة، علما أن الكاتب لا يزال في مقتبل العمر، إلا أنه استطاع أن يكون مرآة صادقة و جادة لنقل الواقع، وعلى الرغم من كل أساليب المنع، إلا أنه استطاع أن ينقله لنا.كما تصدرت طبعة المنبوذ الاسبانية، كلمة للروائية روسا ريغاس، قالت فيها: رواية “المنبوذ” للروائي السعودي عبد الله زايد، تضعنا أمام بناء روائي إبداعي أصيل للغاية، وهي تعالج رحلة رجل يسافر ليزور والده المريض، و خلال السفر الذي يستغرق اثنتين و سبعين ساعة، يستعرض القاص أمام أعيننا مشاهدا من طفولته ومن قريته، من العادات و التقاليد المفروضة على المواطنين و ضرورة التمسك بها و بالدين، وفيها الحب، الطيبة، سوء طبيعة الإنسان و أهمية العائلة.ولكن، في هذه الرحلة، لا تُطرح كل هذه الأمور، الشيء الوحيد الذي يُفاجئ في هذه القصة، هي سريرة رجل و مكنوناته، هذا الرجل بمجرد محاولته أن يكون حرا، يجد نفسه منبوذا من الذين لا يملكون الشجاعة لكي يكونوا مثله أحرارا، وخاصة من الذين لا يفكرون بالتغيير ولا يطمحون إليه على الإطلاق.بلغة شعرية بسيطة و مؤثرة، ننتهي لنتقاسم دموع رجل، ليس لفشل رحلته، ولا لأنه اكتشف أن عالم ناسه بعيدين كل البعد عن روحه وتفكيره، فهو لا يزال مخلصا للطريق الذي اختار، على الرغم من جعله منبوذا دائما.قصة هذا الرجل، هي قصة كل إنسان ينظر إلى العالم بعين الصدق والنبل والكرامة، شغله الشاغل هو النضال، منطلقا من نفسه، من الأقرب إليه، بحثا عن عالم أفضل من الذي قدمه له أبوه وأسرته.أما الناقد الأدبي توماس نفارو، فقد قال في كلمته: يطرح عبد الله زايد في روايته المتناقضات التي يتكون منها هذا المجتمع القوي والغني بالمال والطاقة و التكنولوجيا، وفي مقابل ذلك، نجده مجتمعا متحفظا محتفظا بعاداته السياسية ـ الدينية ، يخشى الحرية التي يشعر بها وكأنها التحدي الأعظم له بطرحها عولمة القرن الحادي والعشرين.هذه المتناقضات يطرحها لنا الكاتب في أسلوب رقيق جميل أصيل، يراعي فيه المشاعر العامة، حيث استطاع بعذوبة النسيم الرخيم، تلوين رغباته بالتعقل وبالرصانة احتراما لانتمائه إلى حضارة عربية تراهن على مستقبل ارتقائي متطور.عبد الله زايد، لم يتحاش النقد الايجابي البناء، بل قدمه لنا على أنه الحقيقة الوحيدة. هو ينتقد سلطات الفساد الشريرة، التي تضع النساء العربيات في خطر دائم باتخاذها قرارات مجحفة بحقهن، غير عادلة، مغلوطة وخارجة عن أية شرعية دولية.الكاتب يعلن عن الحاجة الملحة إلى تغيير مفصلي والحاجة إلى مجتمع مدني يتساوى به الأشخاص دون أي نوع من أنواع التفرقة .يذكر أن الطبعة العربية الأولى من رواية “المنبوذ” صدرت في عام 2006 وأعيد طبعها عام 2007.