حلبة القراء
ترتفع نسبة الأمية بين صفوف النساء، وتزداد معدلات الفتيات اللواتي حرمن من حق التعليم أو تسربن من المدارس، إذ ينخفض المستوى التعليمي للمرأة مقارنة بالرجل، فيصبح من الطبيعي أن تقترن أمية المرأة بمعدلات الفقر والبطالة، فأكثر من ثلثي الفقراء هم من النساء، وتتزايد البطالة بين الإناث نتيجة ضعف الطلب على عمالة المرأة في سوق العمل، الأمر الذي يحد وبصورة شديدة من الفرص المتاحة لهن في الحياة. وأمام الظروف المعيشية القاسية ولتخفيف العبء عن كاهل الأسرة تضطر شريحة من الفتيات الأقل حظاً في التعليم للبحث عن وظيفة لغرض تأمين مصدر رزق يحميهن من الجوع والعوز وسؤال الناس ومحاولة لتحسين الظروف الاقتصادية لأسرهن، فحين تنزل الفتاة إلى سوق العمل دون أن تمتلك التعليم الكافي والكفاءة المطلوبة يقلل ذلك من فرصتها في العثور على مجالات وظيفية واسعة ومتنوعة، فلا حيلة أمامها غير القبول بوظائف لا تتطلب مهارة وكفاءة ولكن تبقى كعمل لائق يساعدها على الكسب الحلال. ليست الإشكالية فقط في نظرة المجتمع الأقل احتراماً للمرأة العاملة في وظائف كانت في السابق حكراً على الرجال، إنما في الأسباب التي أدت إلى تنامي تواجد الفتيات بالذات صغار السن بوتيرة عالية في وظائف تخلى رب العمل فيها عن الرجل وتم الاستعانة بالمرأة كبديل له، وقد ساهم في تقبل المرأة لمثل تلك الوظائف لوقوعها تحت ظروف معيشية صعبة وهرباً من الفقر والبطالة، ومن تلك الوظائف، عمل المرأة كـ( نادلة في المطاعم والفنادق، وعاملة في محلات الاتصالات ومقاهي الانترنت، وبائعة في محلات الملابس التجارية والسوبر ماركت) حيث توصف تلك الوظائف بالرخيصة والمهينة ويستحقرها المجتمع وتتعرض جميع الفتيات العاملات فيها لنظرة شك إضافة إلى المضايقات اللفظية والتحرشات من الزبائن والرواد ومن أرباب العمل أنفسهم. إن استغناء رب العمل عن الرجال في هذه الوظائف واستخدام النساء كبديل عنهم، يأتي ضمن أمية المرأة كونها الأقل وعياً وفهماً لحقوقها في العمل على عكس الرجل، فهي-المرأة- سهلة الانقياد والخضوع، ما يجعل رب العمل يلغي امتيازات عن المرأة كانت متاحة قبلاً للرجل، فتتقاضى المرأة في عملها أجراً متدنياً لا يساوي أجر الرجل رغم أنها تبذل المجهود ذاته وتقضي نفس عدد ساعات العمل، فالمرأة في سوق العمل دائماً ما تكون قنوعة وغير متطلبة ويمكنها القبول بشروط عمل غير ملائمة، نتيجة إحساسها بعدم الاستقرار في العمل والخوف الدائم من فقدان وظيفتها إذا ما تجرأت على المطالبة بحقوقها ما يساعد صاحب العمل على استغلالها كعمالة رخيصة دون أن يوفر لها أي نوع من الضمانات كانت اجتماعية أو صحية، لعلمه أنها لن تتمرد وترفض فرصتها الوحيدة في العمل، كما أن رغبة أرباب العمل في الاستعانة بالمرأة لمثل هذه الوظائف كونها تشكل عامل جذب واستقطاب وواجهة جميلة للعرض تشد الزبائن، ويعد ذلك امتهاناً للمرأة برضا المرأة . وجود المرأة كعمالة رخيصة في سوق العمل يجعلها لا تحرز أي تقدم ولا تكتسب أية مهارة أو خبرة أو كفاءة تساعدها على تطوير ذاتها، وأغلب النساء يشعرن أنهن مهددات بالطرد لأتفه الأسباب .