فلاش ثقافي
د. زينب حزامتوجد في اليمن ثقافة شفاهية خصبة جداً، ولذلك ينتعش الشعر لدينا بشكل كبير ولدينا عدد كبير من الشعراء المميزين أمثال لطفي جعفر أمان ومحمد سعيد جرادة وعبدالله البردوني وغيرهم، كما أن لدينا تراثاً خصباً من الأساطير والملاحم الشعرية القديمة، كما يوجد لدينا في الريف اليمني العديد من اللهجات الشعبية المختلفة والتي تقوم بتوثيق التراث الأدبي شفاهياً ويتناقل هذا التراث جيلاً بعد جيل، خاصة التراث الأسطوري الشعري والقصصي.. لذا نجد من الضروري الحفاظ على هذا التراث الشفاهي وتقديمه في المناهج التعليمية وبالذات المناهج الجامعية في الأقسام الأدبية.ويمكننا ترجمته إلى اللغات الأجنبية، حيث أنني أتذكر، أنني قرأت الشعر اليمني القديم في المكتبة الرئيسية في موسكو باللغة الروسية. وهذا ما يدعو إلى ضرورة ترجمة القصص والحكايات وألوان المسرح الغنائي والشعري إلى اللغات الأجنبية حتى يطلع العالم على تراثنا الثقافي.والأهم من ذلك أنه يجب تشجيع الكتاب والأدباء اليمنيين على ترجمة أعمالهم الأدبية إلى اللغات الأجنبية، وتشجيع قيام المهرجانات الثقافية من مسرح وغناء ورقص وموسيقى في المهرجانات الثقافية والفنية المحلية والدولية.. ولا ننسى هنا المهرجانات السينمائية اليمنية وهي بطبيعة الحال محدودة جداً، رغم وجود حركة سينمائية جيدة، والفضل يعود إلى حماس الشباب اليمني الذي يقوم على التصوير الرقمي. وهم مبهرون إذ لا يعتمدون على الإنتاج الحكومي أو حتى جهود القطاع الخاص، بل إن شبابنا اليوم أصبح يعمل على إعادة بناء السينما اليمنية رغم أن معظم دور السينما تعرضت للبيع وتحويلها إلى محلات تجارية، وقد قام هؤلاء الشباب المتحمسون بإعادة بناء السينما اليمنية وإنتاج بعض الأفلام القصيرة وتوزيعها بجهودهم الذاتية.ويمكننا القول وبشكل عام وعلى مدى العقد الأخير أن الموسيقى والسينما اليمنية يشهدان انتعاشاً كبيراً، فالموسيقى أيضاً لدينا شديدة الثراء بسبب التنوع الثقافي في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، رغم تشابه ثقافات بعض المحافظات اليمنية.. وهناك ثورة موسيقية من قبل بعض الشباب اليمني المتمرد على الموسيقى القديمة واستخدام أدوات موسيقية حديثة.إن الثقافة الشفاهية اليمنية خصبة جداً، لذا نجد من الضروري توثيقها وحمايتها من الاندثار خاصة بعد الغزو الثقافي الأجنبي الذي بدأ يسيطر على عقول الأجيال بعد الانفتاح الثقافي والإعلامي للقنوات الفضائية والتي أصبحت في كل بيت يمني وأحبها الجميع.