من نتاجات الواعدين
تلك الليلة .. كانت جالسة بجانب النافذة تنتظر موعد إطلاق الألعاب النارية للاحتفال برأس السنة نظرت إلى القمر فوجدته مشعاً والنجوم تتلألأ في السماء أطلت من النافدة فرأت صديقتها نادتها فتقدمت إليها قائلة: كيف حالك فقالت إنني بخير .. أليس اليوم هو رأس السنة؟-نعم .. ماذا تمنيت لهذا العام؟-في كل مرة كنت أتمنى أن يكون من أحب معي..وهاهو الآن كذلك لكن ليس كما أريد.. إنني في هذا العام أتمنى أشياء غير التي تمنيتها من قبل.. وقد تصفينني بالمجنونة عندما تسمعينني أتمنى!!-ماذا تحنيتي إذن؟-أتمنى أن أكون “ كمبيوتر” ليكون عقلي مكون من عدة قطع لاستبدل أجزاءه بأجزاء أخرى وأرسل له أنظمة أخرى لكي انسى برامج حملت إليه وتحولت لفيروسات حينها أخرمت عقلي لإزالة تلك الفيروسات والأنظمة القديمة لكي أنساها.أتمنى أن يكون قلبي كمؤشر الكمبيوتر اتحكم به افتح إيقونات ولا افتح أخرى.أتمنى أن يكون وجهي متلوناً كسطح المكتب وان بإمكاني أن اجعله في أي صورة مشرقة.أتمنى أن تكون أصابعي مثل الكي بورد، يكتب عليها ولا تكتب لا تعبر عن مشاعر الآخرين ولا تعبر عن حالتي المؤلمة.أتمنى أن احذف واستبدل أناساً في عقلي أحببتهم ولم أقم بحذفهم بالضغط على زر”ديلييت” مثلما حذفوني دون إرسالي إلى سلة المحذوفات قاموا بتضليلي كأيقونة في أي مستند أو مجلد ثم ضغطوا على (شفيت ثم ديليت ثم إنثر) ليكون مصيري خارج الجهاز الذي تمنيت أن أكون فيه، لأصبح أنا الفيروسات التي لا تذهب إلاّ عند فرمة الجهاز ويقومون بتحميل نظام آخر ويستبدلون نظام التشغيل الأول..أتمنى أن أكون مكافح الفيروسات التي تدخل عقليقولي وتمني ما شئيت فإن أمنيتك هذه لن تتحقق.انك محقة، إنما جاءني هذا الشعور بالتمني لأنني عجزت عن فهم الآخرين وأنا “ بشر” فقلت في نفسي ربما إذا صرت جماداً افهمهم.انك مخطئة عزيزتي.. تمني ماشئيت لكن ما سيحدث لا يخرج عن الواقع أبداً!!!