برحيل السينمائي كمال عطية مخرج فيلم (قنديل أم هاشم) تفقد الحركة الفنية المصرية واحدا من متعددي المواهب. فإلى جانب إخراجه 24 فيلما كتب كثيرا من الأغنيات لمطربين منهم المصري محمد رشدي واللبنانية صباح.ورغم اعتزاله الحياة الفنية تقريبا في السنوات الأخيرة فقد أصدر ثلاثة كتب هي (السيرة أطول من العمر) عام 2001 وهو سيرة سينمائية له والثالث صدر عام 2006 بعنوان (قصاقيص الذكريات) عن النوادر والخلفيات التي أحاطت بإخراج أفلامه.أما الكتاب الثالث فعنوانه (مذكرات أغنية) عام 2004 ويؤرخ فيه لأغنيات كتبها في أفلامه أو أفلام أخرجها غيره حيث كتب أولى أغنياته لفيلم (دايما في قلبي) الذي أخرجه عام 1946 صلاح أبو سيف وكان عطية مساعدا له. ولحن الأغنية محمود الشريف وأدتها عقيلة راتب ويقول مطلعها.. “دايما في قلبي وعلى بالي-مهما الزمن غير حالي».كما يسجل الكتاب أحداثا قال عطية انه كان شاهدا عليها إذ يروي قصة اجتماع لمجلس إدارة نقابة الموسيقيين في الأربعينيات حين كانت أم كلثوم رئيسته ومحمود الشريف عضوا فيه حيث قدم الشريف اقتراحا سخرت منه أم كلثوم ولم يتحمل الشريف سخريتها وطالبها بالاعتذار فازدادت سخريتها فما كان منه إلا أنه صفعها على وجهها ورفض الشريف الاعتذار لام كلثوم فاعتذر المجلس لها نيابة عنه.ويروي عطية أنه كتب أغنية لهند رستم لتؤديها في فيلمه (عشاق الليل) واعترضت عليها الرقابة لان فيها اسقاطات جنسية فغير عطية كلمات الأغنية التي احتفظت باللحن نفسه ويقول مطلعها “عايزين ومش عايزين-عايزين ونتمنع- وانتو كمان عارفين-وسايبينا نتدلع-واحنا صحيح عايزين».ولد كمال عطية حنا عطية في السابع من فبراير شباط عام 1919 وحصل على دبلوم في زخرفة المباني من معهد ليوناردو دافنشي بالقاهرة عام 1939 وفي مطلع أربعينيات القرن العشرين عمل بالصحافة وكتب الاغاني والقصة القصيرة. يتبعثم التحق بأستوديو مصر عام 1946 حيث عمل مساعدا مع المخرج المصري صلاح أبو سيف (1915 - 1996) في أفلام (دايما في قلبي) و(المنتقم) و(مغامرات عنتر وعبلة) كما كتب كلمات الأغنيات التي أدتها الفنانة الراحلة عقيلة راتب في الفيلم الأول.وبدأت رحلته مع الإخراج عام 1950 بفيلم (حبايبي كتير) أما آخر أفلامه فهو (ليس لعصابتنا فرع آخر) عام 1990.أخرج عطية تسعة أفلام تسجيلية وقصيرة منها (فجر جديد) عام 1965 أما أبرز أفلامه الروائية الطويلة فهي (عشاق الليل) و(رسالة إلى الله) و(سوق السلاح) و(الشوارع الخلفية) و(عبيد الجسد) و(طريق الشيطان) و(قنديل أم هاشم) عن الرواية الأكثر شهرة للأديب المصري يحيى حقي.وحصلت بعض أفلامه على جوائز كما كرمه المهرجان القومي السادس للسينما المصرية عام 2000 وصدر عنه في تلك المناسبة كتاب (كمال عطية.. التعدد الإبداعي وعشق السينما) للناقد المصري ناجي فوزي.
|
ثقافة
سيرة مبدع
أخبار متعلقة