الدوحة / وكالات :بدأت مساء الأحد أولى جلسات ندوة "الأدب والمنفى" التي تشمل ثلاث جلسات على مدى ثلاثة أيام ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي السادس وذلك بمشاركة عدد من كبار الكتاب والشعراء في العالم العربي.وقد تحدث في الجلسة الشاعر السوري أدونيس والذي تناول مصطلح النفي تاريخيا ولغويا وما يتبع ذلك التعريف من متعلقات اجتماعية ودينية مستشهدا بأحاديث واقتباسات من أمهات الكتب التراثية في ورقة قدمها بعنوان "مكان آخر في ما وراء الوطن والمنفى".وقال أدونيس إن العرب كانت تنفي المخنث والزاني بوصفهما يمثلان مرضا أو يعارضان وضعا دينيا أخلاقيا، أما المعارض السياسي فلم يكن ينفى وإنما كان يقتل غالبا حيث كان ينظر إليه -حسب قوله- على أنه خارج على السلطة القائمة بأمر الله ورعايته.وأضاف أدونيس أنه في العصر الحديث اختلفت الصورة حيث مارست سلطات الاستعمار في العالم العربي النفي السياسي مستشهدا بنفي عبد القادر الجزائري وعرابي والبارودي وسعد زغلول، موضحا أنه عندما قامت الدولة الوطنية بعد الاستعمار لجأت إلى أساليب أكثر فاعلية في استئصال المختلف المعارض.وأشار إلى أن بنية الطغيان في الحياة العربية أدت إلى أمور كثيرة منها أن البلاد أصبحت تتبع واقع النظام وليس النظام هو الذي يتبع واقع البلاد كما ألغيت فكرة الوطن وحل محلها النظام وألغي النفي وحل محله القتل.وحول تجربة أدونيس الذاتية أوضح أن المنفى بالنسبة له لم يكن في المكان وحده بل كان قائما داخل الذات وفي اللغة ذاتها وقد يكون -حسب قوله- أشد هولا في مسقط الرأس منه في أي مكان آخر.وأضاف أنه ولد منفيا بسبب الثقافة التي تربى عليها والوطن الذي ولد فيه، مشيرا إلى أنه في ذلك الوقت كانت المنطقة التي نشأ فيها لا تزال تعاني التهميش والعزلة والإهمال، حيث كانت جميع سبل الخروج مقفلة إلا جانبين هما العسكرية والتعليم الذي رسمه طريقا لخروجه من المنفى.كما تحدث في الندوة أيضا الناقد الأردني فخري صالح في ورقة تحت عنوان"مفهوم أدب المنفى" قال فيها إن مفهوم المنفى ذو طبيعة معقدة فهو مرغوب يجري السعي إليه وتفضيل الإقامة فيه وهو كذلك حالة مذمومة بوصفه حالة من الإبعاد والاغتراب، مضيفا أن هناك تداخلا ومساحات رمادية تصل بين هاتين الحالتين.وأوضح صالح أنه من الصعب رسم شبكة لمعنى المنفى وأدب المنفى ضمن هذه الظروف المعقدة من عمليات النزوح والشتات والاغتراب والاقتلاع والتشريد والنفي والرحيل الطوعي أو الهجرة بحثا عن الحرية أو الرغبة في تحسين الأوضاع المعيشية.وأضاف أن الموتيفات التي تتكرر في النصوص التي تدور حول التجربة الوجودية هي جزء من هذه الطبيعة المعقدة لأدب المنفى، مشيرا إلى أن الأدب الفلسطيني قد يكون من بين أكثر الآداب العالمية التي تكونت وتطورت داخل بوتقة المنفى.وكان آخر المتحدثين في الجلسة الأولى من هذه الندوة الدكتورة العراقية فريال غزول وهي أستاذة للأدب الإنجليزي بالجامعة الأميركية بالقاهرة والتي تناولت فيها الأسس النظرية والثقافية لأدب المنفى.يذكر أن هذه الندوة يشارك فيها بالإضافة إلى الكتاب السابقين كل من واسيني الأعرج والناقد محمد لطفي اليوسفي وكمال أبو ديب ونبيل سليمان والليبي إبراهيم الكوني والعماني سيف الرحبي وآخرين.
|
ثقافة
مهرجان الدوحة يحتفي بأدب المنفى
أخبار متعلقة