منذ أسبوع كامل وأنا أبحث في قضية ما طالما حيرتني وخلقت لدي ولدى الكثيرين سؤالا ً بحاجة إلى حل فأخذ ت أسال وأبحث وأحلق بين الكتب والمجلات والصحف علني أجد حلا لمشكلتي . وكعادتي كنت أتصفح المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت التي أصبحت تشكل نافذة ثقافية مهمة ترفدنا بالمعلومات والأخبار وتختصر لنا الوقت والجهد في تحصيل هذه المعلومات .وبينما أنا كذلك وجدت أكثر من مقال يتعلق بمشكلتي ويفسر بعض تساؤلاتي وحين كنت أطالع هذه المقالات اعترتني دهشة عارمة حين اكتشفت وأنا أطالع إحدى هذه المقالات منشورة ثلاث مرات تحت عناوين مختلفة وباسماء ثلاثة من الكتاب الذين لمحت بعض أسمائهم تتردد في ذلك الموقع اوتلك الصحف الالكترونية بتغيير طفيف في مواقع الكلمات أو الفقرات . من الطبيعي جدا أن يكتب البعض بأسماء مستعارة، وسمعت أيضا أن هناك من أهل الفن من يقومون بسرقة ألاغاني ونسبها لأنفسهم غير أصحابها ، وربما سمعت عن السرقات الأدبية كالمواضيع والبحوث لكن لم أكن أسلم بهذا الأمر إلى أن خبرت ذلك بأم عيني .هل أصبحت شبكة الانترنت مجالا مفتوحا لقراصنة الحرف والكلمة وطالبي البحوث والدراسات!! الثابت قبل اعتماد الحاسوب كمصدر رئيسي لاستقاء الثقافات كانت الكتب والمطبوعات والبحوث المنشورة هي المرجعية الأولى في تحصيل العلم والثقافة ، وكانت ولا تزال هذه الأخيرة تتمتع بحقوق تحميها من السرقة والسطو ، لكن كيف تتوفر الحماية لهذه الكتب والمطبوعات المنشورة على شبكة الانترنت ؟من الغباء أن يتصور المرء أن البحوث والدراسات المنشورة عبر شبكة الانترنت يمكن أن تشكل مصدرا دسما لطلاب الجامعات والمدارس المحبطين الذين لا يريدون أن يتعبوا ويجهدوا عقولهم في البحث والفهم والاستيعاب فيقومون بأخذ هذه البحوث والدراسات جاهزة وينسبونها إلى أنفسهم لاعتقادهم أن شبكة الانترنت بحرا بل محيطا كبيرا لا يمكن للذين يخوضون غمار الإبحار عبره أن يكتشف أفعالهم .ان الذين يقدمون على إرتكاب هذا الفعل الشائن يتجاهلون حقيقة أنهم يؤذون أنفسهم بالدرجة الأولى لانهم لم يستو عبوا ما درسوه ، وأنهم سيكونون أصحاب عقول خاوية وربما حين ترميهم الأقدار في التجربة العملية سيجدون الكثير من المعوقات التي قد تعتري طريقهم لانهم لم يستو عبوا ما درسوه كما قلت أنفا.هذا ناهيك عن الضرر النفسي و الأدبي الذي سيلحق بكتاب هذه المقالات وأصحاب هذه البحوث والدراسات حين يكتشف الآخرون قيامهم بسرقة أعمال غيرهم ونسبها الى أنفسهم لاريب في أن باب العلم والثقافة واسع ومفتوح لمن رغب به ، كما أن باب الاجتهاد مفتوح أيضا على مصراعيه . وليست العقول حكرا ليتم الحجر عليها ويمنعها من ممارسة حقوقها في التفكير والتعبير ومعرفة المجهول وإيجاد الحلول لكل مشكلة أو قضية تحتاج إلى حل جديد ومناسب ، لكن ليس شرفا أو نبلا أو ذكاء أن تؤخذ خلاصة ثقافة الآخرين وإبداعاتهم وتنسب لغيرهم ، بدلا من إعمال العقل والإجتهاد في التفكير والابداع والتميز . يبقى القول أن الكتابة وسيلة لاستنطاق الفكر الانساني واخراجه الى النور لينتفع به الناس ، وهي أيضا وسيلة للتعبيرعن مكنون الابداعات الفكرية والمهارات التي يتمتع بها الكاتب والاديب عن غيره والفكر هو خلاصة العلم و الثقافة وثمرة الاجتهاد .
أخبار متعلقة