أقواس
أحسنت صنعاً وزارة الثقافة في تكريمها الشاعر المجد وصاحب الكلمة التي حفرت في أذهاننا مساحات للوعي والوطنية بقصائد لن تكون إلا خالدة خلوداً أبدياً، مجسدة في أغانٍ تفرد بها فنان محبوب هو الأستاذ/ عبد الباسط عبسي الصوت والحنجرة الذهبية التي لا شبيه لها أبداً.. برغم أن الفنان الكبير مبدع النشيد الوطني الخالد أيوب طارش وغيره قد غنوا لسلطان الصريمي.. إلا أنهم لم يتخصصوا ولم يأخذوا طريقة وفرادة الفنان عبد الباسط.. أطال الله في عمره ومتعه بصحة وعافية وصوت جميل مدى الحياة.والأديب الشاعر/ سلطان (الشعر) الصريمي، - رجل مناضل بالكلمة والمعنى وسياسي وطني يجسد أشعاره في ملاحم الوطن والوطنية، والثورة والوحدة، وهو سلس العبارات، شعبي الكلمات، تتواءم أشعاره مع الواقع وتنبع في معظمها إن لم تكن كلها من الإرث الشعبي (القرية، الخضرة، المعاناة، الغربة، العادات والتقاليد) التي منها يتم التلاقح بين الريف والمدينة.. وهل نسينا تلك السنوات من عمرنا والتي فيها عرفنا : (وا عمتي منو شيقول لمسعود في عامنا الأول رزقنا مولود..) الخ الأغنية المعبرة عن الفرقة والغربة في طلب العيش، بعد ضيق الوطن بالناس، سواء إلى خارجه، أم هي الهجرة من الريف إلى المدينة، بمثلما كان يحدث لمعظم الناس في الوطن (هجرة إلى عدن) لطلب الرزق والعيش.. وهكذا جسد الصريمي الحياة والمعاناة.. إلى ما هنالك من قصائد صور فيها الحب والجمال والعشق والدلال والالتصاق بالأرض وحب الزرع والمطر وكل ما في الكون من أشياء مبهجة..الصريمي كتلة من المشاعر الفياضة والجياشة، امتعنا وأنعش ذاكرتنا على مدى نصف قرن من الزمن على وجه التقريب، وله إلى جانب تلك الأشعار الغزلية العاطفية والعامية الشعبية الممتعة وله أناشيد وطنية وأغانٍ ناقدة معبرة عن ألم الواقع وبلوغ الناس مدى من الفاقة سواء في الماضي البعيد أم في واقع الحياة مروراً بالثورتين اليمنيتين حتى الوحدة اليمنية..سلطان الصريمي، فعلاً سلطان الشعر، وهو ظاهرة مميزة في اليمن وقد مكنته مسيرته الحياتية ومعاناته من أن يبدع حتى نال مع العلم ما أوصله إلى الدكتوراه.. وهي قمة الرجاء وتجسيد الأمل الذي ظل يراوده حتى وصل إلى مبتغاه بجد واجتهاد وعزيمة وإرادة كبيرة!