قناة السويس
الاسكندرية / داليا عاصم :هيمنت أجواء اللحظة التاريخية لقرار تأميم قناة السويس الذي أعلنه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قبل 50 عاما من ميدان المنشية الشهير بالإسكندرية على احتفالية أقامتها مكتبة الإسكندرية أخيرا على مدار يومين بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأميم القناة.واستعاد الكثير من المتحدثين أجواء تلك اللحظة في 26 يوليو 1956، وكيف شكلت بكل تداعياتها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي مفترق طرق مفصلياً في تاريخ مصر، وهو ما أشار إليه الفريق أحمد على فاضل رئيس هيئة القناة في استعراضه نجاحات الهيئة في تنمية موارد القناة وتحقيق إيرادات بلغ أقصاها في السنة المالية 2004 ـ 2005 حوالي 3.3 مليار دولار. وذكر أن القناة شهدت عبور حوالي 7% من تجارة العالم المنقولة بحراً في عام 2005.كما تناول الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية في كلمته الإطار والسياق التاريخي لقرار تأميم هيئة قناة السويس بأبعاده السياسية والاقتصادية.[c1]تحويل قصر ديليسبس إلى متحف دائم لها[/c] وتعرض باختصار لمرحلة ما بعد التأميم والعدوان الثلاثي على مصر الذي لم يكن ـ حسب رأيه ـ، إلا حلقة في مسلسل الانتصار المصري والغلبة نحو الاستقلال من التبعية وبناء الشخصية المستقلة. وشهدت الاحتفالية في يومها الأول افتتاح معرض للوثائق الخاصة بقناة السويس؛ نظمته المكتبة بالتعاون مع هيئة قناة السويس، ومجلة المصور. وفي اليوم الثاني أقيمت حلقة نقاش تحدثت فيها الدكتورة هدى عبد الناصر، كريمة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية، عن معركة قناة السويس كنقطة تحول تاريخية أنهت عصر الاستعمار القديم وبدأ معها عصر جديد. وأكدت على أهمية قرار التأميم لأنه جاء بمثابة وقاية للمنطقة من فكرة «التدويل»، وذلك لإبعاد القناة عن سياسة أي دولة. كما ناقش الدكتور عبد التواب حجاج، المستشار الاقتصادي لرئيس هيئة قناة السويس «الأهمية الاقتصادية للقناة السويس وما أضافته من رصيد جيوبولوتيكي كبير لمصر والعالم». وعرض لدراسة تقييمية أكد من خلالها أن قناة السويس، التي مضى على افتتاحها للملاحة العالمية 135 عاما هي أرخص وأكثر ممر مائي آمن في العالم، كما أنها تملك مقومات الصمود في مواجهة آية منافسة من قنوات أخرى سواء من الناحية الجيولوجية أو الاقتصادية. [c1]استعادة العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا[/c]واختتمت الاحتفالية بحلقة حوار مفتوح عن «قناة السويس وأثرها على الإنسان المصري والقيم المصرية»، شاركت فيها الدكتورة نعمات أحمد فؤاد أستاذة الأدب العربي والشاعر مسعود شومان والأديب البور سعيدي قاسم مسعد عليوة. وفي لقاء مع بعض أعضاء جمعية أصدقاء فرديناند ديليسبس بباريس، الذين يزرون مصر للمشاركة في احتفالاتها باليوبيل الذهبي لتأميم القناة، ذكر رئيس الجمعية الحالي الخبير الدولي أرنود رامييردو فورتانـير والمفتش العام لأرشيف فرنسا أن نشأة الجمعية في الثمانينات جاءت بعد أن قررت شركة السويس في فرنسا أن تعيد العلاقات الثقافية مع مصر وإحياءها من جديد، بعد ما أصابها الخلل إثر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. وقال إن معظم أعضاء الجمعية فرنسيون، وكان منهم آخر حفيد لديليسبس، رولاند ديليسبس، الذي توفي منذ سنتين. ولكن باقي أفراد الأسرة مازالوا أعضاء بها.وأشار الدكتور احمد يوسف رئيس مكتب الأهرام بباريس وعضو بالجمعية الى أنه بالرغم من أهمية القناة الاقتصادية والتاريخية لنا، فإنه لا يوجد لدينا متحف لقناة السويس حتى الآن. وقد أمر الرئيس محمد حسني مبارك بأن يترك الحزب الوطني مقره في قصر ديليسبس لإعادة ترميمه وجعله متحفا لقناة السويس، تتبناه جمعية أصدقاء فرديناند ديليسبس. وهو قصر من القرن الـ19 من الطراز الإسلامي في غاية الجمال يطل على القناة في مدينة الإسماعيلية. وقال إنه سيتم وضع تمثال ديليسبس في الحديقة الأمامية للقصر. وستقام سلسلة ندوات علمية في باريس في سبتمبر (أيلول) المقبل، الهدف منها تحليل مسألة التأميم، وهل كانت نافعة أم ضارة؟ ومدى تأثيرها في العلاقات بين البلدين؟