مواجهات بين الاحتلال وشبان فلسطينيين في محيط الحرم الإبراهيمي
إسرائيل تقول إن الحرم الإبراهيمي موقع دفن
تل ابيب/ متابعات: وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذير الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اندلاع حرب دينية على أثر قرار إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية، بالحملة الكاذبة والمنافقة. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني عن مستشار نتنياهو الإعلامي نير حيفتس قوله إن هذه «حملة كاذبة ومنافقة». وادعى أن «دولة إسرائيل ملتزمة بحرية العبادة لأبناء جميع الديانات وفي جميع الأماكن المقدسة وهذا ما تنفذه على أرض الواقع».ويقول مراقبون إن جيش الاحتلال يمنع باستمرار وصول الفلسطينيين إلى أماكنهم المقدسة سواء في الخليل أو القدس، ويسمح لهم بالصلاة في حالات قليلة، كما أنه يغلق مسجد بلال، الذي تطلق عليه إسرائيل اسم قبر راحيل، أمام المصلين المسلمين وتحيطه بسور مرتفع ومواقع مراقبة عسكرية. وقال حيفتس إن «قبر راحيل (مسجد بلال) ومغارة المكفيلة (أي الحرم الإبراهيمي) هما موقعا دفن، يعود تاريخهما إلى ما قبل 3500 سنة، لآباء الشعب اليهودي إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأمهات الأمة سارة ورفقة وراحيل، وهذه المواقع تستحق بكل تأكيد أن يتم الحفاظ عليها وترميمها». وأضاف أنه «في هذه الأيام يجري استكمال إعادة صيانة المدخل والطريق المؤديين إلى قاعة الصلاة للمسلمين في مغارة المكفيلة وبطريقة مشابهة ستعمل إسرائيل أيضا على صيانة الموقع الذي يستخدمه اليهود القادمون إلى المغارة».وتأتي هذه التصريحات ردا على تحذيرات الرئيس محمود عباس من أن قرار اعتبار الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم وأسوار القدس القديمة تراثا يهوديا إسرائيليا «استفزاز خطير ويهدد بحرب دينية».وطالب عباس أمام البرلمان البلجيكي أمس الأول الثلاثاء «بدور سياسي فاعل للاتحاد الأوروبي يكمل الدور الأميركي»، واعتبر أن كل تأخير في التحرك «سيقوض فرص السلام ويدخل المنطقة في دوامات جديدة من العنف».وفي السياق داته ، أدان حزب الله القرار الإسرائيلي معتبرا أنه يشكل عدوانا جديدا على مقدسات المسلمين واعتداء على كرامة أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم. وقال حزب الله إن «هذا العمل يعبّر بوضوح عن استكبار هذا الكيان واستخفافه بكل الحرمات والأعراف الدولية والقيم الإنسانية».وأشار البيان إلى أن «حزب الله إذ يعرب عن بالغ الغضب والإدانة لانتهاك قدسية الحرم الإبراهيمي، فإنه يدعو المسلمين جميعا على اختلاف مواقعهم وتواجدهم إلى رفع الصوت عاليا في وجه هذا التهويد الجديد». وأضاف أن «أي تهاون في هذا الموضوع سيفتح شهية الاحتلال على ارتكاب ما هو أخطر من ذلك، خصوصا أن الصمت في الماضي أوصل أمتنا إلى تضييع فلسطين وأسر المسجد الأقصى».ودعا البيان «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للإطلاع بدورهما والقيام بكل ما تمليه عليهما واجباتهما القومية والإسلامية في التصدي لهذا الاعتداء الخطير».من جهته قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية إن الإعلان الإسرائيلي يشكل خرقا سافرا للقانون الدولي في مهام وواجبات سلطات الاحتلال، وهو استمرار لنهج الاحتلال الإسرائيلي في تهويد الأراضي المحتلة. وقال المصدر في بيان نشر الثلاثاء إن سوريا «تدين بشدة هذا العدوان على المقدسات والتراث وتطالب المجتمع الدولي بما فيه الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة برفض هذا الإعلان وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي». يذكر أن مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين اندلعت في محيط الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وقد أشعل الشبان الغاضبون النار في إطارات السيارات ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة، كما شل الإضراب العام الحياة التجارية والتعليمية في محافظة بيت لحم.