الدكتور باقر النجار أستاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين:
دبي /متابعات :أكد الدكتور باقر النجار، أستاذ علم الإجتماع في جامعة البحرين، إن البناء الفكري للجماعات الإسلامية السياسية في الخليج، تشكل في بعضه، على أيدي بعض الأخوة العرب الذين وفدوا للمنطقة من مصر وسوريا والعراق، بعد نزوح قادة الإخوان المسلمين، ورتبت تلك الجماعات بشكل أو بآخر بنائها التنظيمي. ونتيجة لذلك نجد أن في بعض المواقع حتى في فترة الستينيات في الخليج كانت تعتمد في بنائها الفكري على أشخاص وافدين، حتى استطاعت أن تخلق كوادر محلية، وتمثلها تحديداً الحالة الكويتية.وأشار في لقاء تلفزيوني ببرنامج « إضاءات» الذي بث الجمعة 2010-1-22 على شاشة «العربية» إلى أهداف بعض هذه الجماعات التي تعمل وتسعى أن تحقق لها مواقع داخل جهاز الدولة، حتى تحتكر العملية السياسية وخدمات التوظيف للجماعات التي تنتمي لها، مؤكداً أن الدولة ليست فصيلا لسياسي معين دون آخر، أو لطائفة دون الآخرين، فالدولة لكل المجتمع.ومضى قائلا: « أنه منذ أن ظهرت جماعات الإسلام السياسي، بشقيها السني والشيعي، في منطقة الخليج العربي، وهي تحمل جانب أيديولوجي خفي وغير معلن، وعلى سبيل المثال معروف أن جمعيتي الإصلاح في البحرين والكويت، كانتا محسوبتين على تنظيم الإخوان المسلمين، حتى جاء الوقت المناسب لإعلان ذلك في البحرين والكويت». وأضاف «جماعات الإسلام السياسي بشقيها الشيعي والسني تحاول أسلمة الدولة، والحصول على السلطة، لكنها ترفع الرايات الدينية لتخفي أهدافها، مؤكداً أن الحركات الدينية دخلت العمل السياسي العالمي كما في البحرين والكويت، منخرطة فيما يسميه البعض بمشاريع السلطة، من خلال وسائل العمل السياسي المعلنة والمعروفة، إلا أنها في ذات الوقت تهدف إلى تحقق مواقع مهمة داخل جهاز الدولة».واستبعد مؤلف كتاب «الحركات الإسلامية في الخليج العربي» أن يكون لهذه الجماعات الإسلامية دور في استمرار أنظمة الحكم الخليجية، قائلا: «قد تعتقد بعض الجماعات في ذروة صراعها مع الأطراف المعارضة ومبادرة بعض الجماعات الإسلاموية لخدمة السلطة أنها بهذه تقدم حلفا يضمن بقاء السلطة، وهذا غير صحيح، لأن هناك في المنطقة أمر أساسي، وهو أن هذه الأنظمة لها شرعية تاريخية، كونها جزء من هذه المنطقة وليست شيء جيء به من الخارج». وقلل الدكتور باقر خطر هذه الجماعات على الأنظمة الخليجية، قائلا: «إن العوائل الحاكمة كانت تاريخيا ذات ارتباط بكل المجتمع، وبكل تلاوينه المختلفة، ولم نعرف أي نزعات حزبية إسلاموية. أنا أعتقد أن هذه الجماعات لم تمثل تهديدا للأنظمة، كون أنظمة الخليج بخلاف الكثير من الأنظمة العربية واجهت منذ أربعين سنة، ومنذ بروز الحركات القومية اليسارية وحتى الآن قدرا من الإزعاج، إلا أنها نتيجة لتحالفاتها الداخلية والخارجية استطاعت أن تتجاوز كل هذه القلاقل». لكنه أشار إلى أن بعض مجتمعات الخليج «تشعر - وإن كان هذ الشعور غير حقيقي - أن هناك قوى تهدد سلامة النظام، وسلامة النظام قد تتطلب التحالف مع قوى سياسية أخرى ولكن ما أريد أن اقوله أي من الجماعات السياسية المختلفة سواء كانت اليسارية أو الإسلامية لم تصل بعد في معارضتها و قوتها لدرجة التهديد رغم أن هذه القوى المعارصة كانت في مراحل تاريخية معينه تطرح مسألة الأممية ومسألة الإطاحة بالأنظمة».وأضاف الدكتور باقر قائلا: «الجماعات الدينية برزت في بداية تكوينها كتجمعات خيرية ونتيجة ذلك كانت علاقتها بالقاعدة المجتمعية أوسع منها في الجماعات القومية، واستطاعت أن تنسج علاقات مع المجتمع، حتى حان موعد إعلان واجهتها السياسية، وهذا حدث بالتحديد في الحالة الكويتية والحالة البحرينية وهي أنه عندما سمح لهذه الجماعات أن تعبر عن واجهتها السياسية حدث بشكل واضح هذ الوضع السياسي بين الإخوان والسلف وبعض الجماعات الشيعية».