فندق في قلب المدينة و شلالات كلايد من أجمل الشلالات في بريطانيا
نيو لانرك مدينة تتمتع بميزتين سياحيتين هما السياحة الصناعية والسياحة المكانية منذ بل وتكاد تكون المدينة الوحيدة في اسكوتلندا وربما بريطانيا والعالم ، التي تتمتع بهذه الميزة منذ نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر .والتي أهلتها بالتالي لاستقبال عدد لا يستهان به من الشخصيات المهمة والمميزة.تبعد «نيو لانرك» 25 ميلا عن مدينة غلاسكو جنوبا، وتقع فيما يعرف «بوادي كلايد» في مقاطعة لانكشر الرائع والشهير بمناظره الطبيعية الخلابة.وكانت البلدة الصغيرة اشبه بمجتمع صناعي خاص بغزل القطن، حيث توجد فيها اربعة مغازل ضخمة واكثر من الفي عامل معظمهم من الاطفال والنساء. وقد أسس البلدة صاحب المغازل ديفيد ديل (1739 ـ 1806)، وهي تعبير عن تطور قوة الماء آنذاك، اذ بدأ استخدامها لتشغيل المصانع والمغازل، كما هي تعبير عن انسانيته وتنوره ومثله العالية. لكن زوج ابنته (روبرت اوين 1771 - 1858)،هو الذي اخذ المشروع الى آفاق اخرى، حيث ذاعت شهرته في جميع أنحاء العالم، إذ عمل على تحصيل اكبر نسبة ممكنة من الارباح، وجعل المغازل مكانا لتجربة افكاره الاجتماعية والاصلاحية. فالمغازل والمصانع في عهده كانت هي الوحيدة في بريطانيا والعالم الحديث والصناعي التي تتمتع بمواصفات انسانية بالمعنى الجدي للكلمة، خصوصا عندما يتعلق الامر بالاطفال وتعليمهم وتعليم العمال وعدم اللجوء الى أسلوب العقاب وتثقيفهم حول التخطيط والتعاون وغيره. بأي حال حاول اوين ايجاد مجتمع مصغر مبني على العمل والثقافة والمسؤولية والتعاون والربح يستفيد منه جميع افراده. الطبابة كانت مجانية والعمل واجب والعقاب الجسدي ممنوع والتعليم ضروري وما الى ذلك.. وكان اوين الغني جدا والصادق في تجربته، يحاول تقديم بعض الحلول لبعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الملحة بعد حروب نابليون، التي بدورها ساهمت في انتشار السياحة في اوروبا وبالتالي تمتعت «نيولانرك» بسمعة ممتازة على هذا الصعيد.ولأن اوين اصبح -كما يوصف عند المشاهير الآن ـ «سلبرتي»- اصبحت البلدة اشهر من نار على علم، خصوصا أنها كانت قريبة جداً من مناطق سياحية معروفة ومشهورة آنذاك مثل منطقة «لوخ لومند» المائية المذهلة والحالمة ومدينتي أدنبرة وغلاسكو وشمال إنجلترا. وكانت تستخدم محطة للسياح قبل انطلاقهم إلى مواقع اخرى في جبال اسكوتلندا الشاهقة والمثيرة. كما انها تضم أجمل شلالات المنطقة المعروفة بـ «بشلالات كلايد»، وهذه الشلالات كانت نقطة جذب خاصة بالسياح من جميع أنحاء اوروبا قبل مشروع اوين الإصلاحي. كما ان الطرق المؤدية اليها تمنح الزائر فرصة لا تعوض لرؤية مواقع تاريخية مثل قلعة «بوثويل» وقصر دوق هاملتون وقلعة كريغنيثان التي يرتبط اسمها دائما باسم ملكة اسكوتلندا الملكة ميري. وهنا لا بد من الذكر ان «نيو لانرك» هي مسقط رأس بطل الاستقلال الاسكوتلندي الذي حارب الانجليز، وليام ووليس. ولذا ارتبطت دائما بفكرة اسكوتلندا المستقلة وظلت تعبيرا عن الشخصية الاسكوتلندية المبدعة والساعية الى الحرية والعدل والتعلم والتطور وبالتالي التفكير الخلاق.كما كانت مهداً لأول برلمان اسكوتلندي عام 978 بعد الميلاد. وتعتبر «لانرك» منطقة ملكية منذ القرن الثاني عشر. ولان الكهوف التي يختبئ فيها قرب الشلالات خوفا من ان يعتقله الانجليز، تم بناء عدة فنادق تقليدية وقديمة في المنطقة لخدمة السياح ، البلدة والشلالات كانتا محطة سياحية على مدار العام من دون انقطاع لكن الخريف كان من أكثر الاوقات ازدحاما لما تعرضه المنطقة من خيراتها من الفاكهة والخضراوات. وللوصول الى «نيو لانرك»، يمكن أخذ القطار من لندن وهو متوفر بانتظام (كل نصف ساعة) من المحطات الرئيسية كـ«كينغز كروس» و«هيوستن» رأسا باتجاه محطة البلدة. وتستغرق الرحلة في القطار حوالي 4 ساعات. ويمكن الوصول إلى البلدة من مدينتي غلاسكو وادنبرة اما عبر القطار أو الحافلات المتوفرة بسهولة. وتستغرق الرحلة ما بين 20 و30 دقيقة.