خاطرة
د/ عبير محمد قائدنظرت حولي، بحثت عنك، بين دفاتري وأوراقي القديمة رأيت صورك المبعثرة وخربشة أقلامك.رأيت محاولاتك لكتابة الشعر وسمعت أناملك تداعب أوتار جيتارك الخشبي بلحن من بلاد بعيدة.رأيت أفكارك، لامستها بأصابعي، وداعبتها بأناملي رفعت عيناي إلى الحوائط، نظرت إلى رسومك الصارخة، رأيت فيها الآن فقط كل الشوق والألم والعذاب ..رأيت وسادتك مرمية في الزاوية، رفعتها وضممتها إلي قربتها أكثر وشممت رائحتك مزيجاً من القوة والحنو .. مزيجاً من مطر وصحراء .. رائحة رجل .. وطفل .. أغمضت عيني وهاجت بين حناياي الذكريات .. جاءت من أعماقي تنهيدة أحرقتني .. ولكني لم أبك ..لماذا لم أبك ؟ لأن الدموع قد جافتني .. بعد طول وصال أبعدت وسادتك عني ورفعت عيني عنها .. لتقع على صورتك التي لم تفارق جانبي.عيناك البندقيتان .. عيناك الضاحكتان،ابتسامتك .. وضحكة شفتيك الصاخبة،خصلات شعرك الخشبي المتهدلة هو ذا أنت يا حبيبي البعيد ..هو ذا أنت يا عشقي المسافر ..هل ستعود .. هل ستعود يوماً إلى قلب يحبك وروح هي ملكك؟عد إلى حبيب طالما قال لك: (أحبك) عد يا من لم تقل وداعاً رحلت دون نظرة أو وعود .. رحلت أيها المسافر .. نسيت قلباًَ يدمى يكاد يموت من فرط البكاء ..نظرت حولي .. حملت أشياءك جمعتها حولي .. وكأنني أستجدي وجودك إلى جانبي ..يا عاشق الورد الحزين..يا راوي العشق الدفين يا حبيبي ..يا كل الشوقفتحت أوراقك القديمة .. فوجدت فيها قصة تحكي عنا أنا وأنت وحكايا عشقنا المجنونصخبنا .. هدوءئنا .. ضحكنا وبكائناجنوننا وغضبنا .. صراخنا وهمساتناصمتنا وثرثرتنا .. كل أحزاننا وسعادتناكل تلك الحكايا التي أخفيتها عني .. كلها هناتأملت خط يدك .. فكانت الكلمات وكأنها لم تكتب وكأنها مجرد أفكار مجنونة .. هذا ماشعرته حين رأيت رعشة خطك حين تكتب حروف (اسمي) وحينما أتذكر عينك .. أتذكر القهما كلما نظرت إلي وأعرف أنك تحبني أنا وحديتأملت الحكايا التي كتبتها تحكي الحب الذي أخفته العيون ..تحكي عني وعنك أنت