عمان / وكالات :تصاعدت موجة الاستنكار الشعبية في الأردن لتشمل مجلس الأمة كرد فعل على زيارة أربعة نواب من الاخوان المسلمين ينتمون إلى جبهة العمل الإسلامي في الاردن لبيت العزاء الذي أقامته اسرة الزرقاوي بعد مصرعه ، والنواب هم إبراهيم المشوخي ومحمد ابو فارس وعلي ابو السكر وجعفر الحورانيالى ذلك أغلقت السلطات الأمنية الأردنية بيت العزاء الذي صار منبرا للمتشددين الذين يزورونه وصار منبرا للفكر التكفيري الإرهابي بحسب ما نشرته وكالة الانباء الاردنية ( بترا ) الأردنية، وكانت السلطات الاردنية رفضت استقبال جثة الزرقاوي ومنعت دفنها في الأراضي الأردنية سواء بسواء. وقالت وكالة الانباء الاردنية ان اهالي الشهداء الذين سقطوا جراء التفجيرات الارهابية في ثلاثة فنادق في عمان في نوفمبر الماضي استنكروا وأدانوا بشدة قيام نواب من جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين بتقديم العزاء لذوي الارهابي ابي مصعب الزرقاوي وتنطح النائب ابو فارس لخطبة الجمعة في الزرقاء ليصف "هذا الارهابي المجرم الدموي الزرقاوي بانه شهيد مجاهد".ومضى التعليق الذي بثته وكالة الانباء الاردنية الرسمية يقول : (( منذ ذاك اليوم المشؤوم في 9/11/2005م لم تزل جراحنا نازفة ومأساتنا الفاجعة مستمرة والمشاهد تلوح كل لحظة امام اعيننا، اطفال قتلى وامهات ثكلى ارواح بريئة ازهقت ودماء طاهرة زكية سفكت، لا لذنب جنته ولا لجريمة اقترفتها سوى انها وقعت ضحية لفئة ضالة مضللة امتهنت صيد الابرياء وقتل الفرح فيهم وتحويل اعراسهم ومناسباتهم الاجتماعية الى مآتم ومآس نتجرع ذكرياتها ومشاهدها المريرة في كل حين )) .وأضاف التعليق قائلا ً : (( وقد تعاظمت مأساتنا عندما تصدى ابو مصعب الزرقاوي احد زعماء من يصفون انفسهم بالمجاهدين بكل صلافة وصفاقة ليعلن مسؤوليته عن هذه الجريمة النكراء وليعلم حينها من لم يكن يعلم ان هذه الفئة التي امتهنت اعمال القتل بالمؤمنين الآمنين المسالمين باسم الدين وبشرت بالنصر المبين فيما اسمته بغزوة عمان ليست سوى فئة من المجرمين وأصحاب السوابق والقتلة المارقين الذين شوهوا بأعمالهم ديننا الحنيف واعتقدوا بأفكارهم المنحرفة المشوهة بأنهم حجة على الدين وقد خسئوا ان يكونوا حجة على الاسلام والمسلمين لما اقترفته ايديهم القذرة من فظاعات وبشاعات يندى لها كل جبين ويرفضها كل دين".واستطرد التعليق يقول (( "ولما كادت جراحنا توشك على الالتئام عندما طالت يد الحق والعدالة كبير القتلة والارهابيين وبعض معاونيه شعرنا بعظمة الانتقام الالهي وهدأت ارواح شهدائنا .. ساءنا ان تخرج مجموعة من نوابنا تدعي تمثيلها للشعب الذي رفض الارهاب وأدانه وأجمع على مكافحته وملاحقة صناعه ..على هذا الاجماع بالمبادرة للمشاركة في عزاء هذا المجرم الارهابي والتهنئة بمقتله باعتباره شهيدا مجاهدا ..فأي شهادة وأي جهاد ورب العزة يقول في كتابه العزيز ان من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا فكيف بمن اراق دماء العــشرات مـــن الابرياء وروع الآمنــــين )) .من جانبهم قال ذوو الضحايا في بيان نشرته وكالة الانباء الاردنية (( اذ نستنكر وندين بشدة قيام النواب الذين يمثلون حزب جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين وبمباركة من قيادتي الحزب والجماعة بالمشاركة بما اسموه عرس الشهيد وتنطح النائب محمد ابو فارس لخطبة الجمعة في الزرقاء معتليا منبر رسول الله (ص) ليصف هذا المجرم الدموي بالشهيد المجاهد فإننا نستغرب هذا الموقف من حزب اردني مرخص يدعي انه ينهض بالرسالة الدعوية الاسلامية الصحيحة فإننا نعتبر هذه الخطوة مباركة صريحة وتأييدا لا يقبل التأويل للاعمال الاجرامية التي يرتكبها حملة الفكر التكفيري المشوه ونرى انها بمثابة فتوى تضفي الشرعية على هذه الاعمال القذرة وهذا الموقف الذي يذكرنا بمواقف سابقة لهذا الحزب عندما انبرى لتبرير استهداف مدينة العقبة )) .واستهجن ذوو الضحايا موقف النواب الإسلاميين الأربعة ووصفوه بأنه (( شكل اساءة بالغة لنا واستخفافا بمشاعرنا وارواح شهدائنا يدعونا للتوجه الى ابناء الوطن كافة للتعبير عن ادانتهم لهذا السلوك غير المبرر ومطالبة الحكومة ومجلس النواب ومنظمات حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية والعلماء والفقهاء بالاضطلاع بدورهم في تعرية هذا التصرف الانتهازي وإدانته وإجبار حزب جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين على الاعتذار رسميا للشعب الاردني عن هذا الموقف المسيء وإعلان رفضهما للقتل والارهاب بجميع اشكاله مهما كانت اسبابه ومبرراته ونحتفظ بحقنا في اتخاذ جميع الاجراءات القانونية والعشائرية في محاسبة كل من سولت لهم انفسهم الاتجار بدماء ابنائنا. قال تعالى وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)).وتوالت موجة الاستنكار لإقدام النواب الإسلاميين الأربعة على زيارة بيت العزاء الذي اقيم تكريما للزرقاوي الذي تم اغلاقه بقرار أمني ، حيث قالت صحيفة (الرأي) في مقال افتتاحي (( خاب أملنا فعلا، حيث لم نكن نتوقع ان يمضي نواب جبهة العمل الاسلامي قدما في الطريق الذي سلكوه وفي الخيار الذي اختاروه عن عمد وسبق اصرار بأن يكونوا ضد ارادة شعبهم والمصالح العليا لوطنهم )) .وعابت الصحيفة على البرلماني الإخواني محمد ابو فارس ظهوره عبر شاشة قناة ( العربية ) ليصدر (( فتواه الثورية التي اعتبرت الزرقاوي شهيدا للاسلام ، ووصفه شهداء الفنادق الثلاثة في عمان وليقول " سماحته" بأن اطلاق كلمة شهداء على ضحايا تفجيرات عمان هي الغوغائية بعينها )) .وتساءلت صحيفة ( الرأي ) الاردنية قائلة : (( ما الذي اقترفته ضحايا ارهاب ابو مصعب ومن الذي سيشفع لهم عند الله بعد ان اهدر دمهم هذا الارهابي الذي هو في نظر ابو فارس شهيد ومجاهد وشفيع في الآخرة ؟ )) .وقالت االصحيفة : (( آن الأوان لأن يدرك هؤلاء "الناس" الذين يتحدون مشاعر شعبهم ويديرون ظهورهم عن قصد لتعاليم الاسلام السمحة وقيمه النبيلة ويوزعون مفاتيح الجنة ان التضليل واحتكار الحقيقة والنطق باسم الاسلام وتكفير الآخرين والاستهتار بدماء الآخرين لن يكون في صالحهم لان الشعب الاردني لن ينسى ولن يغفر ولن يسامح... رب ضارة نافعة، يا سماحة " الشيخ".. لقد خلعت قناعك )). وكان ذوو شهداء الفنادق قد شرعوا فعلا بالاجراءات القانونية لمقاضاة النائب الاخواني ابو فارس اثر صدور تصريحاته المتطرفة في الوقت الذي ناقض المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين سالم الفلاحات، ابو فارس معتبرا ضحايا التفجيرات الستين شهداء .واعتبر مواطنون وهيئات شعبية أردنية زيارة النواب الأربعة الى بيت العزاء أنها مباركة شرعية للأعمال الإرهابية التي ارتكبها الإرهابي الزرقاوي بحق أبنائهم وذويهم من شهداء تفجيرات فنادق عمان وغيرهم من الأبرياء المدنيين .كما عاب برلمانيون في مجلس الأمة الأردني على زملائهم الإسلاميين الزيارة باعتبارها تبريرا لقتل أبناء الشعب وبخلاف مشاعر الأردنيين الذين أصابهم الزرقاوي بقتل 60 مدنيا في تفجيرات عمان الإرهابية كما وصفتها كتل برلمانية بأنها إساءة لمجلس النواب كسلطة تشريعية و تشكل تخبطا في صفوف الحركة الإسلامية ، وعدم الانسجام بين صفوفها ما يشكل علامة دالة على بداية تصدع وظهور مشروع شرخ فيها . في هذا السياق عقدت كتل نيابية سلسلة اجتماعات لتبحث قيام أربعة من نواب كتلة الحركة الإسلامية بزيارة لبيت عزاء أبو مصعب الزرقاوي (مسؤول تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين) للتعزية بمقتله في غارة جوية أميركية شمال بغداد، إذ يتوقع أن تصدر الكتل بيانا تستنكر هذه الزيارة وتصريحات ابو فارس.وبالمقابل حذر حزبيون أردنيون ، جبهة العمل الإسلامي من الولوج في دوامة التقاطعات الإقليمية وتوجهات جهات وأنظمة معروفة للجميع ،و اعتبر علماء وفقهاء في الفقه والشريعة الإسلامية تصريحات ابو فارس فتنة للمجتمع واستفزازا لمشاعر الأردنيين وأهالي الضحايا، وانه بذلك يكون قد نصب نفسه وليا على حق الهي بتصنيف موتى المسلمين بين شهيد وقتيل.ودان أهالي مدينة الزرقاء التي نشأ بها الإرهابي أبو مصعب زيارة نواب من جبهة العمل الإسلامي لبيت العزاء ، إذ استهجنت الفعاليات الحزبية ومؤسسات المجتمع المدني أن يتقدم نواب من جبهة العمل للتعزية بإرهابي قتل أبناء الوطن بدم بارد دون وازع من دين أو ضمير أو خلق.وقال مواطنون أردنيون في تصريحات استنكار نشرتها الصحف الأردنية " نستغرب كيف يتحدى هؤلاء النواب مشاعرنا بالتعزية في شخص أدمانا في ليلة لن ينسى التاريخ بشاعتها وتساءلوا : ألا يذكر هؤلاء النواب الليلة الدموية التي تسلل فيها الإرهابيون والقتلة لعاصمتنا الحبيبة عمان ، أولا يذكرون وجوه الضحايا من الأطفال والنساء وصراخ الحرائر الأردنيات".على صعيد متصل اعتقلت السلطات الأمنية الأردنية امس النواب الأربعة الذين ينتمون لجبهة العمل الاسلامي الذين زاروا بيت العزاء الذي اقامته عائلة الخلايلة بمقتل ابو مصعب الزرقاوي، ويبدو ان الحصانة البرلمانية قد رفعت عن النواب الاربعة الامر الذي سهل اعتقالهم،، حيث لا يسمح الدستور الاردني باعتقال اي برلماني ما دامت الدورة البرلمانية منعقدة. ولا يعرف بعد ما اذا كان النواب الاربعة سيقدمون للمحاكمة بتهمة الارهاب او الخيانة العظمي حيث انهم يعتبرون مؤيدين للارهاب بعد اصدار النائب محمد أبو فارس فتوى عبر قناة ( العربية ) اعتبر فيها الزرقاوي شهيد ا، واستنكاره اعتبار الضخايا الستين الذين قضوا في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في نوفمبر الماضي شهداء !! .وفي أخر التطورات أعلن مصدر رسمي أردني أن مدعي عام عمان قرر إحالة النواب ألاربعة إسلاميين إلى نيابة أمن الدولة بتهمة التحريض وإثارة النعرات وتعكير صفو الوحدة الوطنية. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي إن المدعي العام قرر إحالة النواب الأربعة إلى نيابة أمن الدولة بتهمة خرق المادة رقم 150 من قانون العقوبات (التحريض وإثارة النعرات وتعكير صفو الوحدة الوطنية) وكذلك بسبب عدم الاختصاص. والنواب الأربعة أعضاء في جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي للإخوان وهم محمد أبو فارس وجعفر الحوراني وإبراهيم المشوخي وعلي ابو السكر. وأضاف جودة أن ثمانية من عائلات شهداء اعتداءات عمان تقدموا بشكاوى ضد النواب الأربعة. وكان المدعي العام قرر التحفظ عليهم فور استدعائهم للتحقيق مساء الأحد الماضي اثر قيامهم بتقديم التعازي بالمتشدد احمد فضيل نزال الخلايلة الملقب بابي مصعب الزرقاوي وإطلاق تصريحات استفزازية.وكان المدعي العام قام باستدعاء النواب جراء تقارير أمنية وتصريحات لهم في ما يتعلق بقضية الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي الذي أعلن مسؤوليته عن تفجيرات عمان في التاسع من نوفمبر 2005. ومن جهته قال مصدر قضائي إن النائب العام العسكري سيحيل النواب الأربعة إلى مدعي عام أمن الدولة للتحقيق معهم مشيرا إلى إمكانية الإفراج عنهم بعد انتهاء التحقيق بموجب سندات كفالة. من جهة أخرى تجمع ما يقارب ألفي شخص أمام مجلس النواب بينهم شيوخ ووجهاء عشائر من مختلف محافظات المملكة منددين بتقديم النواب الأربعة التعازي وبالتصريحات الاستفزازية التي أطلقها بعضهم.واستمر الاعتصام حوالي ساعة رفع خلالها المشاركون لافتات كتب عليها (القتلة هم المحرضون والإرهابيون) و(عاش الأردن وليسقط الإرهابيون) ونشجب قيام بعض النواب بالتعزية بالإرهابي أبو مصعب. وعلى صعيد متصل قرر المدعي العام بمحكمة أمن الدولة الأردنية توقيف أربعة نواب إسلاميين 15 يوما على ذمة التحقيق، وذلك على خلفية قيامهم بتقديم العزاء لعائلة أبو مصعب الزرقاوي.وقرر المدعي العام إحالة النواب إلى سجن الجفر الصحراوي جنوبي عمان وهو السجن الذي خصصته السلطات مؤخرا للمجرمين الخطرين, بعد أن كان في السابق مخصصا للسياسيين.ووجه الادعاء تهمة "المساس بالوحدة الوطنية وإثارة النعرات" للنواب محمد أبو فارس, علي أبو السكر, جعفر الحوراني, إبراهيم المشوخي.وفي حال إدانة النواب من قبل محكمة أمن الدولة فستصدر بحقهم أحكام بالسجن من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.وفي نفس السياق أصدرت مختلف القوى السياسية بالبرلمان بيانا شديد اللهجة أدان قيام النواب الأربعة بالتعزية. وكشفت مصادر نيابية عن توجه لدى بعض الكتل بفصلهم من المجلس.كما قال الناطق باسم الحكومة ناصر جودة في مؤتمر صحفي إن النواب الأربعة أصبحوا في عهدة القضاء, رافضا التعليق على اعتقالهم تحت مبرر عدم التدخل في عمل السلطة القضائية.وأدان جودة ما أسماه "الاستفزاز الكبير" الذي تسببت فيه تعزية النواب في الزرقاوي, مبينا أن النواب لا يتمتعون بالحصانة الدستورية لكون مجلس النواب ليس في حالة انعقاد حاليا.وأثارت تصريحات أبو فارس خلال التعزية ووصفه الزرقاوي بأنه "شهيد"، وفقا لوسائل الإعلام، انتقادات من جانب عائلات ضحايا هجمات عمان التي أوقعت العام الماضي أكثر من 60 قتيلا ونحو 100 جريح، وتبناها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
استنكار شعبي أردني لمشاركة نواب الإخوان المسلمين في عزاء الزرقاوي
أخبار متعلقة