رأي صريح
- “ الهبوط بقرار سياسي صادر من فوق ".. هذا ما يتناقله الشارع الرياضي في العاصمة صنعاء وبعض محافظات الجمهورية عن وحدة صنعاء الذي قدم مباراة كانت سهلة أمام ضيفه التلال العريق بالعاصمة صنعاء يوم الجمعة الماضي , تعملق فيها التلال كما لم يحدث من قبل , وتمكن فيها من الفوز بثلاثية نظيفة . - البعض قال قبل مباراة الوحدة والتلال أن هناك توجيهات عليا صدرت إلى قيادة وحدة صنعاء ومنها إلى الجهاز الفني وبعض اللاعبين المقربين أن يلعبوا مباراة عادية أمام التلال , وليس مباراة تحديد مصير , حتى يمنح الفوز للتلال الذي وجهت له التوجيهات هو الآخر لأن يلعب بكل ما أوتي من بقوة , وهو ما حدث داخل الملعب .- التلال كان الأسبوع الماضي يتلقى الخسارة من شعب حضرموت في عقر داره , وقبلها بأيام قليلة كان يخسر أما تضامن شبوة الذي يكافح للبقاء في الدرجة الثانية بهدف وحيد في ذهاب دور الثمانية لكاس رئيس الجمهورية , وفي الوقت نفسه الوحدة سجل نتائج إيجابية كان أخرها الفوز على حامل اللقب السابق للدوري وهو فريق الصقر في عقر داره في الجولة قبل الأخيرة بعد مباراة وصفت بالقوية والمثيرة من الطريفين الذين قاتلا بكل ما أوتيا من قوة , وقبلها تفوق على حسان وأقصاه من الصدارة لتتوجه بعدها الصدارة للأهلي الذي استفاد فيما بعد وتوج بطلا , ثم يأتي الوحدة بكل بساطة ويسلم المباراة للتلال الجريح وبثلاثية نظيفة في مباراة مصيرية ..؟؟- مباراة الوحدة مع التلال الأخيرة كانت مصيرية بالنسبة للوحدة الذي تكالبت كل الظروف عليه بما فيها قيادته الرشيدة , ولكنه يسلمها بكل بساطة ودون أدنى مقاومة , حتى أن البعض أخذ يروج بعد المباراة أن بعض لاعبي الوحدة كانوا يتفوقون في بعض تفاصيل المباراة ويصلون إلى مرمى التلال ببساطة ثم تجد ذلك اللاعب وقد أرسل الكرة للمدرجات بصورة غريبة .- المهم أن الكثير من الشائعات بدأت تتردد هنا وهناك عن الفريقين ورغبة شخصيات قيادية وسيادية عليا في أن يفوز التلال على الوحدة حتى تتاح للتلال فرصة أخيرة بالتساوي مع وحدة صنعاء وخوض مباراة فاصلة مع نفس الفريق الذي سيكون من السهل إجباره مرة أخرى بالرضوخ إلى التوجيهات العليا بالتخاذل أمام التلال ومنح الأخير فرصة الفوز في المباراة الفاصلة بينهما وبالتالي هبوط الوحدة مرة أخرى كونه قد تعود على الهبوط مقابل , عدم تلويث شرف التلال الذي يحمل تاريخ وعراقة الكرة اليمنية .- ووسط هذه الأقاويل المدعمة بالكثير من الأدلة والقرائن أصبحنا معشر الإعلاميين الرياضيين بصفتنا مهتمين ونقاد متابعين ومحللين , نعيش في حيرة تامة , ولا ندري كيف ستستقر الأمور وسط هذه الشائعات التي ما زلنا حتى اللحظة نعتقد أنها مجرد خزعبلات باعتبار أن الوحدة والتلال وأصحاب التوجيهات السياسية العليا أكبر وأجل من أن يسقطوا في مستنقع التلاعب بالشرف الرياضي , ولا يفوتني هنا الإشارة إلى تصريح وزير الشباب والرياضة حمود عباد الأسبوع في صحيفة الثورة عن نية الوزارة الأخذ بتوصيات الرؤية الآسيوية في إتحاد كرة القدم ومن ضمنها رفع عدد فرق الدوري إلى 16 فريقا بدلا من العدد الحالي , وبالتالي فإن الهبوط بشكل عام ربما يلغى مع صعود فريقين فقط من الدرجة الثانية للموسم القادم .- يا جماعة الخير , التلال ووحدة صنعاء وجهان لعملة وحدوية واحدة , لا نفرق بين أطرافها , وما يدور اليوم في الكواليس أخذ منحى بعيدا كل البعد عن وضع وحدة صنعاء في المكانة التي يستحقها باعتبارها أحد اعرق , وأفضل الأندية اليمنية على الإطلاق وأهم أقطابها والذي لا تحلو المنافسة بدونه , واسألوا أهلي صنعاء القطب العاصمي كيف كان حاله وحال لاعبيه عندما غاب الوحدة عن الأضواء .- وحدة صنعاء أحد الأندية اليمنية التي نعتز بها جميعا , ولا يجب أن ندخل حساسية وضع النادي الإداري الذي أصبح في غاية السوء والصعوبة , ووضع التلال الذي أسهمنا فيه جميعنا في خانة المفاضلة والاختيار الصعب , فهذه الشائعات كلها أباطيل , غير أن الإدارة الوحداوية الموقرة كان لها الفضل الكبير في وصول الأمر إلى هذا المستوى نتيجة تصرفاتها غير السليمة في قيادة النادي وتطفيش أبرز نجومه , وعدم الاهتمام الكافي بلاعبيه والتعامل معهم معاملة عسكرية خالصة .- وتبقى الشائعة الوحيدة الأقرب للتصديق هي شائعة إلغاء الهبوط , التي ربما تتحقق بعد أن تنتهي مباراة الوحدة والتلال في حال فوز الوحدة فقط كون التلاليون سيضغطون كثيرا من اجل استعادة مكانتهم في دوري النخبة والأضواء من خلال نبش ملف الرؤية الآسيوية التي تعفنت حتى اليوم في أدراج إتحاد كرة القدم دون أن يكون لها برنامج زمني واضح المعالم يعرفه الجميع حتى يستعد ويتهيأ لتنفيذه وتقبل نتائج هذا التنفيذ .