ظاهرة التسول .. من يتحمل مسؤوليتها ؟؟!
لقاءات أجراها / فايد العريقي / بسام محفوظأصبح التسول من الظواهر اللصيقة بالشارع اليمني، خصوصاً في المدن والمناطق الرئيسية التي تزخر جولاتها وجوامعها بالعشرات من المتسولين تلحظ ذلك جلياً وأنت تتجول في مدينة عدن أو في العاصمة صنعاء ، حين تمر على شوارعها أو أسواقها أو جوامعها، حيث لا تكاد تخلو جولة من الجولات أو فرزة لنقل الركاب أو أي تجمع سكاني من المتسولين ، وبأساليب مختلفة.وبقدر ما تثير هذه الظاهرة استياء واسعاً لدى المواطنين اليمنيين بشكل عام ،إلا أن المواطن اليمني أصبح معتاداً عليها وصارت كما لو أنها عادة اجتماعية - بحسب تعبير البعض.ورغم بذل الحكومة اليمنية جهوداً في الحد من هذه الظاهرة من خلال ملاحقة المتسولين وأخذ تعهدات منهم بعدم ممارسة هذه المهنة، إلا أن الظاهرة تزداد اتساعاً وبشكل لافت.ومن الملاحظ خلال الأشهر الأخيرة أن الشباب الذين كانت تخلو ساحة التسول منهم أصبحوا اليوم لا يقلون عن أولئك العجزة والأطفال والمعاقين المرضى الذين ينزلون للشارع لممارسة التسول.وينظر المجتمع اليمني إلى تسول الشاب بوصفه عيباً كبيراً ويرجعون ذلك إلى أحاديث نبوية تمنع الناس من أن يعطوا السائلين الشباب القادرين على العمل.وبحسب عدد من المواطنين الذين التقتهم (14 أكتوبر) فإن كثرة المتسولين غيرت نظرة الناس للشخص المتسول، وأصبح الكثير ينظر إليهم بأنهم ممتهنون للتسول وبالتالي أصبحوا يحجمون عن إعطائهم ما يطلبون.[c1]مرغمة على التسول [/c]ريم ياسين: فتاة تتسول في شوارع العاصمة صنعاء اقتربت منها لكي أعرف حقيقة أمرها فسألتها فجاوبتني ودموعها تنهمر على وجهها قبل الكلام وهي تقول إن زوج خالتها أرغمها على التسول من أجل دفع إيجار المنزل الذي يسكن فيه وهي مرغمة على التعرض لبعض الإهانات من الناس والكلام الجارح.سحر مقطري فتاة كانت تتناول الخبز على رصيف أحد الشوارع تحت ذل الهم والعذاب .. فسألتها ما الذي دفعك إلى الخروج إلى هذا المكان ؟ الذي دفعني هو أن والدي توفي ووالدتي لا أعلم في أي أرض هي وما إذا كانت عائشة أم ميتة وأنا ظروفي المعيشية صعبة حتى أني لم التحق بالدراسة وأرجو من المسؤولين في بلادنا تحسين أوضاع المواطن وكذلك عدم رفع الأسعار لكي يكون المواطن في أمن واستقرار.[c1]استكمال المشوار[/c]خديجة محمد ـ فتاة تبلغ من العمر عشرين عاماً تقول:عشت طفولتي وأنا أجمع علب المشروبات الغازية الفارغة من براميل القمامة لأبيعها في محلات المعدن والخردة وبدلاً من أن أتعلم واتثقف كغيري من الفتيات أصبحت استكمل المشوار في الشوارع محرومة من التعليم بسبب ظروفي المعيشية.فتحي أحمد ـ طفل في الثالثة عشر من عمره يقول:أنا أجمع الحقائب اليدوية النسائية وبعض الأحذية والصنادل، لأنني لم أجد مهنة أخرى أحصل منها على المال غير هذه المهنة، وأنا الحمدلله في الصف الخامس ولم يعقني هذا العمل عن استكمال دراستي فأنا مسرور لأني لم اتخل عن دراستي وفي الوقت نفسه اكسب مالاً وإن كان قليلاً.[c1]أكثر المتسولين هم الأطفال[/c]وكان لنا أيضاً أن نلتقي عددا من أفراد المجتمع ليدلوا بدلوهم حول الظاهرة فقال:نجيب القباطي وهو عامل في إحدى الكافتيريات: في الحقيقة تجد هذه الأيام أكثر المتسولين هم الأطفال وخاصة على أبواب المطاعم والجامعات وفي الجولات .. فأين حماية حقوق الإنسان؟.وتساءل نجيب : لماذا لا تقوم الحكومة بمعالجة هذه الظاهرة لو نظرنا إلى مستقبل هؤلاء الأطفال كيف سيكونون، وخاصة إذا نشأ أحدهم على أيدي أحد الذين يتدبرون احتياجاتهم بطريقة غير شرعية هل تتوقع أن يكون مهندساً أو طبيباً.محمد عبدالله ناجي (عامل) يقول:أصبحت ظاهرة التسول منتشرة بشكل كبير وخاصة بين الأطفال حيث نراهم يركضون أمام محطات النقل العام وعلى الأرصفة وفي الأماكن المزدحمة وأصبحوا يمتهنون السرقة، إلى جانب التسول وكذا بيع المناديل الورقية وغيرها من السلع البسيطة لجني بعض النقود، لأن الحياة صعبة وكل يوم نجد ارتفاعاً في الأسعار وهذا ما يجعل حالة المواطنين تتدهور إلى الأسوأ.وقال الأخ/ علي عبدالقادر ـ طالب ثانوية عامة:ظاهرة التسول أصبحت تغزو مجتمعنا اليمني وتنتشر بين فئات المجتمع، كانتشار الأرضة في الخشب وفي الصباح الباكر وأنا ذاهب إلى الثانوية أرى أطفالاً يتسولون أمام الثانوية وتجول في ذهني تساؤلات: أين هي حقوق الإنسان؟ وأين دور المسؤولين؟!. ومن يلجم هذه الظاهرة؟!