صباحية تأبينية بذكرى رحيله نظمها (مجاز) ومكتب الثقافة بإب
إب / حمير منصور علاية :كعادتها.. سفر جميل ورائع من الدهشة والإبهار، يظل يحمل في طياته كل قيم الفن والجمال، ومعاني الحب والوفاء والإكبار، لاسيما لأولئك الذين كانت حياتهم شمعات مضيئة في سماء الإبداع وفضاءات الوجود، وغيابهم حضوراً على صفحات المجد وخرائط الخلود.. كانت إب على موعد مع من شاقه (السفر إلى الأيام الخضر)، (جواب العصور) الذي حط رحاله فيها هذه المرة، فكان اللقاء والوفاء، وكان مطر الدهشة، واخضرار الروح.ففي يوم الأربعاء الموافق 27 أغسطس، احتضنت قاعة الفقيد محمد عبود با سلامة في المركز الثقافي، صباحية ثقافية تأبينية، للشاعر الكبير الراحل/ عبدالله البردوني بذكرى رحيله التاسعة، بعنوان “البردوني.. الرائي بأهداب القلب “ نظمها منتدى مجاز الأدبي الثقافي، ومكتب الثقافة بالمحافظة. افتتح الصباحية الأستاذ/ عبد الحكيم مقبل مدير عام مكتب الثقافة بكلمة رحب فيها بالحاضرين، وبمنتدى مجاز مشيداً بفعالياته، وبدور هذه الفعاليات في تحريك المشهد الثقافي بالمحافظة، وإبراز وجهها الأدبي المشرق. وألقى أيضاً الأستاذ عبد الإله البعداني رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمحافظة، كملة تحدث فيها عن مكانة البردوني، وسعة ثقافته وإدراكه، وعظمة شعره وتجربته.ثم عرض ريبورتاج خاص بالشاعر الراحل، ونبذ من حياته وشعره، وقراءات من بعض قصائده بصوته. تلا ذلك قراءة لشذرات من سيرة الشاعر الذاتية والأدبية، تلتها الشاعرة والقاصة ياسمين الجمالي، ليلقي الشاعر عماد زيد كلمة بعنوان “مواقع الحروف وقسم القصيدة” مختتماً إياها بقصيدة رثائية إلى روح الشاعر الكبير.ثم قدم الأستاذ حمير منصور علاية قراءة نقدية أولية بعنوان “مصادر تشكل الصورة البصرية عند البردوني” وهي المصادر التي جعلت رؤية الشاعر القلبية والداخلية قادرة على تصوير الأشياء من حوله بصور بديعة وفذة ومتفردة لا يقدر عليها البصراء. وهو الشاعر الكفيف إلى فقد بصره في سن مبكرة من طفولته، فيما أوضح القاص فؤاد الوجيه رؤية البردوني الشعرية العميقة والواسعة التي حدث به في رحلته الطويلة بين الكلاسيكية والسوريالية.بعد ذلك - ولأل مرة - عزف وشدا الفنان المبدع نشوان الحجري بمقاطع من بعض قصائد البردوني (عذاب ولحن، رسمة النجوم، هو وهي، منبت الحب، فارس الآمال، الحب القتيل) وهي القصائد التي تقطر حزناً ورقة وعذوبة.وفي ختام الصباحية تحدث وكيل المحافظة المساعد خالد بدر الدين عن تقديره لمثل هكذا فعاليات تحتفي بالإبداع والمبدعين، مؤكداً دعم ورعاية السلطة المحلية للفعاليات والأنشطة الثقافية والأدبية الهادفة. حضر الفعالية وكيل المحافظة المساعد خالد بدر الدين، والدكتور الشاعر رعد السيفي، أستاذ النقد الحديث بجامعة إب، وعدد من المثقفين والمهتمين بالمحافظة، كما غطيت إعلامياً من قبل الفضائية اليمنية وقناة السعيدة.[c1]من وحي الفعالية[/c]فيما كان شجو كلمات البردوني البديعة، وأوتاره الحزينة المجهدة، تعزف بأنامل الفنان المبدع نشوان الحجري ويبلل صوته حزنها النبيل،كنت أفكر في ذلك الإنسان الوفي، والأديب المبدع الأستاذ/ خالد الرويشان وزير الثقافة السابق، الذي لم يطبع أعمال الشاعر الكاملة غيره، ولم يكشف عن إبداع النشوان سواه في رحلته الشائقة عندما كان يبحث عمن كان يسميهم بالمغمورين والمطمورين. فالشكر الخالص موصول إليه حيث يسير الآن أو يجلس، وتحياتنا إليه مع كل نبرة صوت تقرأ شعر البردوني العظيم، وشدوة لحن تنبعث مت فنه وإبداعه.