أفكار
في العديد من المرات وفى أكثر من مناسبة دعا القائد معمر القذافي المثقفين والكتاب والأدباء العرب والأفارقة إلى خوض ثورة ثقافية حقيقية يتم من خلالها تصحيح مسارات الثقافة العربية والثقافات الأفريقية.. ويلعب فيها المثقف والكاتب والأديب دوراً متقدماً يرفض كل أشكال التبعية الثقافية التي فرضت على خصوصيات وأصالة المجتمعات الأفريقية وطمست موروثها الحضاري الذي أسهمت به في مسيرة البشرية عبر أحقاب التاريخ.إن دعوة القائد الملحة للاهتمام بقضايا اللغات الأفريقية وبضرورة استخدامها واعتمادها كلغات أساسية في المكاتبات والمراسلات وإلقاء الخطب والكلمات التي تلقى على المنابر الإقليمية والدولية هو بمثابة الخطوة الأولى للتخلص من التبعية المفروضة على الشعوب العربية والإفريقية منذ وقوعهما تحت سيطرة الدول الاستعمارية الكبرى... ورغم حصول الدول العربية والإفريقية على الاستقلال منذ أكثر من خمسين عاماً إلا أن تأثيرات التبعية والهيمنة مازالت ترسم بظلالها على الثقافات العربية والإفريقية وحتى على وسائل الإعلام في هذه الدول.مازالت لغات المستعمر هي اللغة الرئيسية التي يتكلم بها المسؤولون الأفارقة والعرب وهي اللغة التي يكتبون بها مراسلاتهم ويلقون بها كلماتهم وخطبهم.إن معركة ثقافية ضد هذا الواقع المفروض لابد وأن يعلنها ويخوضها المثقف والأديب والكاتب العربي والأفريقي وأن ينزل بكل ثقله ووزنه لإنهاء هذه الظاهرة المشينة والتي تشوه الأصالة والخصوصيات التي عليها المجتمعات العربية والأفريقية. وإذا كنا جادين في مواجهة رهانات العولمة وتحديات عوامل التغريب والتبعية علينا عربا وأفارقة أن نعطى لثقافاتنا ولغاتنا الأصيلة وتراثنا وتاريخنا الاهتمام كل الاهتمام وان تكون هي مصدر إسهامنا وليس ثقافة من استعمرونا وسرقوا تاريخنا.[c1]* صحيفة الشمس الليبية[/c]