- بتصفحنا سريعاً لبعض مداخلات وآراء المختصين الذين كانت لهم تفنيدات هامة في المؤتمر العام الثالث للمغتربين 2009م المنعقد في “10/ 10/ 2009م” وبالمرور على أهم الوثائق، استوقفنا موضوع هام وهو “الكفاءات العلمية الطبية والصحية في المهجر” البالغ تعدادهم “195” طبيباً، وهم من أندر وأفضل الكفاءات التي نحن بحاجة ماسة إليها في ظل استقدام أطباء من الخارج وعدم التفاتنا إلى أبنائنا الذين أغلبهم قد درسوا على حساب حكومة بلاده “اليمن” أو حتى على حساب أسرته.. فالخير أهله أولى به كما يقال.. ألم نقرأ ونشاهد كل يوم مثل هذه العبارات وهي التعليم لخدمة الوطن والأجيال على اختلافهم.- والكفاءات العلمية الطبية كان قد تقدم بها بحث دقيق وصريح من قبل الدكتور/ نصيب منصور الملجم ـ مدير عام الخدمات الطبية بوزارة الصحة العامة والسكان وأوضح فيه جداول تحتوي على كفاءات تستفيد منها دول غير اليمن، ومن حق هؤلاء أن يرتبوا أوضاعهم بما يكفل لهم حياة حرة كريمة ولائقة، لكن ألم يكن الأولى بهم بلدهم الذي هو بحاجة ماسة لهم ولأمثالهم لأن كوادر الصحة العامة الذين هم بالمهاجر، هم نخبة وثروة وطنية لا يمكن الاستغناء عنها، ومن الممكن استقدامهم بين أهليهم والتعاقد معهم مثلما يتم مع البعثات الخارجية العاملة في بلادنا.على الأقل لأن هؤلاء تكون فائدتهم لبلادهم أولاً وأخيراً.. واسمحوا لنا أن نستعرض أرقاماً مذهلة تستفيد منها دول أخرى عربية وأجنبية.. ولنبدأها من جمهورية المجر الشعبية التي تحتضن “52” طبيباً بدرجة “دكتوراه” ما عدا ثلاثة أو أربعة منهم بدرجة “ماجستير” أي أنه بعد الدكتوراه بعام يحصل هؤلاء على تخصصات علمية في مجالات طبية هامة، ولن نتطرق إليها لأن الحيز لن يسمح لكن معظم تخصصات هؤلاء “جراحة قلب وأورام وأطفال ومناظير باطنية ونساء وغيرها”..- أما في السعودية فنجد “51”طبيباً اختصاصياً بين دكتوراه وماجستير وبكلاريوس طب تخصصي.. وفي هولندا “23” طبيباً متخصصاً.. وفي بريطانيا “12”طبيباً “منهم اثنان تخصص دكتوراه علم الميكروبات والجراحة العامة” والباقون ماجستير وبكلاريوس، تصوروا دولة مثل بريطانيا تستفيد من هؤلاء فكيف لو كانوا بمثل الكفاءات المتواجدة في المجر.. وفي النمسا هناك “10” والهند “11” والسودان “3” ومثلها فرنسا والإمارات العربية المتحدة وبلغاريا.. وفي كندا “5” أما رومانيا ففيها “2” ومثلهما في كل من سلوفاكيا وأوغندا.. أما نصيب كل من قطر والمغرب “دكتوراً واحداً لكل منهما”.. وبذلك تكون كفاءاتنا الطبية موزعة على “16” دولة ولو اجتمعوا في الوطن وتم الاهتمام بهم، فكيف يا ترى سيكون الحال بدلاً من السفر والتكاليف.. اللهم وفق بلادنا للاستفادة من أبنائها اليوم أو غداً.. فهل من خطوة عملية نحو ذلك؟!
يا ساتر.. “195” طبيباً في المهاجر!
أخبار متعلقة