جنود أمريكيون يشاركون في العملية العسكرية ببلدة مرجه في إقليم لمند الأفغاني يوم أمس.
مرجه/ أفغانستان/ 14 أكتوبر/رويترز : صرح متحدث باسم مشاة البحرية الأمريكية يوم أمس الاثنين إن قوات مشاة البحرية تحرز تقدما مطردا في واحدة من أكبر العمليات التي يشنها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان منذ بداية الحرب في 2001 غير إن المناطق التي تنتشر بها القنابل المزروعة على الطريق تعرقل تقدمها.والهجوم أول اختبار لخطة الرئيس الأمريكي باراك اوباما بإرسال 30 ألف جندي إضافي لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون قبل خفض مقرر لعدد القوات بداية من عام 2011 .وأضاف الكابتن ابراهام سيب من مشاة البحرية لرويترز ردا على رسالة نقلت عبر البريد الالكتروني «نحرز تقدما مطردا ولكننا منظمون جدا فيما يتعلق بفحص الطرق وتطهيرها في منطقة مليئة بالعبوات الناسفة بدائية الصنع» مضيفا أنه لن يتم الاعلان عن اعداد القتلى أو الاسرى من المتشددين.وقال مسؤولون أفغان يوم الاحد ان ما يصل الى 35 متشددا قتلوا في اول يومين من العملية.وأضاف سيب «لم تكن هناك مقاومة تذكر في كثير من المناطق في مرجة. وثمة مناطق واجه فيها مشاة البحرية مقاومة عنيفة ولكنهم يحرزون تقدما مطردا في ارجاء المنطقة.»وفي مثال يظهر المقاومة الشرسة التي يبديها مقاتلو طالبان حاولت وحدات من مشاة البحرية مرتين منذ يوم أمس الأول الأحد الوصول الى منطقة أسواق في مرجة لتطهير مواقع تؤوي عناصر من الاعداء لكنها تراجعت أمام اطلاق نار كثيف ورصاص القناصة.وتم استدعاء طائرات هارير وطائرات هليكوبتر مهاجمة مزودة بصواريخ للمساعدة.وصرح مسؤولون أفغان بأنه كانت هناك بعض الاشتباكات.وقال غلام محيي الدين غوري الجنرال البارز في الجيش الافغاني في هلمند «دار قتال الليلة الماضية ومازالت بعض الاشتباكات المتقطعة دائرة في مرجة. تكبد العدو خسائر.»وتتصدر أفغانستان قضايا السياسة الخارجية بالنسبة للرئيس الامريكي أوباما ومن ثم فان الاخفاق في هذا المجال يمكن أن يضر برئاسته.ويتوقف جانب كبير من نجاح العملية في هلمند على ما اذا كانت الادارة ستكسب ثقة السكان كما يجب أن تكون القوات الافغانية قادرة على منع طالبان من العودة.وتقوم مصداقية حلف الاطلسي والحكومة الافغانية على الحد من أعداد القتلى من المدنيين خاصة منذ أن طلب قادة الحلف من سكان مرجة التزام منازلهم خلال الهجوم.وقال جولاب مانجال حاكم اقليم هلمند ان ثلاثة كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات انتحارية قتلوا يوم الاحد اثناء محاولتهم تفجير أنفسهم بين جنود.وأضاف في مؤتمر صحفي «الوضع يسير لحظة بلحظة بالطريقة التي توقعتها الحكومة. القوات توسع تقدمها من نقاط سيطرت عليها والعملية تسير بنجاح.ولم يتسن الوصول لطالبان يوم الاثنين للتعقيب.لكن في بيان بمناسبة الذكرى العشرين لانسحاب القوات السوفيتية المهزومة من أفغانستان بعد قتال مع المجاهدين المدعومين من الغرب استمر لنحو عقد قالت طالبان «سيواجه المحتلون الحاليون لافغانستان الهزيمة مثل الجيش الاحمر.»وأضافت «بعد 20 عاما من هزيمة الجيش الاحمر أمهل أوباما اليوم وفي أفغانستان أيضا قائد الغزاة الاجانب (قائد قوات حلف شمال الاطلسي الجنرال الامريكي ستانلي) مكريستال عاما ونصف العام ليثبت انتصاره على الامارة الاسلامية.».وتسببت صواريخ الحلف في مقتل 12 مدنيا أفغانيا يوم الاحد في ثاني يوم من هجوم يهدف الى فرض سلطة الحكومة الافغانية في أحد آخر معاقل طالبان بأكثر أقاليم البلاد عنفا.وروج قادة حلف الاطلسي للعملية لاسابيع قبل اطلاقها على امل اقناع مقاتلي طالبان بالفرار كي تجرى السيطرة على المنطقة بأقل أضرار أو خسائر ممكنة في أرواح المدنيين وتمهيد السبيل لترحيب 100 ألف شخص يعيشون هناك بالادارة الافغانية.وتعد مرجة منذ فترة طويلة أرضا خصبة للمسلحين وزراعة الخشخاش المربحة التي تقول الدول الغربية انها تمول التمرد. ويتهم مسؤولو طالبان حلف الاطلسي بالتضخيم من أهمية المنطقة لتعويض الخسائر السابقة.وبدأ الهجوم يوم السبت بموجات من طائرات هليكوبتر تنقل قوات الى مرجة ومنطقة ناد علي القريبة. وفي اليوم التالي تعرض جنود مشاة البحرية الامريكية لنيران كثيفة.