د.زينب حزامأيام قليلة ويهل علينا حدث رياضي مهم في بلادنا،حيث ستشهد عدن وأبين خليجي (20) هذا المهرجان الرياضي الذي استعد له الفنانون التشكيليون بأعمالهم الإبداعية من لوحات فنية معبرة ورسوم جدارية تبين إنجازات اليمن وترحيبها بالأشقاء والأصدقاء،وفي شوارع عدن تلفت الرسوم العملاقة على جدران الأبنية انتباه القادمين إليها وقد أصبحت الرسوم الجدارية في منطقة كريتر والمعلا وخور مكسر تلفت نظر الزوار السائحين لجمال ألوانها ولمساتها الفنية ما يوجب الاهتمام بها من قبل الدولة لأهميتها في التعبير عن جمال المدينة.عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن، وتحتوي على العديد من المعالم التاريخية مثل الصهاريج وقلعة صيرة، كما تحتوي على المتاحف التاريخية غير أن عراقة مدينة عدن تكمن في دورها التاريخي في القضاء على الاستعمار القديم والحديث،وقد أبرزه الفنانون التشكيليون على الجدران في أعمالهم الفنية في الساحات العامة وعلى جدران المباني في الشوارع الرئيسية و تميزت مدينة كريتر بالذات بالنقوش والزخارف على مبانيها. أما الجرافيتي الحديث فيعود إلى عقود قد خلت،وبالأخص في الستينات وأصبحت تلك الخربشات تعبر عن أحاسيس المواطن اليمني وآماله وأحلامه بالمستقبل الأفضل.[c1]خليجي 20 والمهرجانات الثقافية والفنية[/c]عند الوقوف على المهرجان الرياضي (خليجي 20) في عدن وأبين،سنجد أنفسنا أمام شبكة غنية ومتنوعة من الفعاليات والتظاهرات ذات العلاقة بفن الرسوم الجدارية، وبدونها لا تقام هذه المهرجانات الرياضية والثقافية ومنها ما يتعلق بتقديم لوحات فنية جدارية تصاحب المهرجانات الرياضية المتنوعة سواء في ملاعب كرة القدم أو النوادي المغلقة.. وخلق حالة تنافس بين الفنانين التشكيليين لتقديم الأفضل..وكذا التعليم والتدريب والتطوير،عبر ورشات عمل للرسوم الجدارية ، وتشجيعها والدعاية الإعلامية لها.وباتجاه الوصول إلى درجة أعلى من المهنية والاحتراف في التعامل مع المهرجانات الرياضية والثقافية والفنية فإننا نحتاج إلى الدعم الإعلامي عبر الرسومات الجدارية واللوحات التشكيلية المعبرة عن هذا الحدث الرياضي الذي تصحبه مهرجانات ثقافية وفنية لأن المسألتين تختلفان في الجوهر.الأولى بأشكال من إشكالات المشهد الرياضي الجمالي الذوقي في عدن بشكل خاص واليمن بشكل عام وربما العالم العربي عموماً في مثل هذه الأحداث الرياضية ثم على مستوى ما يعرفه العالم ويعيشه في أعقاب الحركة الرياضية وثقافة العولمة إذا لم تصر هذه الأخيرة على الاهتمام بالتفاصيل بقدر ما تهتم بالوظائف،ومن يقبل على هذه الحركة الرياضية والثقافية الآن لم يعد يبحث عن الرياضة أو الثقافة أو الفن،بل يبحث عن متعة رهينة بوعي يكاد يكون صورياً لا يتجاوز المعلومات التقنية حول الحدث الرياضي أو الثقافي أو الفني وحول المختصين بهذا العمل. والكل يعلم جيداً أن الرياضة والثقافة والفن أعمال إبداعية ،تحتاج إلى إنتاج وصناعة وترويج واقتصاد وأرباح،والرياضة بالذات تحتاج إلى محترفين في هذا المجال تتوفر لهم الرعاية الصحية والنفسية والعملية.إن الدولة اليمنية تعمل على ربط الرياضة بالثقافة والفن والاهتمام بالمبدعين والباحثين والصحفيين ورواد الأندية الرياضية والثقافية وتتبنى الرياضة في المدارس والثانويات والجامعات والمعاهد العليا،واتجاه بعض الشعب والتخصصات ووحدات البحث في الماجستير والدكتوراه إلى تدريس مادة الرياضة في معاهد عليا وتخصصية.وكل هذه العوامل تساعد على نهضة رياضية وثقافية وفنية،لبناء شخصية الفرد وجعلها رافداً من روافد الثقافة الجمالية والذوقية.[c1]يسلم بامطرف وفن الرسوم الجدارية[/c]يسلم بامطرف من مواليد عدن 1984م خريج معهد جميل غانم للفنون الجميلة،شارك في عدة معارض داخلية وخارجية ، عضو بيت الفن عدن ، حاصل على عدة دورات في هذا المجال الفني. ويعد من المبدعين في مجال الرسوم الجدارية في اليمن.وحين نتحدث عن تجربة هذا الفنان،وكيف نستفيد منه في هذا الحدث الرياضي والثقافي المهم خليجي 20 والمهرجانات الرياضية والثقافية القادمة،فإننا يجب أن نذكر تجربة متميزة له ليس مع الفن التشكيلي اليمني فقط،بل مشاركته في المعارض الفنية على مستوى الوطن العربي وفي الخليج العربي والجزيرة العربية،ودور هذه المعارض في تشكيل هذا الفنان اليمني وإعطائه الطابع الثقافي الرفيع الذي نلمسه اليوم،في سن النضج الكامل.بعد تخرجه من معهد جميل غانم للفنون الجميلة،أصبح ينام ويصحو على قراءة القصص والروايات والشعر وتاريخ ونقد الفن وفنون الشعوب،بالإضافة إلى التردد على المتاحف المحلية ومسارح الهواء الطلق المنتشرة في عدن والإنصات إلى الموسيقى، التي بدورها رفعت من تذوقه الجمالي في عالم رسوم الجداريات واللوحات التشكيلية الفنية.ويعتبر يسلم بامطرف من الفنانين التشكيليين المتخصصين في الرسوم الجدارية وفي أوقات التجلي تداعب أنامل فناننا سواء كان لوحده أو بوجود أصدقائه ريشته على جدار ما ليرسم ما في وجدانه معبراً عن فرح وهموم المواطن اليمني، كما يسجل بألوانه الزيتية والمائية مأساة وبطولات شعبنا اليمني ونلاحظ من خلال الرسوم الجدارية لهذا الفنان مسعى الفنان الدؤوب لإيجاد توازنات جدلية بين الشكل والمضمون ومحاولة نفي المسافة بين التشخيص والتجريد. وحياة الفنان التشكيلي اليمني يسلم بامطرف وبالذات مرحلته الدراسية عارضة في خضم حياته الزخرفية التي توجها بمشروع تخرجه الغرافيكي ( حفر على المعدن وطباعة حجرية ) الذي عبر فيه عن شوقه لمسقط رأسه عدن وحبه الشديد لشواطئها الذهبية في صيرة وخورمكسر والتواهي وحبه للعادات والتقاليد اليمنية، ونلحظ في أعماله وفي هذه المرحلة التبسيط ولتخليص وتوظيف اللون توظيفاً تعبيرياً بما يخدم اللوحة.كما نرى حرارة التعبير عبر الصيغ التعبيرية وبخاصة وجود النساء التي يرسمها على خلفية اللون الواحد وتدريجاته والتأثيرات التي يتركها بعد تفاعله مع الأكاسيد، كما استخدم الفنان في هذه المرحلة اللون الأزرق الفاتح الذي سيطر على لوحته للدلالة على حبه الشديد لعدن وشواطئها الزرقاء وسمائها الصافية.كما طرح الفنان موضوعا واقعيا نقصد هنا الواقع الشعبي اليمني بجمالياته الفولكلورية والتراثية القديمة وقد دمج عبر تلك الرموز المرأة التي تعتبر العنصر الأكثر حضوراً في تجربته وفي مختلف الحالات الإنسانية.. والتي عبر عنها بالأم وهي الوطن والأرض والخصب والعطاء والتضحية..وربطها بحب الوطن والمستقبل المشرق لليمن الموحد.[c1]الفنان التشكيلي وليد البحري.. فن الرسوم الجدارية ( الحياة بالألوان)[/c]الفنان التشكيلي وليد البحري من مواليد إب 1977م خريج تربية فنية جامعة إب شارك بعدة معارض داخلية وخارجية ، عضو مؤسس في بيت الفن إب ، حاصل على شهادة التميز في المعرض التشكيلي للفنانين الشباب 2008م وحاصل على شهادات عديدة في مجال الرسوم الجدارية والفن التشكيلي ، وفاز بجائزة رئيس الجمهورية 2001م.يعد الفنان التشكيلي وليد البحري من الفنانين المثقفين، ويحمل العديد من الشهادات في هذا المجال وساعده هذا الشيء على أن يمتلك منهجاً فريداً في التفكير والتنظير تعددت مصادره الفنية من شرقية وعربية وإسلامية ومن التراث والعادات والتقاليد اليمنية، أسس بيت الفن في إب، مر عمله الفني بأساليب عدة ومنها التجريدية الهندسية التي عمل فيها على اللون والشكل وصولا إلى مرحلة الأشكال الهندسية والصور الواقعية للأفراد والأحياء الشعبية اليمنية.لو مررنا على أعمال هذا الفنان التشكيلي اليمني وليد البحري من بداياته حتى الآن،لرأينا محطات منوعة وتأثيرات مختلفة، ففي لوحته “ الحياة بالألوان” نرى زخرفة يظهر فيها تأثر الفنان في العديد من الرسوم الجدارية، وأعمال أخرى منها الحفر على الخشب والزخرفة العربية والرسم على الزجاج ، ويبدو واضحاً أن حبه الشديد للطبيعة اليمنية منها المدرجات الخضراء في اليمن وحقول البن والرمان والليمون والبرتقال أثرت عليه ، فأصبحت الألوان تتدرج برقة ونعومة وأصبح الأمر يبدو واضحاً وضوح الشمس التي رسمت ألوانها على معظم لوحاته وألوانه.
أخبار متعلقة