- بات من الواضح اتساع دائرة الخلاف ما بين مكونات المعارضة لأحزاب اللقاء المشترك في الساحة السياسية حيث كان البدء بينها والسلطة وبعد ذلك انتقل إلى تباين في الرؤى والمواقف فيما بينها البين واليوم تتسع الرقعة لتصل إلى داخل مكوناتها لكل حزب على حدة.وهذا بالطبع عكس نفسه على العملية السياسية في البلاد من حيث القصور في أداء الواجبات المفترضة على الإخوة في اللقاء المشترك من خلال مشاركتها الوطنية للإصلاح السياسي والاقتصادي والمساهمة في وضع الحلول والمعالجات لما فيها الخروج من الأزمة التي يعاني منها الوطن واجتياز التحديات والمعوقات التي تقف في طريق البناء والتنمية الشاملة.- وفي الوقت الذي كنا نرى فيه ونسمع عن المناكفات والمكايدات التي تفتعلها المعارضة بغرض عرقلة السلطة عن أداء واجباتها وإفشال وتعطيل الخطط والبرامج التي تقوم بها من أجل تنفيذها في إطار تلك الحزم من المشاريع التنموية الحيوية فتكون المعوقات التي تضعها أحزاب اللقاء المشترك معطلة لعملية البناء والتطوير والإصلاح للحياة العامة لما فيها تحسين مستوى الحياة في الوطن وللمواطن.واليوم يزداد الوضع تعقيداً بسبب ازدياد دائرة الخلاف والتباينات ما بين مكونات اللقاء المشترك بصورة عامة وفي إطار كل مكون على حدة بصورة خاصة وكما يبدو أن براقش جنت على نفسها بتلك التحالفات غير المدروسة مع أعداء الأمس في إطار حسابات تكتيكية خاسرة ويلاحظ من دون شك الاستهدافات فيما بينهم وإنشغالهم في تصفية حسابات قديمة لا علاقة لها بالعملية السياسية الحديثة التي تشهدها بلادنا اليوم منذ بداية إعلان الوحدة اليمنية ولملمة الجروح بعد أن عاد الجميع للمشاركة الإيجابية والفاعلة في إطار التحولات الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.ولكن كما يبدو ان البعض أراد اللعب بالبيضة والحجر ففقد السيطرة وانزلق في أزمة سياسية في إطار تكوينه الداخلي ومع التكوينات السياسية الأخرى ومن الظاهر أن الفهلوة السياسية لم تأت أكلها فانقلب السحر على الساحر ولم يستطع التقاط حبات المسبحة المتناثرة بعد أن انقطع خيطها وها هم عناصر التكوين من يقدم استقالاته ومن هم مطالبون بتقديم الاستقالات وعلى صفحات الجرائد يتبادلون التهم بالإقصاء وطمس الأدوار والتاريخ وتجيير الفعاليات لصالح هذا أو وذاك والمواقف الانتهازية والمتسللين وضعفاء النفوس ومحاولات لشق العصا وجرهم إلى مهاترات جانبية وأصوات نشاز ترتفع لتهديد الثوابت الدينية والوطنية.إن ما وصل إليه حالهم اليوم من شقاق واختلاف داخلي يندرج في إطار التعطيل للعملية السياسية التي أوجدت تفاهماً وتم الاتفاق عليه في فبراير 2009م ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك فيه وجود طرف أو أطراف في إطار هذه المعارضة التي أثبتت ضعفها بالاختراقات الموجودة في صفوفها وتنخر من داخلها وتعطل كل ما وجد من تقارب أو تفاهم واتفاق ما بين السلطة والمعارضة وها هي اليوم تثير خلافاً داخلياً في المعارضة وخصوصاً الاتفاق الأخير والموقع في فبراير 2009م.ولهذا عليها أن تستيقظ من سباتها والخروج من النفق المظلم التي هي فيه وتخرج للعمل تحت ضوء الشمس الوهاج ليتبين لها الخيط الأبيض من الخيط الأسود قبل فوات الأوان وقبل أن تتحول العصا إلى ثعبان يقضي على كل من حوله في ذلك النفق المحشوين فيه بفعل مضمر في قواعد تكوينهم حتى لا يصل الأمر إلى حالة الندم في وقت لا ينفع الندم ما دام هناك متسع من الوقت لتنفيذ الالتزامات والعودة إلى جادة الصواب والجلوس على طاولة الحوار للتوافق والاتفاق لما فيه الإصلاح والبناء والنماء خصوصاً في ظل الدعوة الرشيدة التي قدمها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى الحوار تحت قبة مجلس الشورى، والذي يستهدف ملامسة ومعالجة كافة القضايا الوطنية بروح الاصطفاف الوطني المناهض لمشاريع الرجوع إلى العهد الإمامي والتشطيري..فهل يعون؟!
وجنت على نفسها براقش
أخبار متعلقة